الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          ومن الأوهام :

                                                                          * - صدقة بن عيسى الحنفي ، والد أبي حماد مفضل بن صدقة .

                                                                          روى عن : أنس بن مالك ، وجميع بن عمير .

                                                                          [ ص: 142 ] روى عنه : عبد الواحد بن زياد ، وعبيد الله بن موسى ، وأبو بكر بن عياش .

                                                                          قال البرقاني : قلت للدارقطني : صدقة بن عيسى ، عن أنس ، قال : متروك ، كان بالبصرة ، ثم صار بالكوفة ، وقيل : عيسى بن صدقة .

                                                                          روى له أبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه .

                                                                          هكذا ذكر هذه الترجمة ، وقد حصل فيها وهم من وجوه عديدة : أحدها قوله : إنه والد أبي حماد مفضل بن صدقة ، وليس كذلك ، بل والده صدقة بن سعيد ، المتقدم ذكره من غير خلاف .

                                                                          الثاني قوله : روى عن جميع بن عمير .

                                                                          والذي يروي عن جميع بن عمير ، هو صدقة بن سعيد ، لا هذا .

                                                                          الثالث قوله : روى عنه عبد الواحد بن زياد ، وأبو بكر بن عياش ، والذي يرويان عنه ، إنما هو صدقة بن سعيد لا هذا .

                                                                          وأما هذا فهو الذي يروي عن أنس ، ويروي عنه عبيد الله بن موسى ، يروي عنه أيضا أبو داود ، وأبو الوليد الطيالسيان .

                                                                          الرابع قوله : وقيل عيسى بن صدقة .

                                                                          ظنا منه أنهما واحد ، وإنما ذلك رجل آخر ، ذكره ابن أبي حاتم ، عن أبيه فيمن اسمه عيسى [ ص: 143 ] فقال : عيسى بن صدقة ، ويقال : صدقة بن عيسى ، أبو محرز ، والصحيح عيسى بن صدقة ، سمع أنس بن مالك ، وبعضهم يدخل بينه وبين أنس عبد الحميد بن أبي أمية ، روى عنه عبيد الله بن موسى ، وأبو داود ، وأبو الوليد ، سمعت أبي يقول : قال أبو الوليد : عيسى بن صدقة ضعيف ، سألت أبا زرعة عنه ، فقال : شيخ ، وسألت أبي عنه فقال : شيخ يكتب حديثه .

                                                                          هكذا ذكره ابن أبي حاتم فيمن اسمه عيسى ، ولم يذكره فيمن اسمه صدقة .

                                                                          الخامس : حكايته عن الدارقطني ; أنه متروك والذي قال فيه الدارقطني إنه متروك ، هو الذي ذكره ابن أبي حاتم فيمن اسمه عيسى ، وليس بوالد أبي حماد المفضل بن صدقة فإنه شيخ ثقة كما تقدم في ترجمته ، ولم يقل أحد عنه إنه متروك .

                                                                          السادس قوله : روى له أبو داود ، والنسائي وابن ماجه ، ولم يرووا له شيئا ، ولا أحد منهم ، وإنما رووا لصدقة بن سعيد ، حديثه عن جميع بن عمير ، عن عائشة : في غسل الجناية ، وروى له أبو داود ، وابن ماجه أيضا حديثه عن جميع بن عمير ، عن ابن عمر : من ابتاع محفلة : فهو بالخيار ، والله أعلم .

                                                                          [ ص: 144 ]

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية