الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 237 ] من اسمه صهيب

                                                                          2904 - صهيب بن سنان بن خالد بن عمرو ، وقيل : غير ذلك في نسبه ، أبو يحيى ، وقيل أبو غسان النمري ، المعروف بالرومي ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من تيم الله بن النضر بن قاسط ، حليف عبد الله بن جدعان التيمي ، وقيل : مولاه ، سبته الروم من نينوى ، وأمه سلمى من بني مازن بن عمرو بن تميم .

                                                                          [ ص: 238 ] قال عمارة بن وثيمة : اسمه عبد الملك .

                                                                          وقال محمد بن سعد : كان أبوه أو عمه عاملا لكسرى على الأبلة ، وكانت منازلهم بأرض الموصل ، ويقال : كانوا في قرية على شط الفرات مما يلي الجزيرة والموصل ، فأغارت الروم على تلك الناحية ، فسبت صهيبا وهو غلام صغير ، فنشأ صهيب بالروم ، فصار ألكن ، فابتاعته كلب منهم فقدمت به مكة ، فاشتراه عبد الله بن جدعان التيمي منهم ، فأعتقه ، فأقام معه بمكة إلى أن هلك عبد الله بن جدعان .

                                                                          فأما أهل صهيب وولده فيقولون : بل هرب من الروم حين بلغ وعقل ، فقدم مكة فحالف عبد الله بن جدعان ، فأقام معه إلى أن هلك .

                                                                          وقيل : هو ابن عم حمران بن أبان مولى عثمان بن عفان ، يلتقي حمران وصهيب عند خالد بن عمرو ، وحمران أيضا ممن لحقه السباء بعين التمر .

                                                                          شهد صهيب بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهاجر إلى المدينة في النصف من ربيع الأول ، وأدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء ، قبل أن يدخل المدينة .

                                                                          وروى عن : النبي ( م 4 ) ، صلى الله عليه وسلم ، وعن علي بن أبي طالب ، وعمر بن الخطاب .

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري ( خ ) ، وأسلم مولى عمر بن الخطاب ، وجابر بن عبد الله الأنصاري ، وبنوه : حبيب بن صهيب ، وحمزة بن صهيب ( ق ) ، وزياد بن صيفي بن صهيب ( ق ) ، وسعد بن صهيب ، وسعيد بن المسيب ( س ) ، وسليمان بن أبي عبد الله [ ص: 239 ] وشعيب بن عمرو بن سليم الأنصاري ( ق ) ، وصالح بن صهيب ( ق ) ، وصيفي بن صهيب ( ق ) ، وأبو السليل ضريب بن نقير ، ولم يدركه ، وعباد بن صهيب ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ، وعبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة ، والد يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ( م ت س ق ) ، وعبيد بن عمير الليثي ، وعثمان بن صهيب ، وكعب الأحبار ( س ) ، ومجاهد بن شهاب النمري ، ومحمد بن صهيب ، ومصعب بن سعد ، وأبو المبارك ( ت ) ولم يدركه .

                                                                          قال محمد بن سعد في الطبقة الأولى ممن شهد بدرا : صهيب بن سنان بن مالك بن عبد عمرو بن عقيل بن عامر بن جندلة بن جذيمة بن كعب بن سعد بن أسلم بن أوس مناة بن النمر بن قاسط ، من ربيعة ، حليف لعبد الله بن جدعان التيمي ، تيم قريش ، ويكنى أبا يحيى ، وأمه سلمى بنت قعيد بن مهيص بن خزاعي بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم ، مات بالمدينة ، في شوال سنة ثمان وثلاثين ، وهو ابن سبعين سنة ، وكان رجلا أحمر شديد الحمرة ، ليس بالطويل ، ولا بالقصير ، وهو إلى القصر أقرب ، وكان كثير شعر الرأس ، وكان يخضب بالحناء ، وشهد بدرا ، وأحدا ، والخندق ، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                          وكذلك قال الواقدي ، والمدائني ، وغير واحد في مبلغ سنه وتاريخ وفاته .

                                                                          [ ص: 240 ] وقيل : بلغ ثلاثا وسبعين سنة .

                                                                          وقال يعقوب بن سفيان : توفي وهو ابن أربع وثمانين سنة ، وصلى عليه سعد بن أبي وقاص .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية