الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          2878 - (بخ س ق) : صعصعة بن معاوية بن حصين ، وهو مقاعس بن عبادة بن النزال بن مرة بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي ، ثم السعدي ، البصري ، أخو جزء بن معاوية ، وعم الأحنف بن قيس ، له صحبة .

                                                                          روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم ( س ) ، وعن عمر بن الخطاب ، وأبي ذر ( بخ س ) ، وأبي هريرة ، وعائشة أم المؤمنين ( ق ) . [ ص: 172 ] روى عنه : الحسن البصري ( بخ س ق ) ، وابنه عبد الله بن صعصعة ، ومروان الأصغر .

                                                                          قال النسائي : ثقة .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " ، وقال : مات في ولاية الحجاج على العراق .

                                                                          روى له البخاري في " الأدب " ، والنسائي ، وابن ماجه .

                                                                          أخبرنا أحمد بن أبي الخير ، قال : أنبأنا خليل بن أبي الرجاء الراراني ، ومسعود بن أبي منصور الجمال ، قالا : أخبرنا أبو علي الحداد قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا أبو بكر بن الهيثم الأنباري ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد الرياحي ، قال : حدثنا قريش بن أنس ، قال : حدثنا أشعث بن عبد الملك ، عن الحسن ، عن صعصعة بن معاوية ، عم الأحنف بن قيس ، قال : ذهبت إلى أبي ذر ، فلم أجده في منزله ، فرجعت فاستقبلني يقود بعيرا ، أو يسوق بعيرا ، في عنقه قربة قد استقاها لأهله ، فقلت : أنت أبو ذر ؟ قال : كذلك يقول أهله ، قال : قلت : حدثني حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لعل الله أن ينفعني به ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من أنفق من ماله زوجين في سبيل الله ، ابتدرته حجبة الجنة ، قال : قلت : زدني ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [ ص: 173 ] ما من مسلمين يموت بينهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهم الله الجنة ، بفضل رحمته إياهم ، قال : قلت : زدني ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة وإن عملها كتبت له عشر أمثالها إلى ما شاء الله ، ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب له شيئا ، فإن عملها كتبت سيئة أو يمحاها الله عز وجل .

                                                                          رواه البخاري عن علي ، عن معتمر ، عن فضيل بن ميسرة ، عن أبي حريز ، عن الحسن ، عن صعصعة بن معاوية ، ولفظه : أنه لقي أبا ذر متوشحا قربة ، قال : مالك من الولد يا أبا ذر ؟ قال : ألا أحدثك ؟ قلت : بلى ، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث ، إلا أدخله الله الجنة ، بفضل رحمته إياهم ، وما من مسلم أعتق مسلما ، إلا جعل الله كل عضو منه فكاكه لكل عضو منه " .

                                                                          ورواه النسائي مقطعا ، عن إسماعيل بن مسعود ، عن بشر بن المفضل ، عن يونس بن عبيد ، عن الحسن نحوه ، ولم يذكر قوله : " من هم بحسنة ، ومن هم بسيئة " ، فوقع لنا عاليا جدا .

                                                                          وأخبرنا أبو إسحاق ابن الدرجي ، قال : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني في جماعة ، قالوا : أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله ، قالت : أخبرنا أبو بكر بن [ ص: 174 ] ريذة ، قال : أخبرنا أبو القاسم الطبراني ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني هدبة بن خالد ، قال : حدثنا جرير بن حازم ، عن الحسن ، عن صعصعة بن معاوية عم الأحنف بن قيس ، قال : " قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم ، فسمعته يقرأ هذه الآية : فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره قلت : والله لا أبالي أن لا أسمع غيرها ، حسبي حسبي .

                                                                          رواه النسائي عن إبراهيم بن يونس بن محمد ، عن أبيه ، عن جرير بن حازم ، عن الحسن ، عن صعصعة عم الفرزدق ، فذكره ، فوقع لنا عاليا جدا .

                                                                          وكذا قال يزيد بن هارون ، والأسود بن عامر ، وعفان بن مسلم ، عن جرير عم الفرزدق ، والصحيح أنه عم الأحنف بن قيس .

                                                                          وروى له ابن ماجه حديثا آخر من رواية الحسن عن صعصعة عم الأحنف قال : دخلت امرأة على عائشة ، ومعها ابنتان لها ، فأعطتها ثلاث تمرات . . . الحديث ، إلا أنه قال : عن الأحنف ، بدل عم الأحنف ، وهو خطأ لا شك فيه .

                                                                          [ ص: 175 ] وهذا جميع ما له عندهم والله أعلم ، وليس للفرزدق عم اسمه صعصعة ، لكن جده اسمه :

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية