الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          3016 - (خ ت ق) : عاصم بن علي بن عاصم بن صهيب [ ص: 509 ] الواسطي ، أبو الحسين ، ويقال : أبو الحسن القرشي التيمي ، مولى قريبة بنت محمد بن أبي بكر الصديق ، أخو الحسن بن علي بن عاصم ، وابن أخي عثمان بن عاصم ، وابن عم عمر بن عثمان بن عاصم .

                                                                          روى عن : أبي الأشهب جعفر بن حيان العطاردي ، وأخيه الحسن بن علي بن عاصم ، وزهير بن معاوية ، وأبي الأحوص سلام بن سليم ، وشريك بن عبد الله ، وشعبة بن الحجاج ، وعاصم بن محمد بن زيد العمري ( خ ) ، وأبي أويس عبد الله بن عبد الله المدني ، وعبد الرحمن بن عبد الله المسعودي ( ت ) ، وعبد العزيز بن عبد الله بن [ ص: 510 ] أبي سلمة الماجشون ، وعكرمة بن عمار اليمامي ( بخ ) ، وأبيه علي بن عاصم ، وعمارة بن زاذان الصيدلاني ، والقاسم بن الفضل الحداني ، وقزعة بن سويد الباهلي ( ق ) ، وقيس بن الربيع ( ق ) ، والليث بن سعد ، ومبارك بن فضالة ، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب ( خ ) ، ومحمد بن الفرات التميمي ، ومهدي بن ميمون ، وأبي معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي ( ق ) ، وأبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري ، ويزيد بن إبراهيم التستري .

                                                                          روى عنه : البخاري ، وإبراهيم بن إسحاق الحربي ، وأحمد بن إسحاق بن صالح الوزان ، وأحمد بن حنبل ، وأبو جعفر أحمد بن علي بن الفضيل الخراز المقرئ الحداد المقرئ ، وجعفر بن محمد بن شاكر الصائغ ، والحارث بن محمد بن أبي أسامة ، والحسن بن علوية القطان ، والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني ، وحنبل بن إسحاق بن حنبل ، وسليمان بن بويه النهرواني ( ق ) ، وعبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي ، وعبد الله بن عبد الرحمن الدرامي ( ت ) ، وعبيد الله بن عمر القواريري ، وعلي بن عبد العزيز البغوي ، وعمر بن حفص السدوسي ، وعمرو بن علي الفلاس ، ومحمد بن أحمد بن النضر الأزدي ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، ومحمد بن جعفر بن أعين البغدادي ، ومحمد بن حرب النشائي ، ومحمد بن الحسين بن أبي الحنين الحنيني ، ومحمد بن سويد الطحان ، وأبو بكر محمد بن يحيى بن سليمان المروزي ، ومحمد بن يحيى الذهلي ( خ ق ) ، ومحمد بن يونس الكديمي .

                                                                          [ ص: 511 ] وقدم بغداد وحدث بها زمانا طويلا ، ثم عاد إلى واسط ، ومات بها .

                                                                          قال صالح بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : ما أقل خطأه ، قد عرض علي بعض حديثه .

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : لقد عرض علي حديثه وهو أصح حديثا من أبيه .

                                                                          وقال أبو الحسن الميموني ، عن أحمد بن حنبل : صحيح الحديث ، قليل الغلط ، ما كان أصح حديثه ، وكان إن شاء الله صدوقا .

                                                                          وقال أبو داود : سمعت أحمد ، قيل له : عاصم بن علي بن عاصم ؟ قال : حديثه حديث مقارب حديث أهل الصدق ، ما أقل الخطأ فيه ، ولكن أبوه كان يهم في الشيء ، قام من الإسلام بموضع أرجو أن يثيبه الله به الجنة .

                                                                          وقال أبو بكر المروذي : سألته - يعني أحمد بن حنبل - عن عاصم بن علي ، فقلت : إن يحيى بن معين قال : كل عاصم في الدنيا [ ص: 512 ] ضعيف ، قال : ما أعلم منه إلا خيرا ، كان حديثه صحيحا ، حديث شعبة ، والمسعودي ما كان أصحها .

                                                                          وقال صالح بن محمد الحافظ ، قال يحيى بن معين : كان عاصم بن علي ضعيفا .

                                                                          وقال معاوية بن صالح ، عن يحيى بن معين : ليس بشيء .

                                                                          وفي رواية : ليس بثقة .

                                                                          وقال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد : قال لي يحيى بن معين يوما - ابتداء ولم أسأله عنه - عاصم ليس بشيء - يعني ابن علي - .

                                                                          وقال المفضل بن غسان الغلابي : سألت يحيى بن معين ، عن عاصم بن علي ، فذمه واتهمه .

                                                                          وقال الحسين بن فهم : ثلاثة أبيات كانت عند يحيى بن معين ، من أشر قوم : المحبر بن قحذم وولده ، وعلي بن عاصم وولده ، وآل أبي أويس ، كلهم كانوا عنده ضعافا جدا .

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي : سمعت محمد بن سعيد بن [ ص: 513 ] عبد الرحمن الحراني يقول : سمعت عبيد الله بن محمد الفقيه يقول : سمعت يحيى بن معين - وذكر عاصم بن علي بن عاصم بن صهيب الواسطي - فقال : كذاب ابن كذاب .

                                                                          وقال أيضا : أخبرني محمد بن سعيد الحراني قال : سمعت عبيد الله بن محمد الفقيه ، أو غيره يقول : قلت ليحيى بن معين : أحمد الله يا أبا زكريا أصبحت سيد الناس ، قال : اسكت ويحك ، أصبح سيد الناس عاصم بن علي ، في مجلسه ثلاثون ألف رجل .

                                                                          وقال محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي ، عن أبي عبد الله الجعفي الكوفي : سمعت يحيى بن معين يقول : عاصم بن علي بن عاصم سيد المسلمين .

                                                                          وقال أبو حاتم : صدوق .

                                                                          وقال أبو الحسين ابن المنادي : حدث ببغداد في مسجد الرصافة ، وكان مجلسه يحرز بأكثر من مائة ألف إنسان ، كان يستملي عليه هارون الديك ، وهارون مكحلة .

                                                                          وقال عمر بن حفص السدوسي : وجه المعتصم من يحرز مجلس عاصم بن علي بن عاصم في رحبة النخل التي في جامع الرصافة ، قال : وكان عاصم بن علي يجلس على سطح المسقطات [ ص: 514 ] وينتشر الناس في الرحبة وما يليها ، فيعظم الجمع جدا ، حتى سمعته يوما يقول : " حدثنا الليث بن سعد ، ويستعاد ، فأعاد أربع عشرة مرة ، والناس لا يسمعون ، قال : وكان هارون المستملي يركب نخلة معوجة ، ويستملي عليها ، فبلغ المعتصم كثرة الجمع ، فأمر بحزرهم ، فوجه بقطاعي الغنم فحزروا المجلس عشرين ومائة ألف .

                                                                          وقال محمد بن جرير الطبري : أخبرنا أحمد بن خالد الخلال ، قال : حدثنا أبو إسحاق ، قال : سمعت عاصم بن علي يقول : رأيت عاصم بن أبي النجود في المنام ، فجاءت امرأة تسأله عن مسألة ، فقال لها عاصم : تسأليني وهذا عاصم بن علي قاعد ؟ أما ليكونن له نبأ ، قال : فكنت أتوقعها أربعين سنة .

                                                                          قال : وقال أحمد بن خالد : سمعت أحمد بن عيسى ، قال : بكرت إلى مجلس عاصم بن علي ، فأصابتني فترة ، فرجعت ونمت ، فأتاني آت في منامي ، فقال لي : إيت مجلس عاصم فإنه غيظ لأهل الكفر .

                                                                          وقال هيثم بن خلف الدوري : حدثنا محمد بن سويد الطحان ، [ ص: 515 ] قال : كنا عند عاصم بن علي ومعنا أبو عبيد القاسم بن سلام ، وإبراهيم بن أبي الليث ، وذكر جماعة ، وأحمد بن حنبل يضرب ذلك اليوم ، فجعل عاصم يقول : ألا رجل يقوم معي فنأتي هذا الرجل فنكلمه ؟ قال : فما يجيبه أحد ، قال : فقال إبراهيم بن أبي الليث : يا أبا الحسين ، أنا أقوم معك ، فقال : يا غلام ، خفي ، فقال له إبراهيم : يا أبا الحسين ، أبلغ إلى بناتي فأوصيهم وأجدد بهم عهدا ، قال : فظنننا أنه ذهب يتكفن ويتحنط ، ثم جاء فقال عاصم : يا غلام ، خفي ، فقال : يا أبا الحسين ، إني ذهبت إلى بناتي فبكين ، قال : وجاء كتاب ابنتي عاصم من واسط ، يا أبانا إنه بلغنا أن هذا الرجل أخذ أحمد بن حنبل فضربه بالسوط ، على أن يقول : القرآن مخلوق ، فاتق الله ولا تجبه إن سألك ، فوالله لأن يأتينا نعيك أحب إلينا من أن يأتينا أنك قلت .

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي ، في حديث عاصم بن علي ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن كثير بن أبي كثير ، عن أبي عياض عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن " ، لا أعلم أحدا حدث بهذا عن شعبة غير عاصم بن علي .

                                                                          وقال في حديثه عن شعبة ، عن سيار أبي الحكم ، عن الشعبي ، عن البراء ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ، ثم نرجع فنخر . . . الحديث : وهذا أيضا لا أعلم رواه عن شعبة بهذا الإسناد غير عاصم .

                                                                          [ ص: 516 ] وقد قيل : إن غيره رواه مرسلا .

                                                                          وقال في حديثه عن شعبة ، عن أبي الزبير ، عن جابر : " جاء عبد فبايع النبي صلى الله عليه وسلم على الهجرة ، ولم يشعر أنه عبد . . . الحديث " .

                                                                          وهذا عن شعبة ، من رواية عاصم عنه أعرفه ، وهذا الحديث يرويه عن أبي الزبير ، ابن لهيعة ، والليث بن سعد ، فأما من حديث شعبة عن أبي الزبير ، فهو منكر ، وعاصم بن علي ، لا أعلم له شيئا منكرا ، إلا هذه الأحاديث التي ذكرتها ، ولم أر بحديثه بأسا ، وقد ضعفه ابن معين ، وضعف أباه وأخاه ، وصدقه أحمد بن حنبل .

                                                                          قال علي بن أحمد بن النضر الأزدي ، ومحمد بن عبد الله الحضرمي ، وأسلم بن سهل الواسطي ، وهارون بن حميد ، وأبو داود ، وحنبل بن إسحاق ، ومحمد بن سعد ، وغيرهم : مات سنة إحدى وعشرين ومائتين .

                                                                          زاد حنبل ، وابن سعد : بواسط في رجب .

                                                                          وزاد ابن سعد : يوم الاثنين النصف منه .

                                                                          [ ص: 517 ] وقال بعضهم : لثلاث عشرة خلت منه .

                                                                          وقال بعضهم : في آخره .

                                                                          وروى له الترمذي ، وابن ماجه .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية