الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          2970 - طلحة بن عبد الله بن خلف بن أسعد بن عامر بن بياضة بن سبيع بن جعثمة بن سعد بن مليح بن عمرو بن عامر بن لحى بن قمعة بن إلياس بن مضر الخزاعي المعروف بطلحة الطلحات ، البصري ، كنيته أبو المطرف ، وقيل : أبو محمد ، وقيل : أبو المطرف كنية أبيه [ ص: 401 ] عبد الله بن خلف ، وأمه صفية بنت الحارث بن طلحة بن أبي طلحة ، العبدري ، أحد الأجواد المفضلين ، والأسخياء المشهورين ، كان أجود أهل البصرة في زمانه .

                                                                          قال الحاكم أبو عبد الله : سمع عثمان بن عفان .

                                                                          وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : أبو طلحة الطلحات ، عبد الله بن خلف الخزاعي ، وكان مع عائشة يوم الجمل ، قال : وسمعت يحيى يقول : اسم أم طلحة الطلحات ، صفية بنت الحارث .

                                                                          وقال الأصمعي : الطلحات المعروفون بالكرم : طلحة بن عبيد الله بن عثمان التيمي ، وهو الفياض ، وطلحة بن عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي ، وهو طلحة الجود ، وطلحة بن عبد الله بن عوف ، ابن أخي عبد الرحمن بن عوف ، وهو طلحة الندى ، وطلحة بن الحسن بن علي ، وهو طلحة الخير ، وطلحة بن عبد الله بن خلف الخزاعي ، وهو طلحة الطلحات ، وسمي بذلك لأنه كان أجودهم .

                                                                          وقال أبو حاتم السجستاني ، عن أبي عبيدة : أجواد أهل الحجاز ثلاثة : عبد الله بن جعفر ، وعبيد الله بن العباس ، وسعيد بن العاص ، وأجواد أهل الكوفة يعني ثلاثة : عتاب بن ورقاء ، وأسماء بن خارجة ، وعكرمة بن ربعي ، وأجواد أهل البصرة يعني ثلاثة : عبيد الله بن أبي بكرة وعبيد الله بن معمر ، وطلحة بن عبد الله الخزاعي .

                                                                          وذكر أبو بكر بن دريد : أن أم طلحة ابنة الحارث بن طلحة بن [ ص: 402 ] أبي طلحة العبدري ، فلذلك سمي طلحة الطلحات ، وذكر الذي ذكره الأصمعي .

                                                                          وروي عن أبي عبيدة معمر بن المثنى ، عن عوانة بن الحكم ، قال : دخل كثير عزة على طلحة الطلحات عائدا ، فقعد عند رأسه ، فلم يكلمه لجدة ما به ، فأطرق مليا ، ثم التفت إلى جلسائه ، فقال : لقد كان بحرا زاخرا ، وغيما ماطرا ، ولقد كان هطل السحاب ، حلو الخطاب ، قريب الميعاد ، صعب القياد ، إن سئل جاد ، وإن جاد عاد ، وإن حبا غمر ، وإن ابتلي صبر ، وإن فوخر فخر ، وإن صارع بدر ، وإن جني عليه غفر ، سليط البيان ، جريء الجنان ، بالشرف القديم ، والفرع الكريم ، والحسب الصميم ، يبذل عطاءه ، ويرفد جلساءه ، ويرهب أعداءه ، قال : ففتح طلحة عينيه فقال : ويلك يا كثير ما تقول ؟ فقال :

                                                                          يا ابن الذوائب من خزاعة والذي لبس المكارم وارتدى بنجاد     حلت بساحتك الوفود من الورى
                                                                          فكأنما كانوا على ميعاد     لنعود سيدنا وسيد غيرنا
                                                                          ليت التشكي كان بالعواد

                                                                          قال : فاستوى جالسا ، وأمر له بعطية سنية وقال : هي لك ما عشت في كل سنة .

                                                                          قال خليفة بن خياط : وفي سنة ثلاث وستين ، بعث سلم بن زياد طلحة بن عبد الله بن خلف الخزاعي واليا على سجستان ، فأمره أن [ ص: 403 ] يفدي أخاه عبيدة بن زياد بخمس مائة ألف ، فلحق بأخيه ، وأقام بها طلحة حتى مات ، فاستخلف رجلا من بني يشكر ، ويقال : بل غلب عليها فأخرجته المضرية ، وغلب كل رجل على ما يليه ، وتركوا المدينة ولم ينزلها أحد .

                                                                          وقال غيره : استعمله سعيد بن عثمان بن عفان على هراة ، ومات بسجستان ، وفيه يقول الشاعر :

                                                                          رحم الله أعظما دفنوها     بسجستان طحلة الطلحات

                                                                          له ذكر في ترجمة طلحة بن عبد الله بن عثمان التيمي .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية