الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 180 ]

                                                                          من اسمه صفوان وصقعب

                                                                          2881 - (خت م 4) : صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي ، الجمحي ، أبو وهب ، وقيل : أبو أمية ، المكي ، قتل أبوه يوم بدر كافرا ، وأسلم هو بعد فتح مكة ، وشهد اليرموك ، وكان أميرا على بعض الكراديس يومئذ ، وكان من المؤلفة ، وأمه صفية بنت معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح .

                                                                          [ ص: 181 ] روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم ( م 4 ) .

                                                                          روى عنه : ابنه أمية بن صفوان بن أمية ( د س ) ، وابن أخته حميد بن حجير ( د س ) ، وسعيد بن المسيب ( م ت ) ، وابن ابنه صفوان بن عبد الله بن صفوان بن أمية ، وطارق بن المرقع ( 5 ) ، وطاووس بن كيسان ( س ) ، وعامر بن مالك ( س ) ، وعبد الله بن الحارث بن نوفل ( ت ) ، وابناه : عبد الله بن صفوان بن أمية ( ق ) ، وعبد الرحمن بن صفوان بن أمية ، وعثمان بن أبي سليمان ( د ) - قال أبو داود : ولم يسمع منه - وعطاء بن أبي رباح ( س ) ، وعكرمة مولى ابن عباس ( س ) ، ويزيد بن عبد الله ( ق ) .

                                                                          وشهد حنينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مشرك ، واستعار منه رسول الله صلى الله عليه وسلم سلاحا ، فقال : طوعا أو كرها ؟ فقال : بل طوعا ، عارية مضمونة ، فأعاره ، ووهب له رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغنائم فأكثر ، فقال : أشهد ما طابت بهذا إلا نفس نبي ، فأسلم وأقام بمكة ثم قدم المدينة ، فنزل على العباس ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : على من نزلت ؟ فقال : على العباس ، فقال : ذاك أبر قريش بقريش ، ارجع أبا وهب ، فإنه لا هجرة بعد الفتح ، وقال له : فمن لأباطح مكة ، فرجع صفوان فأقام بمكة حتى مات بها .

                                                                          وذكره محمد بن سعد في الطبقة الخامسة فيمن أسلم بعد الفتح [ ص: 182 ] وقيل إنه قنطر في الجاهلية ، أي صار له قنطار من ذهب ، وكان من أشراف قريش في الجاهلية والإسلام .

                                                                          قال خالد بن نزار : حدثنا عمر بن قيس أن عبد الله بن صفوان ، بينما هو يدفن أباه أتاه راكب فقال : قتل أمير المؤمنين عثمان ، فقال : والله ما أدري أي المصيبتين أعظم ، موت أبي أم قتل عثمان .

                                                                          وقال الهيثم بن عدي ، وأبو الحسن المدائني : مات سنة إحدى وأربعين .

                                                                          وقال خليفة بن خياط : مات سنة اثنتين وأربعين .

                                                                          ذكره البخاري في الأشخاص من الجامع فقال : واشترى نافع بن عبد الحارث دارا للسجن من صفوان بن أمية على إن عمر رضي فالبيع ببعضه وإن لم يرض عمر فلصفوان أربع مائة .

                                                                          وروى له الباقون .

                                                                          أخبرنا أحمد بن أبي الخير ، قال : أنبأنا مسعود بن أبي منصور الجمال ، قال : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ، قال : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ابن أخت [ ص: 183 ] ابن المبارك ، قال : حدثنا عبد الله بن المبارك ، عن يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب ، عن صفوان بن أمية ، قال : " أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين ، وإنه لأبغض الخلق إلي ، فما زال يعطيني حتى إنه لأحب الخلق إلي " .

                                                                          رواه مسلم عن أبي الطاهر بن السرح ، عن ابن وهب ، عن يونس ، فوقع لنا عاليا ، وليس عنده غيره .

                                                                          ورواه الترمذي عن الحسن بن علي الخلال ، عن يحيى بن آدم ، عن ابن المبارك فوقع لنا عاليا بدرجتين .

                                                                          وأخبرنا أبو الحسين ابن البخاري ، وأبو الغنائم بن علان ، وأحمد بن شيبان ، قالوا : أخبرنا حنبل بن عبد الله ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، قال : أخبرنا أبو علي بن المذهب ، قال : أخبرنا أبو بكر بن مالك ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عبد الكريم ، عن عبد الله بن الحارث ، قال : زوجني أبي في إمارة عثمان ، فدعا نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء صفوان بن أمية وهو شيخ كبير ، فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " انهسوا اللحم نهسا ، فإنه أهنأ وأمرأ ، أو أشهى وأمرأ " .

                                                                          قال سفيان : الشك مني أو منه .

                                                                          رواه الترمذي عن أحمد بن منيع ، عن سفيان ، فوقع لنا بدلا عاليا ، وليس له عنده غيرهما .

                                                                          [ ص: 184 ]

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية