الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 161 ] من اسمه سنيد وسنين

                                                                          2600 - (ق) : سنيد بن داود المصيصي ، أبو علي المحتسب ، واسمه الحسين ، وسنيد لقب غلب عليه .

                                                                          روى عن : إسماعيل ابن علية ، وجابر بن سليمان الزرقي ، وجعفر بن سليمان ، وحجاج بن محمد ، والحكم بن سنان ، وحماد بن زيد ، وخالد بن حيان الرقي (ق) ، وداود بن الجراح ، وسفيان بن عيينة ، وشريك بن عبد الله النخعي ، وعبد الله بن المبارك ، وفرج بن فضالة ومبشر بن إسماعيل الحلبي ، وأبي سفيان محمد بن حميد المعمري ، وأبي معاوية محمد بن خازم الضرير ، ومحمد بن عيينة أخي سفيان بن عيينة ، ومعمر بن سليمان ، وهشيم بن بشير ، ووكيع بن الجراح ، وأبي تميلة يحيى بن واضح ، ويوسف بن محمد بن المنكدر (ق) .

                                                                          [ ص: 162 ] روى عنه : أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة ، وأحمد بن سعيد الحمال ، وأبو بكر أحمد بن محمد بن هانئ الأثرم ، وابنه جعفر بن سنيد بن داود ، والحسن بن الصباح البزار ، والحسن بن عبد العزيز الجروي ، والحسن بن علي الخلال ، والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني (ق) ، وأبو عمر حفص بن عمر الدوري المقرئ ، وزهير بن محمد بن قمير (ق) ، والعباس بن أبي طالب ، وعبد الكريم بن الهيثم الديرعاقولي ، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي (ق) ، وعلي بن زيد الفرائضي ، والفضل بن سهل الأعرج ، والفضل بن محمد بن المسيب بن موسى بن زهير بن يزيد بن كيسان بن زاذان صاحب اليمن الشعراني - ويقال : إن الفضل هذا لم يبق بلدا إلا دخله في طلب العلم إلا الأندلس - وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، ومحمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ ، وأبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي ، ومحمد بن عبد الله بن أبي الثلج ، ومحمد بن عمرو الحدثاني (ق) ، ومحمد بن الفضل بن سلمة ، ومحمد بن المغيرة التميمي المازني ، والمشرف بن سعيد ، ونصر بن داود بن طوق الخلنجي ، ويعقوب بن شيبة السدوسي .

                                                                          قال أبو بكر الأثرم ، عن أحمد بن حنبل ، قد كان سنيد لزم حجاجا قديما ، قد رأيت حجاجا يملي وأرجو أن لا يكون حدث إلا بالصدق .

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : رأيت سنيد بن داود [ ص: 163 ] عند حجاج بن محمد وهو يسمع منه كتاب " الجامع " لابن جريج ، فكان في كتاب " الجامع " : ابن جريج أخبرت عن يحيى ، وأخبرت عن الزهري ، وأخبرت عن صفوان بن سليم ، قال : فجعل سنيد يقول لحجاج : قل يا أبا محمد : ابن جريج عن الزهري ، وابن جريج عن يحيى بن سعيد ، وابن جريج عن صفوان بن سليم ، وكان يقول له : هكذا قال : ولم يحمده أبي فيما رآه يصنع بحجاج وذمه على ذلك ، قال أبي : وبعض هذه الأحاديث التي كان يرسلها ابن جريج أحاديث موضوعة ، كان ابن جريج لا يبالي من أين أخذها يعني قوله : أخبرت وحدثت عن فلان .

                                                                          وقال أبو بكر الخلال : أخبرني محمد بن علي : قال : حدثنا الأثرم أنه سمع أبا عبد الله يحكي عن سنيد نحو هذا الفعل مع حجاج ، قال : وتكلم أبو عبد الله في ذلك بكلام ينكر على سنيد ، وقد شرحت الأحاديث في " علل الأحكام " .

                                                                          قال أبو بكر الخلال : فنرى أن حجاجا كان منه هذا في وقت تغيره ، لأن عبد الله بن أحمد حكى عن أبيه أن حجاجا تغير في آخر عمره ، ونرى أن أحاديث الناس عن حجاج صحاح صالحة إلا ما روى سنيد من هذه الأحاديث .

                                                                          وقال أبو عبيد الآجري : سألت أبا داود عنه ، فقال : لم يكن بذاك ، وكان يسكن الثغور .

                                                                          [ ص: 164 ] وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سئل أبي عنه ، فقال : ضعيف .

                                                                          وقال النسائي : الحسين بن داود ليس بثقة .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال : كان قد صنف التفسير ، روى عنه ابنه والناس ، ربما خالف .

                                                                          وقال أبو بكر الخطيب : لا أعلم أي شيء غمصوا على سنيد ، وقد رأيت الأكابر من أهل العلم رووا عنه واحتجوا به ، ولم أسمع عنهم فيه إلا الخير ، وقد كان سنيد له معرفة بالحديث وضبط ، فالله أعلم .

                                                                          وقد ذكره أبو حاتم في جملة شيوخه الذين روى عنهم ، فقال : بغدادي صدوق .

                                                                          قال أبو بكر بن أبي عاصم : مات سنة ست وعشرين ومائتين .

                                                                          روى له ابن ماجه .

                                                                          وروى البخاري في تفسير سورة النساء عن صدقة عن حجاج بن [ ص: 165 ] محمد ، عن ابن جريج ، عن يعلى بن مسلم ثم عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم . . . الحديث هكذا رواه الجماعة عن الفربري ، عن البخاري .

                                                                          وروى أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن وحده عن الفربري ، عن البخاري ، قال : حدثنا سنيد عن حجاج بن محمد فذكره بإسناده .

                                                                          قال أبو محمد عبد الله بن أحمد بن سعيد بن يربوع الإشبيلي صاحب أبي علي الغساني في كتابه الذي صنفه على كتاب أبي نصر الكلاباذي : والصواب ما روت الجماعة وليس بمبعد ! فإن سنيدا هذا صاحب تفسير ، وذكر ابن السكن له في التفسير من الأوهام المحتملة ، لأنه إنما ذكره في بابه الذي هو مشهور به ، فهو قريب بعيد ، وبالله التوفيق .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية