الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          2855 - (خ م د ت س) : صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي ، الأموي ، أبو سفيان ، وأبو حنظلة المكي ، والد معاوية بن أبي سفيان ، وإخوته ، وأمه صفية بنت حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة وهي عمة ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                          [ ص: 120 ] أسلم زمن الفتح ، ولقي النبي صلى الله عليه وسلم بالطريق قبل دخوله مكة ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ : " من دخل دار أبي سفيان فهو آمن " وشهد حنينا ، وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم من غنائمها مائة بعير وأربعين أوقية ، وشهد الطائف ، وفقئت عينه يومئذ وشهد اليرموك ، وكان القاص يومئذ وقيل إن عينه الأخرى فقئت يومئذ .

                                                                          روى عنه : عبد الله بن عباس (خ م د ت س ) حديث هرقل ، وقيس بن حازم ، والمسيب بن حزن ، والد سعيد بن المسيب ، وابنه معاوية بن أبي سفيان .

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة ، وقال : لم يزل على الشرك حتى أسلم يوم فتح مكة ، وهو كان في عير قريش التي أقبلت من الشام ، وهو كان رأس المشركين يوم أحد ، وهو كان رئيس الأحزاب يوم الخندق ، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم لما ذهبت عينه وهي في يده : أيما أحب إليك ، عين في الجنة ، أو أدعو الله أن يردها عليك ؟ قال : بل عين في الجنة ، ورمى بها ، وأصيبت عينه الأخرى يوم اليرموك ، تحت راية ابنه يزيد .

                                                                          وقال جعفر بن سليمان الضبعي ، عن ثابت البناني : إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، لأن [ ص: 121 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوذي وهو بمكة فدخل دار أبي سفيان أمن .

                                                                          وقال إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبيه : خمدت الأصوات يوم اليرموك ، والمسلمون يقاتلون الروم ، إلا صوت رجل يقول : يا نصر الله اقترب ، يا نصر الله اقترب ، فرفعت رأسي أنظر ، فإذا هو أبو سفيان بن حرب ، تحت راية ابنه يزيد بن أبي سفيان .

                                                                          قال علي ابن المديني : مات في ست سنين من خلافة عثمان .

                                                                          وقال الهيثم بن عدي : هلك لتسع مضين من إمارة عثمان ، وكان كف بصره .

                                                                          وقال الزبير بن بكار : مات في آخر خلافة عثمان .

                                                                          وقال إبراهيم بن سعد الجوهري ، عن الواقدي : مات سنة إحدى وثلاثين ، وهو ابن ثمان وثمانين .

                                                                          وقال خليفة بن خياط : مات بالمدينة سنة إحدى وثلاثين .

                                                                          وقال أبو عبيد القاسم بن سلام : توفي بالمدينة سنة إحدى وثلاثين .

                                                                          ويقال : سنة اثنتين وثلاثين ، وصلى عليه عثمان بن عفان .

                                                                          [ ص: 122 ] وقال محمد بن سعد ، وأبو حاتم الرازي ، وأحمد بن عبد الله بن البرقي : مات سنة اثنتين وثلاثين ، وهو ابن ثمان وثمانين .

                                                                          وكذلك قال الواقدي فيما حكى عنه أبو القاسم البغوي .

                                                                          وقال الزبير بن بكار في موضع آخر : مات سنة ثلاث وثلاثين .

                                                                          وقال أبو الحسن المدائني : مات سنة أربع وثلاثين .

                                                                          وقال أبو عبد الله بن منده : توفي سنة أربع وثلاثين ، وصلى عليه عثمان بن عفان وولد قبل الفيل بعشر سنين ، وكان ربعا عظيم الهامة .

                                                                          روى له الجماعة ، سوى ابن ماجه ، حديث هرقل .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية