الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          3002 - ( ع) : عاصم بن بهدلة ، وهو ابن أبي النجود الأسدي ، مولاهم ، الكوفي ، أبو بكر المقرئ .

                                                                          [ ص: 474 ] قال أحمد بن حنبل ، وغير واحد : بهدلة هو أبو النجود .

                                                                          وقال عمرو بن علي : عاصم بن بهدلة ، هو عاصم بن أبي النجود ، واسم أمه بهدلة .

                                                                          وقال حاجب بن سليمان المنبجي ، ومحمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي نحو ذلك .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي داود : زعم بعض من لا يعلم أن بهدلة أمه ، وليس كذلك ، بهدلة أبوه ، ويكنى أبا النجود .

                                                                          روى عن : الأسود بن هلال (س) ، وقيل : بينهما رجل (س ) ، وعن باذان أبي صالح مولى أم هانئ (سي ) ، والحارث بن حسان البكري (ق ) ، والصحيح : أن بينهما أبا وائل (ت س ) ، وعن حميد الطويل (س ) ، وخيثمة بن عبد الرحمن ، وذكوان أبي صالح السمان (بخ 4 ) ، وزر بن حبيش الأسدي (ع ) ، وقرأ عليه القرآن ، وزياد بن قيس المدني (س ) ، وسواء الخزاعي (د س ) وأبي وائل شقيق بن سلمة [ ص: 475 ] (بخ 4 ) ، وشمر بن عطية (سي ) ، وشهر بن حوشب (سي ق ) ، وأبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي (مق ) ، وقرأ عليه القرآن ، وعكرمة مولى ابن عباس (د ) ، وعلي بن ربيعة الوالبي ، وأبي رزين مسعود بن مالك الأسدي (د ت ق ) ، وأبي الضحى مسلم بن صبيح ، والمسيب بن رافع (د س ق ) ، ومصعب بن سعد بن أبي وقاص (4 ) ، وأبي المهلب مطرح بن يزيد الكناني (ق ) ، وهو من أقرانه ، ومعبد بن خالد (د سي ) ، والمعرور بن سويد ، ووائل بن ربيعة ، وأبي بردة بن أبي موسى الأشعري .

                                                                          روى عنه : أبان بن يزيد العطار (د سي ) ، وإبراهيم بن طهمان ، وإسرائيل بن يونس (سي ) ، والحارث بن نبهان (ق ) ، والحسن بن صالح بن حي (س ) ، وحفص بن سليمان الأسدي (عس) ، وقرأ عليه القرآن ، وحماد بن أبي زياد ، وحماد بن زيد (بخ مق د س ق ) ، وحماد بن سلمة (د س ق ) ، وزائدة بن قدامة (ت س ق ) ، وأبو خيثمة زهير بن معاوية ، وزيد بن أبي أنيسة (سي ) ، وسعيد بن أبي عروبة ، وسفيان الثوري (د ت س ) ، وسفيان بن عيينة (خ م ت س ) ، وسليمان الأعمش ، وأبو المنذر سلام بن سليمان القارئ (ت س ) ، وأبو الوليد سلام بن سليمان الخراساني ، وقرأ عليه القرآن ، وشريك بن عبد الله (ت ق ) ، وشعبة بن الحجاج (ت ) ، وشيبان بن عبد الرحمن (د ت س ) ، وصالح بن موسى الطلحي ، وعبد الله بن بشر الرقي ، وأبو أيوب عبد الله بن علي الإفريقي (د ) ، وعبد الرحمن بن عبد الله المسعودي ، وعبد الملك بن حميد بن أبي غنية (ت ) ، وعبد الملك بن الوليد بن معدان [ ص: 476 ] الضبعي البصري (ت ) ، وعرفجة بن عبد الواحد الأسدي (سي ) ، وهو من أقرانه ، وعطاء بن أبي رباح ، وهو أكبر منه ، وعمرو بن قيس الملائي (ت س ) ، وعمرو بن أبي قيس الرازي (د ) ، وفضيل بن غزوان الضبي ، وفطر بن خليفة (د ) ، ومبارك بن سعيد الثوري ، وأبو شهاب محمد بن إبراهيم الكناني ، وأبو حمزة محمد بن ميمون السكري (س ) ، ومسعر بن كدام ، والمفضل بن محمد الضبي النحوي ، ومنصور بن المعتمر (س ) ، وهو من أقرانه ، وموسى بن خلف العمي (سي ) ، وهشام الدستوائي ، وهمام بن يحيى ، وأبو عوانة الوضاح بن عبد الله (د س ) ، وأبو بكر بن عياش (بخ ت ) ، وقرأ عليه القرآن ، وأبو جعفر الرازي (ق ) .

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثانية من أهل الكوفة ، قال : وهو مولى لبني جذيمة بن مالك بن نصر بن قعين بن أسد ، وكان ثقة ، إلا أنه كان كثير الخطأ في حديثه .

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سألت أبي عنه ، فقال : كان رجلا صالحا قارئا للقرآن ، وأهل الكوفة يختارون قراءته وأنا أختار قراءته ، وكان خيرا ثقة ، والأعمش أحفظ منه ، وكان شعبة يختار الأعمش عليه ، في تثبيت الحديث .

                                                                          وقال عبد الله أيضا : سألت أبي عن حماد بن أبي سليمان ، وعاصم ، فقال : عاصم أحب إلينا ، عاصم صاحب قرآن ، وحماد صاحب فقه .

                                                                          [ ص: 477 ] وقال عبد الله أيضا ، عن يحيى بن معين : لا بأس به .

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله العجلي : عاصم صاحب سنة ، وقراءة للقرآن ، وكان ثقة ، رأسا في القراءة ، ويقال : إن الأعمش قرأ عليه وهو حدث ، وكان يختلف عليه في زر ، وأبي وائل .

                                                                          وقال يعقوب بن سفيان : في حديثه اضطراب ، وهو ثقة .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سألت أبي عنه فقال : صالح ، وهو أكثر حديثا من أبي قيس الأودي ، وأشهر منه ، وأحب إلي منه .

                                                                          قال : وسئل عن عاصم بن أبي النجود ، وعبد الملك بن عمير ، فقال : قدم عاصم على عبد الملك ، عاصم أقل اختلافا عندي من عبد الملك .

                                                                          قال : وسألت أبا زرعة عنه ، فقال : ثقة ، فذكرته لأبي ، فقال : ليس محله هذا ، أن يقال : إنه ثقة ، وقد تكلم فيه ابن علية ، فقال : كان كل من كان اسمه عاصم سيء الحفظ .

                                                                          قال : وذكره أبي فقال : محله عندي محل الصدق ، صالح الحديث ، ولم يكن بذاك الحافظ .

                                                                          [ ص: 478 ] وقال النسائي : ليس به بأس .

                                                                          وقال ابن خراش : في حديثه نكرة .

                                                                          وقال أبو جعفر العقيلي : لم يكن فيه إلا سوء الحفظ .

                                                                          وقال الدارقطني : في حفظه شيء .

                                                                          وقال أبو يوسف يعقوب بن خليفة الأعشى ، عن أبي بكر بن عياش ، قرأت على عاصم ، وقال عاصم : قرأت على أبي عبد الرحمن السلمي ، وقرأ أبو عبد الرحمن على علي بن أبي طالب ، قال عاصم : وكنت أرجع من عند عبد الرحمن ، فأعرض على زر بن حبيش ، وكان زر قد قرأ على عبد الله بن مسعود ، قال أبو بكر : قلت لعاصم : لقد استوثقت ، أخذت القراءة من وجهين ، قال : أجل .

                                                                          وقال حفص بن سليمان ، عن عاصم : قرأ أبو عبد الرحمن السلمي على عثمان بن عفان ، وعلي بن أبي طالب ، وزيد بن ثابت .

                                                                          وقال يوسف بن يعقوب الصفار ، عن أبي بكر بن عياش : سمعت أبا إسحاق ، يقول : ما رأيت أقرأ من عاصم ، قال : فقلت : هذا رجل قد لقي أصحاب علي ، وأصحاب عبد الله ، فدخلت المسجد من أبواب كندة ، فإذا رجل عليه جماعة ، وعليه كساء ، فقلت : من هذا ؟ [ ص: 479 ] قالوا : هذا عاصم ، فأتيته ، فدنوت منه ، فلما تكلم قلت : حق لأبي إسحاق أن يقول ما قال .

                                                                          قال شهاب بن عباد عن أبي بكر بن عياش : دخلت على عاصم ، وقد احتضر ، فجعلت أسمعه يردد هذه الآية : - يحققها كأنه في المحراب - " ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين ".

                                                                          وقال أحمد بن صالح المصري : مات بعد أبي حصين بقليل .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي الأسود : عاصم قريب الموت من أبي إسحاق ، ومات أبو إسحاق في سنة سبع وعشرين ومائة .

                                                                          وقال خليفة بن خياط ، وابن بكير : مات سنة سبع وعشرين ومائة .

                                                                          وقال أبو عبيد القاسم بن سلام ، وإسماعيل بن مجالد بن سعيد ، ومحمد بن سعد : مات سنة ثمان وعشرين ومائة .

                                                                          وقال أبو بكر الخطيب : حدث عنه عطاء بن أبي رباح ، وسفيان بن عيينة ، وبين وفاتيهما أربع ، وقيل : ثلاث ، وقيل : إحدى [ ص: 480 ] وثمانون سنة .

                                                                          روى له البخاري ، ومسلم مقرونا بغيره ، واحتج به الباقون .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية