الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          2882 - ( ع) : صفوان بن سليم المدني ، أبو عبد الله ، وقيل : أبو الحارث ، القرشي ، الزهري ، الفقيه ، وأبوه سليم مولى حميد بن عبد الرحمن بن عوف .

                                                                          روى عن : أنس بن مالك ، وثعلبة بن أبي مالك القرظي ، وجابر بن عبد الله ، وحمزة بن عبد الله بن عمر ، ومولاه حميد بن عبد الرحمن بن عوف ( م ) ، وذكوان أبي صالح السمان ، وسالم بن عبد الله بن عمر ، وسعيد بن سلمة من آل ابن الأزرق ( 4 ) ، وسعيد بن المسيب ( د ت ) ، وسلمان الأغر ( س ) ، وسليمان بن عطاء ، وسليمان بن يسار ، وطاووس بن كيسان ، وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، وعبد الله بن دينار ( ق ) ، وعبد الله بن سلمان الأغر ( م ) ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان ( مد ) [ ص: 185 ] وعبد الرحمن بن سعد الأعرج المقعد ( م ) ، وعبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري ( ق ) ، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري ، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج ، وعبيد الله بن طلحة بن عبيد الله بن كريز ( ق ) ، وعروة بن الزبير ، وعطاء بن يسار ( خ م د س ق ) ، وعكرمة مولى ابن عباس ، وعلي بن الحسن بن أبي الحسن البراد ( ق ) ، وعمر بن ثابت ( د س ) ، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، وكريب مولى ابن عباس ، ومحمد بن الحسن بن أبي الحسن البراد ( ق ) ، ونافع بن جبير بن مطعم ( د س ) ، ونافع مولى ابن عمر ، وأبي أمامة سهل بن حنيف ، وأبي بسرة الغفاري ( د ت ) ، وأبي سعيد مولى عامر بن عبد الله بن كريز ( س ) ، وأبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ( س ) ، وأنيسة ( بخ ) ، وأم سعد بنت عمرو الجمحية ولها صحبة .

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن سعد ( س ) حديثا واحدا ، وإبراهيم بن طهمان ، وأسامة بن زيد بن أسلم ، وأسامة بن زيد الليثي ، وإسحاق بن إبراهيم بن سعيد المدني ( ق ) مولى مزينة ، وأمية بن سعيد الأموي ، وأبو ضمرة أنس بن عياض الليثي ، وبكر بن عمرو المعافري المصري ( مد ) ، وأبو صخر حميد بن زياد ( د ) ، وزهير بن محمد التميمي ، وزياد بن سعد الخراساني ، وزيد بن أسلم ، وهو من أقرانه ، وسفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ( خ د س ق ) ، وسليمان بن عبد العزيز الأيلي ، ابن أخي رزيق بن حكيم ، وأبو أيوب عبد الله بن علي الإفريقي ( ت ) ، وأبو علقمة عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة الفروي ( م ) ، وعبد الرحمن بن إسحاق المدني ، وعبد الرحمن بن سعد بن عمار المؤذن ، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي ( م د س ) ، وعبد العزيز بن المطلب ( م ) ، وعبد الملك بن جريج ( د س ) ، وعبيد الله بن [ ص: 186 ] أبي جعفر ( س ) ، وعيسى بن موسى بن محمد بن إياس بن البكير ، والليث بن سعد ( د ت ) ، ومالك بن أنس ( ع ) ، ومحمد بن داب ( ق ) ، ومحمد بن عجلان ، ومحمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي ، وأبو غسان محمد بن مطرف ، ومحمد بن المنكدر ، وهو من أقرانه ، وابنه المنكدر بن محمد بن المنكدر ، وموسى بن عقبة ( س ) ، ويزيد بن أبي حبيب ( م ) .

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة من أهل المدينة ، وقال : كان ثقة كثير الحديث عابدا.

                                                                          وقال علي ابن المديني ، عن سفيان بن عيينة : حدثني صفوان بن سليم ، وكان ثقة .

                                                                          وقال علي أيضا : سمعت يحيى بن سعيد يقول : صفوان بن سليم أحب إلي من زيد بن أسلم .

                                                                          وقال أبو بكر الأثرم عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل : صفوان بن سليم من الثقات ، فقال من حضرنا : إن أبا عبد الله قال : من الثقات ممن يستسقى بحديثه ، ولم أحفظ أنا هذا .

                                                                          وقال أبو عبد الله الأردبيلي : سمعت أبا بكر بن أبي الخصيب يقول : ذكر صفوان بن سليم عند أحمد بن حنبل فقال هذا رجل يستسقى بحديثه وينزل القطر من السماء بذكره .

                                                                          [ ص: 187 ] وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : ثقة من خيار عباد الله الصالحين .

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله العجلي ، وأبو حاتم ، والنسائي : ثقة .

                                                                          وقال المفضل بن غسان الغلابي : كان يقول بالقدر .

                                                                          وقال يعقوب بن شيبة : ثقة ، ثبت ، مشهور بالعبادة .

                                                                          وقال في موضع آخر : سمعت علي بن عبد الله يقول : كان صفوان بن سليم يصلي على السطح في الليلة الباردة لئلا يجيئه النوم .

                                                                          وقال إسحاق بن محمد الفروي ، عن مالك بن أنس : كان صفوان بن سليم يصلي في الشتاء في السطح ، وفي الصيف في بطن البيت ، يتيقظ بالحر والبرد ، حتى يصبح ، ثم يقول : هذا الجهد من صفوان ، وأنت أعلم ، وأنه لترم رجلاه حتى يعود كالسقط من قيام الليل ، وتظهر فيه عروق خضر .

                                                                          وقال محمد بن يزيد الأدمي ، عن أنس بن عياض : رأيت صفوان بن سليم ، ولو قيل له : غدا القيامة ، ما كان عنده مزيد على ما هو عليه من العبادة .

                                                                          [ ص: 188 ] وقال يعقوب بن محمد الزهري ، عن عبد العزيز بن أبي حازم : عادلني صفوان بن سليم إلى مكة ، فما وضع جنبه في المحمل حتى رجع .

                                                                          وقال الحميدي ، عن سفيان بن عيينة : حج صفوان بن سليم ، فذهبت بمنى فسألت عنه ، فقيل لي : إذا دخلت مسجد الخيف ، فإيت المنارة ، فانظر أمامها قليلا شيخا إذا رأيته علمت أنه يخشى الله ، فهو صفوان بن سليم ، فما سئلت عنه أحدا حتى جئت كما قالوا ، فإذا أنا بشيخ كما رأيته علمت أنه يخشى الله ، فجلست إليه ، فقلت : أنت صفوان بن سليم؟ قال : نعم .

                                                                          قال : وحج صفوان بن سليم ، وليس معه إلا سبعة دنانير ، فاشترى بها بدنة ، فقيل له في ذلك ، فقال : إني سمعت الله يقول : والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير

                                                                          وقال محمد بن يعلى الثقفي ، عن المنكدر بن محمد بن المنكدر : كنا مع صفوان بن سليم في جنازة ، وفيها أبي وأبو حازم ، وذكر نفرا من العباد ، فلما صلي عليها قال صفوان : أما هذا فقد انقطعت عنه أعماله ، واحتاج إلى دعاء من خلف بعده ، قال : فأبكى والله القوم جميعا .

                                                                          وقال يعقوب بن محمد بن عيسى الزهري ، عن أبي زهرة مولى بني أمية : سمعت صفوان بن سليم يقول : في الموت راحة للمؤمن من شدائد الدنيا ، وإن كان ذا غصص وكرب ، ثم ذرفت عيناه .

                                                                          [ ص: 189 ] وقال قدامة بن محمد الخشرمي ، عن محمد بن صالح التمار : كان صفوان بن سليم يأتي البقيع في الأيام فيمر بي فاتبعته ذات يوم وقلت : والله لأنظرن ما يصنع فقنع رأسه ، وجلس إلى قبر منها ، فلم يزل يبكي حتى رحمته . قال : ظننت أنه قبر بعض أهله ، قال : فمر بي مرة أخرى فاتبعته ، فقعد إلى جنب قبر غيره ففعل مثل ذلك ، فذكرت ذلك لمحمد بن المنكدر ، وقلت : إنما ظننت أنه قبر بعض أهله ، فقال محمد : كلهم أهله وإخوته ، إنما هو رجل يحرك قلبه بذكر الأموات ، كلما عرضت له قسوة ، قال : ثم جعل محمد بن المنكدر بعد يمر بي فنأتي البقيع ، فسلمت عليه ذات يوم ، فقال : أما نفعتك موعظة صفوان ، فظننت أنه انتفع بما ألقيت إليه منها .

                                                                          وقال أحمد بن يحيى الصوفي ، عن أبي غسان النهدي : سمعت سفيان بن عيينة ، وأعانه على الحديث أخوه ، قال : حلف صفوان بن سليم ألا يضع جنبه بالأرض حتى يلقى الله ، فمكث على ذلك أكثر من ثلاثين عاما ، فلما حضرته الوفاة ، واشتد به النزع والعلز ، وهو جالس ، فقالت ابنته ، يا أبت لو وضعت جنبك ، فقال : يا بينه إذا ما وفيت لله بالنذر والحلف ، فمات ، وإنه لجالس ، قال سفيان : فأخبرني الحفار الذي يحفر قبور أهل المدينة قال : حفرت قبر رجل فإذا أنا قد وقعت على قبر ، فوافيت جمجمة ، فإذا السجود قد أثر في عظام الجمجمة ، فقلت لإنسان : قبر من هذا ؟ فقال : أوما تدري ، هذا قبر صفوان بن سليم .

                                                                          [ ص: 190 ] وقال سلمة بن شبيب : حدثني سهل بن عاصم ، عن محمد بن منصور ، قال : قال صفوان بن سليم : أعطي الله عهدا ألا أضع جنبي على فراش حتى ألحق بربي ، قال : فبلغني أن صفوان عاش بعد ذلك أربعين سنة لم يضع جنبه ، فلما نزل به الموت قيل له : رحمك الله ألا تضطجع ، قال : ما وفيت لله بالعهد إذن ، قال : فأسند ، فما زال كذلك حتى خرجت نفسه ، قال : ويقول أهل المدينة : إنه نقبت جبهته من كثرة السجود .

                                                                          قال أبو عيسى الترمذي : مات سنة أربع وعشرين ومائة .

                                                                          وقال يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن محمد بن إسحاق : حدثني صفوان بن سليم سنة اثنتين وثلاثين ومائة .

                                                                          وقال الواقدي ، وكاتبه محمد بن سعد ، وخليفة بن خياط ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، وأبو عبيد القاسم بن سلام ، وأبو حسان الزيادي ، وغير واحد : مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة .

                                                                          [ ص: 191 ] زاد أبو حسان ، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية