الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          2975 - ( ع) : طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي ، أبو محمد المدني ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أحد العشرة المشهود لهم بالجنة ، وأحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام ، وأحد الخمسة الذين أسلموا على يدي أبي بكر الصديق ، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو عنهم راض .

                                                                          وأمه الصعبة بنت الحضرمي ، أخت العلاء بن الحضرمي ، أسلمت ، وهاجرت .

                                                                          [ ص: 413 ] شهد أحدا وغيره من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يوم بدر بسهمه وأجره ، وكان أبو بكر الصديق إذا ذكر يوم أحد قال : داك يوم كله لطلحة ، وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، طلحة الخير ، وطلحة الجود ، وطلحة الفياض .

                                                                          روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم (ع ) ، وعن أبي بكر الصديق عبد الله بن أبي قحافة ، وعمر بن الخطاب (سي ) .

                                                                          روى عنه : الأحنف بن قيس (س ) ، وابنه إسحاق بن طلحة بن عبيد الله (ق ) ، وجابر بن عبد الله الأنصاري (سي ) ، والحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب الدوسي (ت ) مرسلا ، وربيعة بن عبد الله بن الهدير التيمي (د ) ، والسائب بن يزيد (خ ) ، وعامر الشعبي (سي ) ، ولم يسمع منه ، وعبد الله بن شداد بن الهاد (س ) ، وابن أخيه عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله التيمي (م س ) ، وابناه عمران بن طلحة بن عبيد الله ، وعيسى بن طلحة بن عبيد الله (ت ق ) ، وقبيصة بن جابر ، وقيس بن أبي حازم (خ ق ) ، ومالك بن أوس بن الحدثان (خ د ت س ) ، ومالك بن أبي عامر الأصبحي (خ م د ت س ) جد مالك بن أنس ، وابناه موسى بن طلحة بن عبيد الله (م 4 ) ، ويحيى بن طلحة بن عبيد الله (ت سي ) ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف (ق ) ، وقيل لم يسمع منه ، وأبو عثمان النهدي (خ م ) .

                                                                          قال محمد بن سعد : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني [ ص: 414 ] الضحاك بن عثمان ، عن مخرمة بن سليمان الوالبي ، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة ، قال : قال طلحة بن عبيد الله : حضرت سوق بصرى ، فإذا راهب في صومعته يقول : سلوا أهل هذا الموسم أفيهم أحد من أهل الحرم ؟ قال طلحة : نعم أنا ، فقال : هل ظهر أحمد بعد ؟ قال : قلت : ومن أحمد ؟ قال : ابن عبد الله بن عبد المطلب ، هذا شهره الذي يخرج فيه ، وهو آخر الأنبياء ، ومخرجه من الحرم ، ومهاجره إلى نخل وحرة وسباخ ، فإياك أن تسبق إليه ، قال طلحة فوقع في قلبي ما قال ، فخرجت سريعا حتى قدمت مكة ، فقلت : هل كان من حدث ؟ قالوا : نعم محمد بن عبد الله الأمين ، تنبأ ، وقد تبعه ابن أبي قحافة ، قال : فخرجت حتى دخلت على أبي بكر ، فقلت : أتبعت هذا الرجل ؟ قال : نعم ، فانطلق إليه ، فاتبعه ، فإنه يدعو إلى الحق ، فأخبره طلحة بما قال الراهب ، فخرج أبو بكر بطلحة ، فدخل به على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأسلم طلحة ، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بما قال الراهب ، فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك ، فلما أسلم أبو بكر وطلحة بن عبيد الله ، أخذهما نوفل بن خويلد بن العدوية ، فشدهما في حبل واحد ! فلم تمنعهما بنو تيم ، وكان نوفل بن خويلد يدعى أسد قريش ، فلذلك سمي أبو بكر وطلحة القرينين .

                                                                          وقال أبو أسامة ، عن طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله أخبرني أبو بردة ، عن مسعود بن حراش ، قال : بينا أنا أطوف بين الصفا والمروة ، فإذا أناس كثير ، يتبعون أناسا ، قال : فنظرت فإذا شاب [ ص: 415 ] موثق يداه إلى عنقه ، فقلت : ما شأن هؤلاء ؟ فقالوا : هذا طلحة بن عبيد الله قد صبأ ، وإذا وراءه امرأة تذمره وتسبه ، قلت : من هذه المرأة ؟ قالوا : هذه أمه الصعبة بنت الحضرمي ، قال طلحة بن يحيى : فأخبرني عيسى بن طلحة وغيره ، أن عثمان بن عبيد الله أخا طلحة ، قرن طلحة مع أبي بكر ليحبسه عن الصلاة ، ويرده عن دينه ، وخرز يده ويد أبي بكر في قد ، فلم يرعهم إلا وهو يصلي مع أبي بكر .

                                                                          أخبرنا بذلك أبو إسحاق ابن الدرجي ، وأحمد بن شيبان ، قالا : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني .

                                                                          وأخبرنا أبو الحسن ابن البخاري ، قال : أنبأنا أبو المكارم اللبان ، وأبو جعفر الصيدلاني ، قالا : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر ، قال : حدثنا محمد بن عاصم الثقفي ، قال : حدثنا أبو أسامة ، فذكره ، وقع لنا عاليا جدا عن أبي أسامة .

                                                                          وقال الزبير بن بكار : حدثني إسماعيل بن أبي أويس ، قال : حدثني محمد بن إسماعيل ، قال : أخبرني عبد الله بن محمد بن عمر بن علي ، عن أبيه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حين آخى بين أصحابه بمكة قبل الهجرة ، آخى بين طلحة والزبير .

                                                                          قال : وحدثني محمد بن فضالة ، قال : حدثني عبد الله بن زياد بن سمعان ، قال : حدثني محمد بن مسلم بن شهاب ، قال : كان رسول الله [ ص: 416 ] صلى الله عليه وسلم ، مقدمه المدينة مهاجرا ، قد آخى بين المهاجرين والأنصار ، يتوارثون دون ذوي الأرحام ، حتى نزلت آية الفرائض " وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " ، فآخى بين طلحة بن عبيد الله ، وبين أبي أيوب خالد بن زيد .

                                                                          أخبرنا بذلك أبو الحسن ابن البخاري ، قال : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو منصور بن خيروت ، قال : أخبرنا أبو جعفر ابن المسلمة ، قال : أخبرنا أبو طاهر المخلص ، قال : أخبرنا أحمد بن سليمان الطوسي ، قال : حدثنا الزبير بن بكار ، فذكرهما .

                                                                          وقال عبد الله بن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة في تسمية من شهد بدرا : طلحة بن عبيد الله ، وكان بالشام ، فقدم بعدما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر ، فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في سهمه ، فقال : نعم ، فضرب له بسهمه ، قال : وأجري يا رسول الله ؟ قال : وأجرك .

                                                                          وقال محمد بن شجاع ، عن الواقدي في تسمية من شهد بدرا : من بني تيم : طلحة بن عبيد الله ، ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بسهمه وأجره ، كان النبي صلى الله عليه وسلم ، بعثه ، وسعيد بن زيد يتحسبان العير .

                                                                          وقال أبو سعيد الأشج : حدثنا يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق ، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه ، عن جده [ ص: 417 ] عبد الله بن الزبير ، عن الزبير بن العوام ، قال : كان على النبي صلى الله عليه وسلم ، يوم أحد درعان ، فنهض إلى الصخرة ، فلم يستطع ، فقعد طلحة تحته ، حتى استوى على الصخرة ، قال الزبير : فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : أوجب طلحة .

                                                                          أخبرنا بذلك أبو الحسن ابن البخاري في جماعة ، قالوا : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري ، قال : أخبرنا والدي ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت ، قال : حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي ، قال : حدثنا أبو سعيد الأشح ، فذكره .

                                                                          رواه الترمذي ، عن الأشج ، فوافقناه فيه بعلو .

                                                                          وقال أبو داود الطيالسي : حدثنا ابن المبارك ، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله ، قال : أخبرني عيسى بن طلحة ، عن أم المؤمنين عائشة ، قالت : كان أبو بكر إذا ذكر يوم أحد قال : ذاك يوم كان كله لطلحة ، ثم أنشأ يحدث ، قال : كنت أول من فاء يوم أحد فرأيت رجلا يقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم دونه ، وأراه قال : يحميه ، قال : فقلت : كن طلحة ، حيث فاتني ما فاتني ، فقلت : يكون رجل من قومي أحب إلي ، وبيني وبين المشرق رجل لا أعرفه وأنا أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه ، وهو يخطف المشي خطفا ، لا أخطفه ، فإذا هو أبو عبيدة ابن الجراح ، فانتهينا إلى رسول الله صلى [ ص: 418 ] الله عليه وسلم وقد كسرت رباعيته ، وشج وجهه ، وقد دخل في وجنتيه حلقتان من حلق المغفر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عليكما صاحبكما ، يريد طلحة ، وقد نزف ، فلم نلتفت إلى قوله ، قال : فذهبت لأنزع ذاك من وجهه ، فقال أبو عبيدة : أقسمت عليك بحقي ، لما تركتني ، فتركته ، فكره أن يتناولها بيده ، فيؤذي نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فأزم عليهما بفيه فاستخرج إحدى الحلقتين ، ووقعت ثنيته مع الحلقة ، وذهبت لأصنع ما صنع ، فقال : أقسمت عليك بحقي لما تركتني ، قال : ففعل مثل ما فعل في المرة الأولى ، فوقعت ثنيته الأخرى مع الحلقة ، فكان أبو عبيدة من أحسن الناس هتما فأصلحنا من شأن النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم أتينا طلحة في بعض تلك الجفار ، فإذا به بضع وسبعون ، أو أقل أو أكثر ، بين طعنة ورمية وضربة ، وإذا قد قطعت يده ، فأصلحنا من شأنه .

                                                                          أخبرنا بذلك أحمد بن أبي الخير ، قال : أنبأنا أبو الفضائل عبد الرحيم بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن علي الكاغدي .

                                                                          (ح ) : وأخبرنا أبو الحسن ابن البخاري ، قال : أنبأنا القاضي أبو المكارم اللبان ، وأبو جعفر الصيدلاني ، قالوا : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر ، قال : حدثنا يونس بن حبيب ، قال : حدثنا أبو داود ، فذكره .

                                                                          وقال إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم : رأيت يد [ ص: 419 ] طلحة شلاء ، وقى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يوم أحد .

                                                                          وقال ابن المبارك ، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله : أخبرني موسى بن طلحة : أن طلحة رجع بسبع وثلاثين ، أو خمس وسبعين بين ضربة وطعنة ورمية ، وقع فيها جبينه ، وقطع فيها نساه ، وشلت إصبعه ، هذه التي تلي الإبهام .

                                                                          وقال معتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي عثمان النهدي : لم يبق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في تلك الأيام التي كان يقاتل فيها ، غير طلحة ، وسعد ، عن حديثهما .

                                                                          وفي رواية قال : قلت لأبي عثمان : وما علمك بذلك ؟ فقال : هما أخبراني بذلك .

                                                                          وقال أبو داود الطيالسي ، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة ، عن عمه موسى بن طلحة ، عن معاوية : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : طلحة ممن قضى نحبه .

                                                                          ورواه شبابة بن سوار ، عن إسحاق بن يحيى ، عن موسى بن طلحة ، عن أسماء بنت أبي بكر ، ورواه إسماعيل بن أبي أويس ، عن إسحاق بن يحيى ، عن عمه إسحاق بن طلحة ، عن عائشة أم المؤمنين .

                                                                          [ ص: 420 ] وروي من وجوه كثيرة ، عن علي بن أبي طالب ، وجابر بن عبد الله وغيرهما .

                                                                          وقال النضر بن منصور ، عن أبي الجنوب عقبة بن علقمة اليشكري : سمعت عليا يقول يوم الجمل : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : طلحة والزبير جاراي في الجنة .

                                                                          وقال سفيان بن عيينة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن قبيصة بن جابر : صحبت طلحة بن عبيد الله ، فما رأيت رجلا أعطى لجزيل مال من غير مسألة منه .

                                                                          وقال البخاري في " التاريخ الصغير " : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن حصين ، في حديث عمرو بن جاوان ، قال : فالتقى القوم - يعني يوم الجمل - فقام كعب بن سور الأزدي معه المصحف ، فنشره بين الفريقين ، ونشدهم الله والإسلام في دمائهم ، فما زال بذلك المنزل حتى قتل ، فكان طلحة من أول قتيل ، وذهب الزبير يريد أن يلحق ببيته ، فقتل .

                                                                          وقال مجالد ، عن الشعبي : رأى علي بن أبي طالب طلحة بن عبيد الله ملقى في بعض الأودية ، فنزل فمسح التراب عن وجهه ، ثم قال : عزيز علي أبا محمد أن أراك مجندلا في الأودية ، وتحت نجوم السماء ، ثم قال : إلى الله أشكو عجري وبجري . قال الأصمعي : عجري وبجري : سرائري وأحزاني التي تموج في جوفي .

                                                                          [ ص: 421 ] وقال أبو مالك الأشجعي ، عن أبي حبيبة ، مولى طلحة : دخلت على علي مع عمران بن طلحة ، بعدما فرغ من أصحاب الجمل ، فرحب به وأدناه ، وقال : إني لأرجو أن يجعلني الله وأباك من الذين قال الله : ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين وقال : يا ابن أخي كيف فلانة ؟ كيف فلانة ؟ وسأله عن أمهات أولاد أبيه ، قال : ثم قال : لم نقبض أرضيكم هذه السنين ، إلا مخافة أن ينتهبها الناس ، يا فلان ، انطلق معه إلى ابن قرظة ، فليعطه غلته هذه السنين ، ويدفع إليه أرضه ، قال : فقال رجلان جالسان ناحية ، أحدهما الحارث الأعور : الله أعدل من ذاك ، أن نقتلهم ويكونوا إخواننا في الجنة ، قال : قوما أبعد أرض الله وأسحقها ، فمن هو إذا لم أكن أنا وطلحة ؟ يا ابن أخي ، إذا كانت لك حاجة فائتنا .

                                                                          في حديث آخر : إن الرجل الآخر ابن الكوا .

                                                                          وقال محمد بن سعد : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن طلحة ، عن محمد بن زيد بن المهاجر ، قال : قتل طلحة يوم الجمل ، وكان يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين ، وكان يوم قتل ابن أربع وستين سنة .

                                                                          قال : وأخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا إسحاق بن يحيى ، عن عيسى بن طلحة ، قال : قتل طلحة وهو ابن اثنتين وستين سنة .

                                                                          [ ص: 422 ] وقال أبو نعيم : قتل في رجب ، وهو ابن ثلاث وستين .

                                                                          وقال سليمان بن حرب : خرج علي إلى الكوفة ، فأقام صفر وربيع الأول ، وقتل طلحة في ربيع أو نحوه .

                                                                          وقال خليفة بن خياط : كانت وقعة الجمل بالماوية ، ناحية الطف ، يوم الجمعة لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين ، فيها قتل طلحة بن عبيد الله ، في المعركة ، أصابه سهم غرب فقتله .

                                                                          وقال المدائني : مات وهو ابن ستين سنة .

                                                                          وقال غيره : ابن ثمان وخمسين .

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله العجلي ، يقال : إن مروان قتله .

                                                                          وقال إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم : كان مروان مع طلحة والزبير يوم الجمل ، فلما شبت الحرب ، قال مروان : لا أطلب بتاري بعد اليوم ، فرماه بسهم فأصاب ركبته .

                                                                          وقال روح بن عبادة ، عن عوف الأعرابي : بلغني أن مروان بن الحكم رمى طلحة يوم الجمل وهو واقف إلى جنب عائشة بسهم فأصاب ساقه ، ثم قال : والله لا أطلب قاتل عثمان بعدك أبدا ، فقال طلحة لمولى له : أبغني مكانا ، قال : لا أقدر عليه ، قال : هذا والله سهم أرسله الله ، اللهم خذ لعثمان حتى يرضى ، ثم وسد حجرا فمات .

                                                                          [ ص: 423 ] وقال محمد بن سعد أيضا : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني ابن أبي سبرة ، عن محمد بن زيد بن المهاجر ، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة ، قال : قيمة ما ترك طلحة بن عبيد الله من العقار والأموال ، وما ترك من الناض ثلاثون ألف درهم ، ترك من العين ألفي ألف ومائتي ألف دينار ، والباقي عروض .

                                                                          قال : وأخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني إسحاق بن يحيى ، عن جدته سعدى بنت عوف المرية ، أم يحيى بن طلحة ، قالت : قتل طلحة وفي يد خازنه ألفا ألف درهم ومائتا ألف دينار ، وقومت أصوله وعقاره ثلاثين ألف ألف درهم .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي الدنيا : حدثني أحمد بن عاصم ، قال : حدثنا سعيد بن عامر ، عن المثنى بن سعيد ، قال : لما قدمت عائشة بنت طلحة البصرة أتاها رجل ، فقال : أنت عائشة بنت طلحة ؟ قالت : نعم ، قال : إني رأيت طلحة بن عبيد الله في المنام ، فقال : قل لعائشة وحشمها تحولني من هذا المكان ، فإن النز قد آذاني ، فركبت في مواليها وحشمها ، فضربوا عليه بناء واستثاروه ، فلم يتغير منه إلا شعيرات في إحدى شقي لحيته ، أو قال : رأسه ، حتى حول إلى موضعه هذا ، وكان بينهما بضع وثلاثون سنة .

                                                                          [ ص: 424 ] أخبرنا بذلك أبو الحسن ابن البخاري ، وأحمد بن شيبان ، قالا : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو صالح عبد الصمد بن عبد الرحمن الحنوي ، قال : أخبرنا أبو الغنائم بن أبي عثمان الدقاق ، قال : أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، قال : أخبرنا الحسين بن صفوان ، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، فذكره .

                                                                          ومناقبه وفضائله كثيرة جدا ، وفيما ذكرناه كفاية ، وبالله التوفيق .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية