الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 16 ] 2796 - (ت) : صالح بن بشير بن وادع بن أبي بن أبي الأقعس القارئ ، أبو بشر البصري القاص المعروف بالمري ، من الأقاعسة من ولد عامر بن حنيفة بن جارية بن مرة بن الحارث من عبد القيس .

                                                                          روى عن : بكر بن عبد الله المزني ، وثابت البناني ، وجعفر بن زيد العبدي ، والحسن البصري ، وسعيد الجريري (ت ) ، وسليمان التيمي ، وأبي المنهال سيار بن سلامة ، وعبيد الله بن العيزار ، وعطاء السليمي ، [ ص: 17 ] وعلي بن زيد بن جدعان ، وعمرو بن دينار قهرمان آل الزبير ، وقتادة (ت ) ، ومحمد بن سيرين ، وميمون بن سياه ، وهشام بن حسان (ت ) ، ويزيد الرقاشي ، وأبي عمران الجوني ، وأبي هارون العبدي .

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن أعين ، وإبراهيم بن الحجاج السامي ، وإبراهيم بن الحجاج النيلي ، وأحمد بن إسحاق الحضرمي ، وأزهر بن مروان الرقاشي ، وأبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الترجماني ، وإسماعيل بن عيسى القناديلي ، وبشر بن الوليد الكندي القاضي ، وخالد بن خداش ، وداود بن المحبر ، وسريج بن النعمان ، وسعيد بن أبي الربيع السمان ، وسعيد بن مهران ، وسيار بن حاتم ، وشجاع بن أبي نصر البلخي ، وشعيب بن محرز ، وصالح بن مالك الخوارزمي ، وطالوت بن عباد الصيرفي ، وعبد الله بن عاصم الحماني ، وعبد الله بن معاوية الجمعي (ت ) ، وعبد العزيز بن السري ، وعبد الواحد بن غياث ، وعبيد الله بن محمد العيشي ، وعفان بن مسلم ، وعلي بن حميد السلولي الأهوازي ، وعلي بن أبي طالب واسمه حماد البصري البزاز ، وعلي بن عبد الحميد المعني ، ومحمد بن روين البصري ، ومحمد بن عمرو بن عثمان بن أبي الجعد البصري ، ومحمد بن موسى الشيباني ، ومسلم بن إبراهيم (ت ) ، وأبو النضر هاشم بن القاسم (ت ) ، والهيثم بن الربيع (ت ) ، ويحيى بن يحيى النيسابوري ، ويونس بن محمد المؤدب (ت ) .

                                                                          قال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : ليس به بأس .

                                                                          [ ص: 18 ] وقال المفضل بن غسان الغلابي ، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة عن يحيى بن معين : ضعيف .

                                                                          وقال محمد بن إسحاق الصاغاني ، ويزيد بن الهيثم البادا عن يحيى بن معين : ليس بشيء .

                                                                          وقال جعفر بن أبي عثمان الطيالسي ، عن يحيى بن معين : كان قاصا وكان كل حديث يحدث به عن ثابت باطلا .

                                                                          وقال عبد الله بن علي ابن المديني : سألت أبي عن صالح المري ، فضعفه جدا .

                                                                          وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، عن علي ابن المديني : ليس بشيء ، ضعيف ضعيف .

                                                                          وقال عمرو بن علي : ضعيف الحديث يحدث بأحاديث مناكير عن قوم ثقات مثل سليمان التيمي ، وهشام بن حسان ، والحسن [ ص: 19 ] والجريري ، وثابت ، وقتادة وكان رجلا صالحا ، وكان يهم في الحديث .

                                                                          وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : كان قاصا واهي الحديث .

                                                                          وقال البخاري : منكر الحديث .

                                                                          وقال أبو عبيد الآجري : قلت لأبي داود : يكتب حديث صالح المري ؟ فقال : لا .

                                                                          وقال النسائي : ضعيف الحديث ، له أحاديث مناكير .

                                                                          وقال في موضع آخر : متروك الحديث .

                                                                          وقال صالح بن محمد البغدادي : كان يقص وليس هو شيئا في الحديث ، يروي أحاديث مناكير عن ثابت البناني ، وعن الجريري ، وعن سليمان التيمي أحاديث لا تعرف .

                                                                          وحكى عبد الله بن علي ابن المديني عن أبيه فيما وجده بخطه أن أم صالح المري كانت امرأة خراسانية اسمها ميمونة ، وكانت أمة [ ص: 20 ] لامرأة مرية من بني حنيفة بن جارية بن مرة ، فأعتقت صالحا وأمه ، فهو مولى للمرأة المرية وأبوه عربي حنفي .

                                                                          وقال الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي : حدثني أبي عن أبي دهمان وكان عالما بفقهاء البصرة ، قال : كان صالح المري مملوكا لامرأة من بني مرة بن الحارث من عبد القيس وهو صالح بن بشير .

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي : صالح المري من أهل البصرة ، وهو رجل قاص حسن الصوت ، وعامة أحاديثه منكرات ينكرها الأئمة عليه وليس هو بصاحب حديث وإنما أتى من قلة معرفته بالأسانيد والمتون ، وعندي أنه مع هذا لا يتعمد الكذب ، بل يغلط شيئا .

                                                                          وقال ابن حبان : صالح بن بشير المري من أهل البصرة أقدمه المهدي إلى بغداد فسمع منه البغداديون .

                                                                          وقال حاتم بن الليث الجوهري ، عن عفان بن مسلم : كنا نأتي مجلس صالح المري نحضره وهو يقص ، وكان إذا أخذ في قصصه كأنه رجل مذعور يفزعك أمره من حزنه وكثرة بكائه كأنه ثكلى ، وكان شديد الخوف من الله ، كثير البكاء .

                                                                          وقال يعقوب بن سفيان : حدثني بعض الشيوخ عن عبد الرحمن بن مهدي ، قال : قال سفيان - يعني الثوري - أما لكم [ ص: 21 ] مذكر . قال : قلت : بلى لنا قاص . قال : فمر بنا إليه . قال : فذهبت معه ما بين المغرب والعشاء ، فلما انصرف قال : يا عبد الرحمن تقول قاص ؟ ! هذا نذير قوم - يعني صالحا المري - .

                                                                          وقال محمد بن الحسين البرجلاني ، عن أحمد بن إسحاق الحضرمي : سمعت صالحا المري يقول : للبكاء دواع : الفكرة في الذنوب . فإن أجابت على ذلك القلوب وإلا نقلتها إلى الموقف وتلك الشدائد والأهوال ، فإن أجابت على ذلك وإلا فاعرض عليها التقلب بين أطباق النيران . قال : ثم صاح وغشي عليه وتصايح الناس من نواحي المجلس .

                                                                          وقال جعفر بن محمد بن الأزهر ، عن ابن الغلابي : حدثنا شيخ من الكتاب أن صالحا المري لما أرسل إليه المهدي فقدم عليه ، فلما أدخل عليه ودنا بحماره من بساط المهدي أمر ابنيه وهما وليا العهد موسى وهارون ، فقال : قوما فأنزلا عمكما . فلما انتهيا إليه أقبل صالح على نفسه ، فقال : يا صالح لقد خبت وخسرت إن كنت إنما عملت لهذا اليوم .

                                                                          وقال يعقوب بن سفيان : سمعت سليمان بن حرب ، قال : قال رجل لحمار بن زيد : تعرف أيوب عن أبي قلابة ، قال : من شهد فاتحة الكتاب حين يستفتح كان كمن شهد فتحا في سبيل الله ، ومن شهدها حين يختم كان كمن شهد الغنائم حين تقسم . قال : فأنكر حماد إنكارا [ ص: 22 ] شديدا ثم قال له بعد : من حدثك بهذا قال صالح المري . قال : استغفر الله ما أخلقه أن يكون حقا ، فإن صالحا كأن هذا ونحوه من باله ويعنى بطلب هذا النحو وما أخلقه أن يكون صحيحا .

                                                                          أخبرنا بذلك أبو العز الشيباني ، قال : أخبرنا أبو اليمن الكندي ، قال : أخبرنا أبو منصور القزاز ، قال : أخبرنا أبو بكر الحافظ ، قال : أخبرنا ابن الفضل ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر ، قال : حدثنا يعقوب بن سفيان ، فذكره .

                                                                          قال خليفة بن خياط : مات سنة اثنتين وسبعين ومائة .

                                                                          وقال البخاري : يقال مات سنة ست وسبعين ومائة .

                                                                          [ ص: 23 ] روى له الترمذي .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية