الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          2643 - (م ق) : سويد بن سعيد بن سهل بن شهريار الهروي ، [ ص: 248 ] أبو محمد الحدثاني الأنباري ، سكن حديثة النورة ، وهي قرية تحت عانة وفوق الأنبار .

                                                                          روى عن : إبراهيم بن سعد ، وإسحاق بن نجيح الملطي ، وأيوب بن النجار اليمامي ، وبقية بن الوليد (ق) ، وحفص بن ميسرة الصنعاني (م ق) ، وحماد بن زيد (ق) ، وخالد بن يزيد بن أبي مالك ، ورشدين بن سعد ، وزياد بن الربيع اليحمدي ، وسفيان بن عيينة (م) ، وسوار بن مصعب الهمداني ، وسويد بن عبد العزيز ، وأبي الأحوص سلام بن سليم (ق) ، وشريك بن عبد الله النخعي (ق) ، وشعيب بن إسحاق الدمشقي (ق) ، وشهاب بن خراش ، وصالح بن موسى الطلحي (ق) ، وضمام بن إسماعيل ، وعاصم بن هلال البارقي ، وعبد الله بن رجاء المكي (ق) ، وعبد الحميد بن الحسن الهلالي ، وعبد ربه بن بارق الحنفي ، وعبد الرحمن بن أبي الرجال (ق) ، وعبد الرحمن بن أبي الزناد (ق) ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم (ق) ، وعبد الرحيم بن زيد العمي (ق) ، وعبد الرحيم بن سليمان الرازي (ق) ، [ ص: 249 ] وعبد العزيز بن أبي حازم (م ق) ، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي (ق) ، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي (م ق) ، وعبيد بن الوسيم ، وعثام بن علي العامري (ق) ، وعثمان بن عبد الرحمن الجمحي ، وعثمان بن مطر (ق) ، وعلي بن مسهر (م ق) ، وعمرو بن يحيى بن سعيد الأموي (ق) ، وعيسى بن يونس ، والفرج بن فضالة ، وفضيل بن عياض ، والقاسم بن غصن الليثي ، ومالك بن أنس (م ق) ، وأبي سحيم المبارك بن سحيم (ق) ، ومحمد بن الحارث الحارثي (ق) ، وأبي معاوية محمد بن خازم الضرير ، ومحمد بن عبد الرحيم بن شروس الصنعاني ، ومحمد بن عمر بن صالح بن مسعود الكلاعي ، ومحمد بن الفرات التميمي ، ومروان بن معاوية الفزاري (م) ، ومسلم بن خالد الزنجي (ق) ، ومعتمر بن سليمان (م ق) ، والمفضل بن عبد الله الكوفي (ق) ، وموسى بن عمير القرشي ، وموسى بن الفضل (ق) ، وهشام بن سليمان المخزومي (ق) ، والوليد بن محمد الموقري (م) ، والوليد بن مسلم ، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة (م ق) ، ويحيى بن سليم الطائفي (ق) ، ويزيد بن زريع (ق) ، وأبي عاصم العباداني (ق) .

                                                                          روى عنه مسلم : ، وابن ماجه ، وإبراهيم بن هانئ النيسابوري ، وأبو الأزهر أحمد بن الأزهر النيسابوري (فق) ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي الكبير ، وأحمد بن حفص ، وأحمد بن القاسم بن نصر البغدادي العابد ، وأحمد بن محمد بن الجعد الوشاء ، وإسحاق بن إبراهيم بن يونس المنجنيقي ، وبقي بن مخلد الأندلسي ، وجعفر بن محمد بن الحسن الفريابي ، والحسن بن علي بن شبيب المعمري ، والحسين بن محمد بن حاتم المعروف بعبيد العجل ، وسعيد بن عبد الله بن عجب الأنباري الحدثاني ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، [ ص: 250 ] وعبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ، وعبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، وعبد الله بن محمد بن ناجية ، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي ، وعمران بن موسى بن مجاشع السجستاني ، والقاسم بن زكريا المطرز ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، ومحمد بن عبد الله الحضرمي ، ومحمد بن عبدة بن حرب القاضي ، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، وهارون بن أبي الهيذام واسمه محمد بن هارون العسقلاني ، ويعقوب بن شيبة السدوسي .

                                                                          قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : عرضت على أبي أحاديث لسويد بن سعيد عن ضمام بن إسماعيل ، فقال لي : اكتبها كلها أو قال : تتبعها فإنه صالح أو قال : ثقة .

                                                                          وقال أبو الحسن الميموني : سأل رجل أبا عبد الله عن سويد الحدثي فقال : ما علمت إلا خيرا ، فقال له : إنسان جاءه بكتاب فضائل فجعل عليا أولها وأخر أبا بكر وعمر ، فعجب أبو عبد الله من هذا وقال : لعله أتى من غيره ، قالوا له : وثم تلك الأشياء ، قال : فلم تسمعوها أنتم لا تسمعوها ولم أره يقول فيه إلا خيرا .

                                                                          وقال أبو القاسم البغوي : كان من الحفاظ ، وكان أحمد بن حنبل ينتقي عليه لولديه صالح وعبد الله يختلفان إليه فيسمعان منه .

                                                                          وقال أبو داود : سمعت يحيى بن معين يقول : سويد مات منذ [ ص: 251 ] حين قال : وسمعت يحيى قال : هو حلال الدم .

                                                                          قال : وسمعت أحمد ذكره فقال : أرجو أن يكون صدوقا أو قال : لا بأس به .

                                                                          وقال محمد بن يحيى الخزاز السوسي : سألت يحيى بن معين عن سويد بن سعيد فقال : ما حدثك فاكتب عنه ، وما حدث به تلقينا فلا .

                                                                          وقال عبد الله بن علي ابن المديني : سئل أبي عن سويد الأنباري فحرك رأسه وقال : ليس بشيء .

                                                                          وقال الضرير : إذا كانت عنده كتب فهو عيب شديد ، وقال : هذا أحد رجلين : إما رجل يحدث من كتابه أو من حفظه ، ثم قال : هو عندي لا شيء ، قيل له : فأين حفظه ثلاثة آلاف ؟ قال : فهذا اليسر يكرر عليه .

                                                                          وقال يعقوب بن شيبة : صدوق مضطرب الحفظ ولا سيما بعدما عمي .

                                                                          وقال أبو حاتم : كان صدوقا وكان يدلس ويكثر ذلك ، يعني : التدليس .

                                                                          وقال البخاري : كان قد عمي فتلقن ما ليس من حديثه .

                                                                          وقال النسائي : ليس بثقة ولا مأمون ، أخبرني سليمان بن [ ص: 252 ] الأشعث ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : سويد بن سعيد حلال الدم ، وقال صالح بن محمد البغدادي : صدوق إلا أنه كان قد عمي فكان يلقن أحاديث ليست من حديثه .

                                                                          وقال الحاكم أبو أحمد : عمي في آخر عمره فربما لقن ما ليس من حديثه ، فمن سمع منه وهو بصير فحديثه عنه أحسن .

                                                                          وقال أبو بكر الأعين : هو سداد من عيش ، هو شيخ .

                                                                          وقال سعيد بن عمرو البردعي : رأيت أبا زرعة يسيء القول في سويد بن سعيد ، وقال : رأيت منه شيئا ما يعجبني ، قلت : ما هو ؟ قال : لما قدمت من مصر مررت به فأقمت عنده ، فقلت : إن عندي أحاديث لابن وهب عن ضمام وليست عندك ، فقال : ذاكرني بها ، فأخرجت الكتب وأقبلت أذاكره فكلما كنت أذاكره كان يقول : " حدثنا به ضمام " ، وكان يدلس حديث حريز بن عثمان وحديث نيار بن مكرم وحديث عبد الله بن عمرو : " زرغبا " ، فقلت : أبو محمد لم يسمع هذه الثلاثة أحاديث من هؤلاء فغضب ، قال سعيد : فقلت لأبي زرعة : فإيش حاله ، قال : أما كتبه فصحاح وكنت أتتبع أصوله فأكتب منها ، فأما إذا حدث من حفظه فلا .

                                                                          [ ص: 253 ] قال : وسمعت أبا زرعة يقول قلنا ليحيى بن معين : إن سويد بن سعيد يحدث عن ابن أبي الرجال ، عن ابن أبي رواد ، عن نافع ، عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " من قال في ديننا برأيه فاقتلوه " فقال يحيى : سويد ينبغي أن نبدأ به فيقتل . فقيل لأبي زرعة : سويد يحدث بهذا عن إسحاق بن نجيح ، قال : هذا حديث إسحاق بن نجيح إلا أن سويدا أتى به عن ابن أبي الرجال ، قلت : فقد رواه لغيرك عن إسحاق بن نجيح فقال : عسى قيل له فرجع .

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي : سمعت جعفرا الفريابي يقول : أفادني أبو بكر الأعين في قطيعة الربيع سنة إحدى وثلاثين - يعني ومائتين - بحضرة أبي زرعة وجمع كبير من رؤساء أصحاب الحديث حين أردت أن أخرج إلى سويد وقال : وقفه وثبت منه هل سمع هذا الحديث من عيسى بن يونس ؟ فقدمت على سويد فسألته ، فقال : حدثنا عيسى بن يونس عن حريز بن عثمان ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن أبيه ، عن عوف بن مالك ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " تفترق هذه الأمة بضعا وسبعين فرقة شرها فرقة قوم يقيسون الرأي يستحلون به الحرام ويحرمون به الحلال " .

                                                                          قال الفريابي : وقفت سويدا عليه بعد أن حدثني به ودار بيني وبينه كلام كثير .

                                                                          [ ص: 254 ] قال ابن عدي : وهذا إنما يعرف بنعيم بن حماد فتكلم الناس فيه مجراه ، ثم رواه رجل من أهل خراسان يقال له : الحكم بن المبارك يكنى أبا صالح الخواشتي ويقال : إنه لا بأس به ثم سرقه قوم ضعفاء ممن يعرفون بسرقة الحديث ، منهم عبد الوهاب بن الضحاك ، والنضر بن طاهر ، وثالثهم سويد الأنباري . ولسويد أحاديث كثيرة عن شيوخه ، روى عن مالك " الموطأ " ، ويقال : إنه سمعه خلف حائط فضعف في مالك أيضا ، وهو إلى الضعف أقرب .

                                                                          وقال أبو بكر الإسماعيلي : في القلب من سويد شيء من جهة التدليس ، وما ذكر عنه في حديث عيسى بن يونس الذي كان يقال : تفرد به نعيم بن حماد .

                                                                          وقال أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي : سألت الدارقطني عن سويد بن سعيد فقال : تكلم فيه يحيى بن معين وقال : حدث عن أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن عطية ، عن أبي سعيد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة " . قال يحيى بن معين : وهذا باطل عن أبي معاوية لم يروه غير سويد بن سعيد وجرح سويد لروايته لهذا الحديث .

                                                                          قال الشيخ أبو الحسن الدارقطني : فلم يزل يظن أن هذا كما قال يحيى ، وأن سويدا أتى أمرا عظيما في روايته هذا الحديث حتى [ ص: 255 ] دخلت مصر في سنة سبع وخمسين - يعني وثلاث مائة - فوجدت هذا الحديث في مسند أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس البغدادي المعروف بالمنجنيقي وكان ثقة ، روى عن أبي كريب ، عن أبي معاوية كما قال سويد سواء ، وتخلص سويد وصح الحديث عن أبي معاوية ، وقد حدث أبو عبد الرحمن النسائي عن إسحاق بن إبراهيم هكذا ، ومات أبو عبد الرحمن قبله .

                                                                          قال البخاري ، ومحمد بن عبد الله الحضرمي ، وأبو القاسم البغوي : مات سنة أربعين ومائتين .

                                                                          زاد البخاري : بالحديثة ، أول شوال .

                                                                          وزاد البغوي : وكان قد بلغ مائة سنة وكتبت عنه بالحديثة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية