الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          2910 - (م د ت س) : صيفي بن زياد الأنصاري ، أبو زياد ، ويقال : أبو سعيد المدني ، مولى ابن أفلح ، مولى أبي أيوب الأنصاري ، ويقال : مولى أبي السائب الأنصاري .

                                                                          روى عن : أبي سعيد سعد بن مالك الخدري ( ت سي ) ، وأبي اليسر كعب بن عمرو السلمي ( د س ) ، وأبي السائب مولى هشام بن زهرة ( م د ت س ) ؛ الأنصاريين .

                                                                          روى عنه : سعيد بن أبي سعيد المقبري ( سي ) ، وسعيد بن أبي هلال ، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند ( د س ) ، وعبيد الله بن عمر العمري ( ت ) ، ومالك بن أنس ( م د ت س ) ، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب ، ومحمد بن عجلان ( م د ) .

                                                                          قال النسائي : صيفي يروي عنه ابن عجلان ، ثقة .

                                                                          ثم قال : صيفي مولى أفلح ليس به بأس ، روى عنه ابن أبي ذئب ، هكذا فرق بينهما ، وهما واحد .

                                                                          [ ص: 250 ] وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " .

                                                                          روى له مسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي .

                                                                          أخبرنا أحمد بن أبي الخير ، قال : أنبأنا مسعود بن أبي منصور الجمال ، قال : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا الفضل بن العباس ، قال : حدثنا يحيى بن بكير ، قال : حدثنا مالك ، عن صيفي مولى ابن أفلح ، عن أبي السائب مولى هشام بن زهرة : " أنه دخل على أبي سعيد في بيته ، قال فوجدته يصلي ، فجلست أنتظره حتى يقضي صلاته ، قال : فسمعت تحريكا تحت سريره ، في بيته ، فإذا حية فقمت لأقتلها ، فأشار إلي أبو سعيد أن اجلس ، فجلست ، فلما انصرف أشار إلى بيت في الدار ، فقال : أترى هذا البيت ؟ قلت : نعم ، قال : إنه كان فتى منا حديث عهد بعرس ، فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إلى الخندق ، قال : فكان ذلك الفتى يستأذنه بأنصاف النهار ، ليطلع أهله ، فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم ، يوما ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : خذ سلاحك ، فإني أخشى عليك بني قريظة ، فأخذ الرجل سلاحه ، ثم ذهب ، فإذا امرأته قائمة بين البابين ، فهيأ لها الرمح ليطعنها به ، وأصابته غيرة ، فقالت : اكفف عليك رمحك ، حتى ترى ما في بيتك ، فدخل فإذا هو بحية منطوية على فراشه ، فركز بها رمحه ، فانتظمها فيه ، ثم خرج به فنصبه في الدار ، فاضطربت الحية في رأس الرمح [ ص: 251 ] وخر الفتى صريعا ، فما ندري أيهما كان أسرع موتا ، الفتى أم الحية ، فجئنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكرنا ذلك له ، وقلنا يا رسول الله ، ادع الله أن يحييه ، فقال : استغفروا لصاحبكم ، ثم قال : إن بالمدينة جنا قد أسلموا ، فإذا رأيتم منها شيئا فآذنوه ثلاثة أيام ، فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه ، فإنما هو شيطان " .

                                                                          رواه مسلم ، عن أبي الطاهر ، عن ابن وهب ، ورواه أبو داود ، عن أحمد بن سعيد الهمداني ، عن ابن وهب ، ورواه الترمذي ، عن إسحاق بن موسى عن معن ، ورواه النسائي ، عن علي بن شعيب ، عن معن ، وفي " اليوم والليلة " ، عن الحارث بن مسكين ، عن ابن القاسم ، كلهم : عن مالك ، نحوه : فوقع لنا عاليا بدرجتين .

                                                                          وأخرجوه من طرق أخر مختصرا ومطولا ، ورواه الترمذي أيضا من حديث عبيد الله بن عمر عن صيفي ، عن أبي سعيد .

                                                                          والنسائي في " اليوم والليلة " من حديث سعيد المقبري ، عن صيفي ، عن أبي سعيد ، ليس بينهما أحد .

                                                                          [ ص: 252 ] وأخبرنا عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الملك بن عثمان ، ومحمد بن عبد المؤمن ، قالا : أخبرنا أبو البركات بن ملاعب ، قال : أخبرنا محمد بن عبيد الله ابن الرطبي ، قال : أخبرنا أبو القاسم ابن البسري ، قال : أخبرنا أبو طاهر المخلص ، قال : حدثنا أحمد بن إسحاق بن البهلول ، قال : حدثنا أبو موسى الزمن ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند ، قال : حدثنا صيفي مولى أبي أيوب الأنصاري ، عن أبي اليسر السلمي ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " اللهم إني أعوذ بك من الهرم ، وأعوذ بك من التردي ، وأعوذ بك من الغرق ، وأعوذ بك من أن يتخبطني الشيطان عند الموت ، وأعوذ بك من أن أموت في سبيلك مدبرا ، وأعوذ بك أن أموت لديغا " .

                                                                          رواه أبو داود ، عن القواريري ، عن مكي بن إبراهيم ، وعن إبراهيم بن موسى ، عن عيسى ، جميعا : عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند ، فوقع لنا عاليا .

                                                                          ورواه النسائي عن أبي موسى محمد بن المثنى ، فوافقناه فيه بعلو .

                                                                          ورواه من وجهين آخرين ، عن عبد الله بن سعيد .

                                                                          [ ص: 253 ] وهذا جميع ما له عندهم ، والله أعلم .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية