الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          2570 - (ع) : سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي ، مولاهم أبو محمد الكوفي الأعمش . وكاهل هو ابن أسد بن خزيمة . يقال : إن أصله من طبرستان ، ويقال : من قرية يقال لها : دنباوند من رستاق الري جاء به أبوه حميلا إلى الكوفة فاشتراه رجل من بني أسد فأعتقه .

                                                                          [ ص: 77 ] رأى أنس بن مالك ، وأبا بكرة الثقفي ، وأخذ له بالركاب .

                                                                          وروى عن : أبان بن أبي عياش ، وإبراهيم التميمي (ع) ، وإبراهيم النخعي (ع) ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وإسماعيل بن رجاء الزبيدي (م 4) ، وإسماعيل بن مسلم المكي (ت) ، وأنس بن مالك (د ت) - ولم يثبت له سماع منه - وتميم بن سلمة (خت م د س ق) ، وثابت بن عبيد (بخ م د ت س) ، وثمامة بن عقبة (بخ س) ، وأبي صخرة جامع بن شداد (خ د س ق) ، وأبي بشر جعفر بن أبي وحشية (ت س ق) ، وحبيب بن أبي ثابت (م 4) ، وحبيب بن صهبان (بخ) ، وحسان بن [ ص: 78 ] أبي الأشرس (س) ، والحسين بن المنذر (قد) ، وأبي ظبيان حصين بن جندب الجنبي (خ م د س فق) ، والحكم بن عتيبة (م س) ، وحكيم بن جبير ، وخيثمة بن أبي خيثمة البصري (ت) ، وخيثمة بن عبد الرحمن الجعفي (ع) ، وذر بن عبد الله الهمداني (ت س ق) ، وذكوان بن أبي صالح السمان (ع) ، ورجاء الأنصاري (د ق) ، وزبيد اليامي (د س ق) ، وأبي جهمة زياد بن الحصين (م س ق) ، وزيد بن وهب الجهني (ع) ، وسالم بن أبي الجعد (ع) ، وأبي عمرو سعد بن إياس الشيباني (م 4) ، وسعد بن عبيدة (م 4) ، وسعد أبي مجاهد الطائي (د) ، وسعيد بن جبير (خ م س) ، وسعيد بن عبد الله بن جريج (د ت) ، وأبي حازم سلمان الأشجعي (ع) ، وسلمة بن كهيل (م) ، وسليمان بن مسهر (م د س) ، وسليمان بن ميسرة الأحمسي ، وسلام أبي شرحبيل (بخ ق) ، وأبي وائل شقيق بن سلمة الأسدي (ع) ، وشمر بن عطية (مد ت سي) والضحاك المشرقي (خ) ، وطارق بن أبي الحسناء (قد) ، وطارق بن عبد الرحمن (ت) ، وطلحة بن مصرف [ ص: 79 ] (د س ق) ، وأبي سفيان طلحة بن نافع (ع) ، وطلق بن حبيب (مد) ، وعامر الشعبي (خ م ت) ، وعبد الله بن أبي أوفى (ق) - يقال : مرسل - وعبد الله بن الخليل الحضرمي (قد) ، وعبد الله بن عبد الله الرازي (د ت ق) ، وعبد الله بن مرة (ع) ، وعبد الله بن يسار الجهني (د) ، وأبي قيس عبد الرحمن بن ثروان الأودي (د) ، وعبد الرحمن بن زياد (ص) ، وعبد العزيز بن رفيع (م) ، وعبد الملك بن عمير ، وعبد الملك بن ميسرة (قد تم) ، وعبيد أبي الحسن (م د ق) ، وأبي اليقظان عثمان بن عمير (قد ت ق) ، وعثمان بن قيس (قد) ، وعدي بن ثابت (خ م د ت س) ، وعطاء بن أبي رباح (د) ، وعطاء بن السائب (د ت س) ، وعطية العوفي (ت ق) ، وعكرمة مولى ابن عباس ، وعلي بن الأقمر (د س ق) ، وعلي بن مدرك (ت س) ، وعمارة بن عمير (ع) ، وعمارة بن القعقاع بن شبرمة (م ت ق) ، وأبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي (م ت س ق) ، وعمرو بن مرة (ع) ، وقيس بن أبي حازم ، وقيس بن مسلم (د ق) ، ومالك بن الحارث (بخ م د س) ، ومجاهد بن جبر المكي (ع) ، وأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين (قد) ، وأبي الزبير محمد بن مسلم المكي (ت) ، والمختار بن [ ص: 80 ] صيفي (م د) ، ومسعود بن مالك بن معبد الأسدي (م س) ، وأبي رزين مسعود بن مالك الأسدي (بخ م د س ق) ، وأبي الضحى مسلم بن صبيح (ع) ، ومسلم البطين (ع) ، والمسيب بن رافع (م د س ق) ، والمعرور بن سويد (ع) ، والمقدام بن شريح بن هانئ (س) ، ومنذر الثوري (خ م س) ، والمنهال بن عمرو (د س ق) ، وموسى بن عبد الله بن يزيد الخطمي (م صد) ، ونفيع أبي داود الأعمى (ق) ، وهلال بن يساف (خت ت سي) ، ويحيى بن سام (ت س) ، ويحيى بن عبيد أبي عمر البهراني (م د س) ، ويحيى بن عمارة (ت س) ، ويقال : يحيى بن عباد (ت) ، ويقال : عباد (س) ، ويحيى بن وثاب (بخ ت ق) ، ويزيد الرقاشي (بخ ق) ، وأبي سبرة النخعي (ق) ، وأبي السفر الهمداني (بخ د ت ق) ، وأبي صالح مولى أم هانئ (فق) ، وأبي عمار الهمداني (س) ، وأبي يحيى القتات (د ت) ، وأبي يحيى مولى آل جعدة (بخ م ق) .

                                                                          روى عنه : أبان بن تغلب (م) ، وإبراهيم بن طهمان (س) ، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري (م د ت) ، وأسباط بن محمد القرشي (ر م 4) ، وإسحاق بن يوسف الأزرق (ق) ، وإسرائيل بن يونس (خ) ، وإسماعيل بن زكريا (م) ، وجابر بن نوح الحماني (ت) ، وجرير بن حازم (م) ، وجرير بن عبد الحميد (ع) ، وجعفر بن عون (خ ت) ، والحسن بن عياش (س) ، وحفص بن غياث (ع) ، والحكم بن عتيبة - وهو من شيوخه - وأبو أسامة حماد بن أسامة (خ م ت) ، [ ص: 81 ] وحمزة بن حبيب الزيات ، وحميد بن عبد الرحمن الرؤاسي (م) ، وداود بن نصير الطائي (س) ، وزائدة بن قدامة (خ م د ت) ، وزبيد اليامي - وهو من شيوخه - وزهير بن معاوية (م د) ، وزياد بن عبد الله البكائي (ت) ، وسعيد بن مسلمة الأموي (ق) ، وسفيان الثوري (ع) ، وسفيان بن عيينة (خ م ت) ، وسليمان بن قرم بن معاذ الضبي (خت م) ، وسليمان التيمي (ت) - وهو من أقرانه - وسهيل بن أبي صالح (س) ، وأبو الأحوص سلام بن سليم (خ م ت س) ، وسيف بن محمد الثوري (ت) ، وشريك بن عبد الله النخعي (ق) ، وشعبة بن الحجاج (خ م د ت س) ، وشيبان بن عبد الرحمن النحوي (م د ت ق) ، وأبو زبيد عبثر بن القاسم (م ت س) ، وعبد الله بن الأجلح (ت) ، وعبد الله بن إدريس (م ق) ، وعبد الله بن بشر (س ق) ، وعبد الله بن داود الخريبي (خ د) ، وعبد الله بن عبد القدوس الرازي (خت ت) ، وعبد الله بن المبارك (س) ، وعبد الله بن نمير (م 4) ، وعبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني (د ت ق) ، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي ، وأبو زهير عبد الرحمن بن مغراء (د ت س) ، وعبد السلام بن حرب (د ت) ، وعبد العزيز بن ربيعة البناني (ت) ، وعبد العزيز بن مسلم القسملي (ت) ، وعبد الواحد بن زياد (خ م د ت) ، وعبدة بن سليمان (م) ، وعبيد الله بن عمرو الرقي (س) ، وعبيد الله بن موسى (خ) ، وعبيدة بن حميد (د ت س) ، وعثام بن علي العامري ، وعصام بن طليق (صد) ، وعطاء بن مسلم (ق) ، وعقبة بن خالد (ت) ، وعلي بن مسهر (خ م ت س ق) ، وعلي بن هاشم بن البريد (س) ، وعمار بن رزيق (م د س ق) ، وعمار بن محمد الثوري (م ق) ، وعمر بن سعيد بن مسروق الثوري (س) ، وعمر بن عبيد الطنافسي (ق) ، وعيسى بن يونس ، [ ص: 82 ] (م د ت ق) ، وأبو نعيم الفضل بن دكين (خ) ، والفضل بن موسى السيناني (بخ ت) ، وفضيل بن عياض (بخ م س) ، وفضيل بن مرزوق (س) ، والقاسم بن معن المسعودي (س) ، وقتادة بن الفضيل الرهاوي (س) ، وقطبة بن عبد العزيز بن سياه (م 4) ، ومالك بن سعير بن الخمس ، ومحاضر بن المورع (خت س) ، ومحمد بن أنس القرشي (خت د) ، ومحمد بن بشر العبدي (م) ، ومحمد بن ربيعة الكلابي (س) ، ومحمد بن طلحة بن مصرف (عس) ، ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي (خ) ، ومحمد بن عبيد الطنافسي (م د س ق) ، ومحمد بن فضيل بن غزوان (ع) ، ومحمد بن واسع (س) ، ومفضل بن صالح (ت) ، ومفضل بن مهلهل (م س) ، ومنصور بن أبي الأسود (مد ت س) ، وموسى بن أعين (س) ، وأبو المغيرة النضر بن إسماعيل (ت) ، وهريم بن سفيان (خ م) ، وهشيم بن بشير (م) ، ووكيع بن الجراح (خ م د ت ق) ، ويحيى بن زكريا بن أبي الحواجب الكوفي ، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة (م س ق) ، ويحيى بن سعيد الأموي (خ) ، ويحيى بن سعيد القطان ، ويحيى بن عبد الملك بن أبي عيينة (م ق) ، ويحيى بن عيسى الرملي (بخ م د ت ق) ، ويحيى بن يمان (ق) ، ويزيد بن عبد العزيز بن سياه (م د) ، ويعلى بن عبيد الطنافسي (خ م د س ق) ، وأبو إسحاق السبيعي - وهو من شيوخه - وأبو بكر بن عياش (ت س ق) وأبو جعفر الرازي (س) ، وأبو حفص الأبار (عخ د ق) ، وأبو حمزة السكري (خ س) ، وأبو خالد الأحمر (م ت س) ، وأبو شهاب الحناط (خ) ، وأبو عبيدة بن معن المسعودي (م د س ق) ، [ ص: 83 ] وأبو عوانة (خ م ت س ق) ، وأبو مسلم قائد الأعمش (خت) ، وأبو معاوية الضرير (ع) .

                                                                          قال البخاري ، عن علي ابن المديني : له نحو ألف وثلاثمائة حديث .

                                                                          وقال عبد الله بن علي ابن المديني : عن أبيه : الأعمش لم يحمل عن أنس إنما رآه يخضب ، ورآه يصلي ، وإنما سمعها من يزيد الرقاشي وأبان عن أنس .

                                                                          وقال يحيى بن معين : كل ما روى الأعمش عن أنس فهو مرسل .

                                                                          [ ص: 84 ] وقال أبو الحسين بن المنادي : قد رأى أنس بن مالك إلا أنه لم يسمع منه ، وقد رأى أبا بكرة الثقفي وأخذ له بركابه ، فقال له : يا بني إنما أكرمت ربك عز وجل .

                                                                          وقال أحمد بن عبد العزيز الأنصاري ، عن وكيع ، عن الأعمش : رأيت أنس بن مالك وما منعني أن أسمع منه إلا استغنائي بأصحابي .

                                                                          وقال علي ابن المديني : حفظ العلم على أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ستة : فلأهل مكة عمرو بن دينار ، ولأهل المدينة ابن شهاب الزهري ، ولأهل الكوفة أبو إسحاق السبيعي ، وسليمان بن مهران الأعمش ، ولأهل البصرة يحيى بن أبي كثير ناقلة ، وقتادة .

                                                                          [ ص: 85 ] وقال عاصم الأحول : مر الأعمش بالقاسم بن عبد الرحمن فقال : هذا الشيخ أعلم الناس بقول عبد الله بن مسعود .

                                                                          وقال عباس الدوري ، عن سهل بن حليمة : سمعت ابن عيينة يقول : سبق الأعمش أصحابه بأربع خصال : كان أقرأهم للقرآن ، وأحفظهم للحديث ، وأعلمهم بالفرائض ، وذكر خصلة أخرى .

                                                                          وقال هشيم : ما رأيت بالكوفة أحدا كان أقرأ لكتاب الله من الأعمش .

                                                                          وقال أبو إسرائيل الملائي ، عن طلحة بن مصرف : كنا عند يحيى بن وثاب نقرأ عليه والأعمش ساكت ما يقرأ ، فلما مات يحيى بن وثاب فتشنا أصحابنا فإذا الأعمش أقرأنا .

                                                                          وقال أبو بكر بن عياش ، عن مغيرة : لما مات إبراهيم اختلفنا إلى الأعمش في الفرائض .

                                                                          وقال زهير بن معاوية : ما أدركت أحدا أعقل من الأعمش ومغيرة .

                                                                          وقال أحمد بن حنبل : أبو إسحاق والأعمش رجلا أهل الكوفة .

                                                                          [ ص: 86 ] وقال يحيى بن معين : كان جرير إذا حدث عن الأعمش ، قال : هذا الديباج الخسرواني .

                                                                          وقال إسحاق بن راشد : قال لي الزهري : وبالعراق أحد يحدث ؟ قلت : نعم ، هل لك أن آتيك بحديث بعضهم ؟ فقال لي : نعم . فجئته بحديث الأعمش فجعل ينظر فيها ويقول : ما ظننت أن بالعراق من يحدث مثل هذا . قلت : وأزيدك : هو من مواليهم .

                                                                          وقال شعبة : ما شفاني أحد في الحديث ما شفاني الأعمش .

                                                                          وقال أبو عبيد الآجري ، عن أبي داود : عند شعبة عن الأعمش نحو من خمسمائة ، وشعبة قد أخطأ على الأعمش في أكثر من عشرة أحاديث . ثم قال : كان شعبة يصحب الأعمش وهو شاب .

                                                                          قال : وسمعت أبا داود ، قال : كان عند وكيع عن الأعمش ثمانمائة .

                                                                          وقال أيضا عن أبي داود : سفيان أعلم الناس بالأعمش ، وقد خولف في أشياء .

                                                                          وقال عبد الله بن داود الخريبي : سمعت شعبة إذا ذكر الأعمش ، قال : المصحف المصحف ! [ ص: 87 ] وقال عمرو بن علي : كان الأعمش يسمى المصحف من صدقه .

                                                                          وقال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي : ليس في المحدثين أثبت من الأعمش ، ومنصور بن المعتمر ، وهو ثبت أيضا ، وهو أفضل من الأعمش ، إلا أن الأعمش أعرف بالمسند وأكثر مسندا منه .

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله العجلي : كان ثقة ثبتا في الحديث ، وكان محدث أهل الكوفة في زمانه ، يقال : إنه ظهر له أربعة آلاف حديث ولم يكن له كتاب ، وكان يقرئ القرآن ، رأس فيه ، قرأ على يحيى بن وثاب وكان فصيحا ، وكان أبوه من سبي الديلم ، وكان مولى بني كاهل ، فخذ من بني أسد ، وكان عسرا سيئ الخلق ، وكان لا يلحن حرفا ، وكان عالما بالفرائض ، ولم يكن في زمانه من طبقته أكثر حديثا منه ، وكان فيه تشيع ، ولم يختم على الأعمش إلا ثلاثة نفر : طلحة بن مصرف ، وكان أفضل من الأعمش وأرفع سنا منه ، وأبان بن تغلب النحوي ، وأبو عبيدة بن معن بن عبد الرحمن .

                                                                          وروى عن أنس بن مالك حديثا واحدا في " دخول الخلاء " ، ويقال : إن أبا الأعمش شهد قتل الحسين رضي الله عنه ، وإن الأعمش ولد يوم قتل الحسين ، وذلك يوم عاشوراء سنة إحدى وستين ، وراح الأعمش إلى الجمعة وعليه فروة قد [ ص: 88 ] قلب فروة جلدها على جلده ، وصوفها إلى خارج ، وعلى كتفه منديل الخوان مكان الرداء .

                                                                          وقال محمد بن داود الحداني ، عن عيسى بن يونس : لم نر نحن ولا القرن الذين كانوا قبلنا مثل الأعمش ، وما رأيت الأغنياء والسلاطين عند أحد أحقر منهم عند الأعمش مع فقره وحاجته .

                                                                          وقال إبراهيم بن محمد بن عرعرة : سمعت يحيى القطان إذا ذكر الأعمش قال : كان من النساك ، وكان محافظا على الصلاة في جماعة وعلى الصف الأول . قال يحيى : وهو علامة الإسلام .

                                                                          وقال وكيع : كان الأعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى ، واختلفت إليه قريبا من سنتين ما رأيته يقضي ركعة .

                                                                          وقال عبد الله بن داود الخريبي : مات الأعمش يوم مات وما خلف أحدا من الناس أعبد منه ، وكان صاحب سنة .

                                                                          وقال محمد بن خلف التيمي ، عن أبي بكر بن عياش : كنا نسمي الأعمش سيد المحدثين ، وكنا نجيء إليه إذا فرغنا من الدوران ، فيقول : عند من كنتم ؟ فنقول : عند فلان . فيقول : طبل مخرق ، ويقول : عند من ؟ فنقول : عند فلان ، فيقول : طير طيار . ويقول : عند من ؟ فنقول : عند فلان . فيقول : دف . وكان يخرج إلينا شيئا فنأكله ، [ ص: 89 ] فقلنا يوما : لا يخرج إليكم الأعمش شيئا إلا أكلتموه . قال : فأخرج إلينا شيئا فأكلناه ، وأخرج فأكلناه ، فدخل فأخرج فتيتا فشربناه ، فدخل فأخرج أجانة صغيرة وقتا ، فقال : فعل الله لكم وفعل ، أكلتم قوتي وقوت امرأتي ، وشربتم فتيتها هذا ، كلوه علف الشاة ! قال : فمكثنا ثلاثين يوما لا نكتب فزعا منه حتى كلمنا إنسانا عطارا كان يجلس إليه حتى كلمه لنا .

                                                                          وقال أبو سعيد الأشج ، عن أبي خالد الأحمر : سئل الأعمش عن حديث ، فقال لابن المختار : ترى أحدا من أصحاب الحديث ؟ فغمض عينيه ، وقال : لا أرى أحدا يا أبا محمد ، فحدث به !

                                                                          وقال أبو حاتم : لم يسمع من ابن أبي أوفى ، ولم يسمع من عكرمة .

                                                                          وقال شريك ، عن الأعمش : لم يكن إبراهيم يسند الحديث لأحد إلا لي ؛ لأنه كان يعجب بي .

                                                                          وقال إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين : الأعمش ثقة .

                                                                          وقال النسائي : ثقة ثبت .

                                                                          [ ص: 90 ] قال أبو عوانة ، وعبد الله بن داود : مات سنة سبع وأربعين ومائة .

                                                                          وقال وكيع ، وأبو نعيم ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، وأحمد بن عبد الله العجلي ، وغير واحد : مات سنة ثمان وأربعين ومائة .

                                                                          زاد أبو نعيم : في ربيع الأول ، بعد منصور بست عشرة سنة ، وهو ابن ثمان وثمانين سنة .

                                                                          [ ص: 91 ] روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية