الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          2834 - ( ع) : صالح بن كيسان المدني ، أبو محمد ، ويقال : أبو الحارث ، مولى بني غفار ، ويقال : مولى بني عامر ، ويقال : مولى آل معيقيب ، الدوسي ، وهو مؤدب ولد عمر بن عبد العزيز ،

                                                                          رأى عبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ، وقال يحيى بن معين : سمع منهما .

                                                                          وروى عن : إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص (خ م ) ، والحارث بن فضيل (م س ) ، وسالم بن عبد الله بن عمر (خ س ) ، وسليمان بن أبي حثمة ، وسليمان بن يسار (م د ) ، وطليق بن محمد بن عمران بن حصين ، وأبي الزناد عبد الله بن ذكوان (س ) ، وهو أصغر منه . [ ص: 80 ] وعبد الله بن عبيدة بن نشيط الربذي (خ ) ، وعبد الله بن الفضل الهاشمي (س ) ، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج (خ م ق ) ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود (خ م د س ) ، وعروة بن الزبير بن العوام (خ م د س ) ، وعطاء بن أبي مروان الأسلمي ، وهو أصغر منه ، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، ومحمد بن عبد الله بن عمرو بن هشام العامري (س ) ، ومحمد بن عجلان (س ) وهو أصغر منه ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري (ع ) ، كذلك ، ونافع بن جبير بن مطعم (د س ) ، ونافع مولى ابن عمر (خ م د س ) ، ونافع مولى أبي قتادة (خ م ) ، وأبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة (د س ) .

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن سعد الزهري (خ م د ت س ) ، وأسامة بن زيد الليثي (ت ) ، وإسماعيل بن عياش (ق ) ، وأبو ضمرة أنس بن عياض الليثي ، وحماد بن زيد (س ) ، وداود بن عطاء المدني (ق ) ، وزهير بن محمد التميمي (سي) ، وسفيان بن عيينة (خ م د س ) ، وسليمان بن بلال (خ ) ، وعبد الرحمن بن إسحاق المدني ، وعبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون (سي) ، وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز (د س ) ، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي (د ) ، وعبد الملك بن جريج (خ م س ) ، وعمرو بن دينار ، وهو من أقرانه ، ومالك بن أنس (خ م د س ) ، ومحمد بن إسحاق بن يسار (س ) ، ومحمد بن عجلان ، ومعمر بن راشد (د س ) ، وموسى بن عقبة ، ويحيى بن أيوب المصري (س ) .

                                                                          ذكره الهيثم بن عدي في الطبقة الثالثة من أهل المدينة .

                                                                          وذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة .

                                                                          [ ص: 81 ] وقال أبو بكر بن أبي خيثمة ، عن مصعب بن عبد الله الزبيري : كان مولى امرأة من دوس ، وكان عالما ، ضمه عمر بن عبد العزيز إلى نفسه ، وهو أمير ، فكان يأخذ عنه ، ثم بعث إليه الوليد بن عبد الملك ، فضمه إلى ابنه عبد العزيز بن الوليد ، وكان يأخذ عنه ، وكان صالح جامعا من الحديث والفقه والمروءة .

                                                                          وقال حرب بن إسماعيل : سئل أحمد بن حنبل عنه فقال : بخ بخ .

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل قلت له ، يعني لأبيه : صالح بن كيسان كيف روايته عن الزهري ؟ فقال : صالح أكبر من الزهري ; قد رأى صالح ابن عمر .

                                                                          وقال إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين : ثقة .

                                                                          وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : ليس به بأس في الزهري .

                                                                          وقال في موضع آخر : صالح أكبر من الزهري ، قد سمع من ابن عمر ، ورأى ابن الزبير .

                                                                          وقال إبراهيم بن الجنيد ، عن يحيى بن معين : صالح بن كيسان أكبر سنا من الزهري ، سمع من ابن الزبير ، وابن عمر .

                                                                          [ ص: 82 ] وقال عثمان بن سعيد الدارمي : قلت ليحيى بن معين : فمعمر أحب إليك ، يعني في الزهري أو صالح بن كيسان ؟ قال : معمر أحب إلي ، وصالح ثقة .

                                                                          وقال يعقوب بن شيبة : حدثني أحمد بن العباس قال : قال يحيى بن معين : ليس في أصحاب الزهري أثبت من مالك ، ثم صالح بن كيسان ، ثم معمر ، ثم يونس .

                                                                          وقال يعقوب في موضع آخر : صالح بن كيسان ثقة ثبت .

                                                                          وقال إسماعيل بن إسحاق القاضي ، عن علي ابن المديني : كان صالح بن كيسان أسن من ابن شهاب ، رأى ابن عمر ، وابن الزبير .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سئل أبي ، صالح بن كيسان أحب إليك أو عقيل ؟ قال : صالح أحب إلي لأنه حجازي ، وهو أسن ، رأى ابن عمر ، وهو ثقة ، يعد في التابعين .

                                                                          وقال النسائي ، وابن خراش : ثقة .

                                                                          وقال عبد الرزاق عن معمر عن صالح بن كيسان : اجتمعت أنا وابن شهاب ونحن نطلب العلم ، فاجتمعنا على أن نكتب السنن ، فكتبنا كل شيء سمعنا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : نكتب ما جاء [ ص: 83 ] عن أصحابه ، فقلت : ليس بسنة ، فقال : بل هو سنة ، فكتب ولم أكتب ، فأنجح وضيعت .

                                                                          وقال الحميدي ، عن سفيان : كان عمرو يحدث حديث صالح بن كيسان ، في نزول النبي صلى الله عليه وسلم الأبطح يعني : عن نافع مولى أبي قتادة عن أبي قتادة ، قال : ثم قدم صالح ، فقال لنا عمرو : اذهبوا فسلوه عن هذا الحديث ، فذهبنا إليه فسألناه .

                                                                          وقال عبيد الله بن سعد بن إبراهيم الزهري ، عن عمه يعقوب بن إبراهيم ، عن أبيه : كان صالح بن كيسان مؤدب ابن شهاب ، فربما ذكر صالح الشيء فيرد عليه ابن شهاب ، فيقول حدثنا فلان ، وحدثنا فلان بخلاف ما قال ، فيقول له صالح : تكلمني وأنا أقمت أود لسانك ؟ ! وقال عبد العزيز الأويسي ، عن إبراهيم بن سعد : جئت صالح بن كيسان في منزله وهو يكسر لهرة له يطعمها ، ثم يفت لحمامات له أو لحمام يطعمه .

                                                                          وقال الحاكم أبو عبد الله : مات زيد بن أبي أنيسة ، وهو ابن ثلاثين سنة ، وصالح بن كيسان وهو ابن مائة ونيف وستين سنة ، وكان قد بقي جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم بعد ذلك تلمذ للزهري ، وتلقن عنه العلم وهو ابن تسعين سنة ، ابتدأ بالتعلم وهو ابن سبعين سنة .

                                                                          [ ص: 84 ] قال الهيثم بن عدي : مات في زمن مروان بن محمد .

                                                                          وقال محمد بن سعد : قال الواقدي : أخبرني عبد الله بن جعفر ، قال : دخلت على صالح بن كيسان وهو يوصي فقال : أشهد أن ولائي لامرأة مولاة لآل معيقيب بن أبي فاطمة من دوس .

                                                                          قال : ومات بعد الأربعين والمائة ، وقيل : مخرج محمد بن عبد الله بن حسن ، وخرج محمد بن عبد الله سنة خمس وأربعين ومائة .

                                                                          وكان ثقة كثير الحديث .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية