الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 389 ] من اسمه شداد

                                                                          2704 - (ع) : شداد بن أوس بن ثابت الأنصاري النجاري ، أبو يعلى ، ويقال : أبو عبد الرحمن ، المدني ، ابن أخي حسان بن ثابت شاعر النبي - صلى الله عليه وسلم - ، له ولأبيه صحبة ، وأمه امرأة من بني عدي بن النجار اسمها صريمة ، نزل بيت المقدس ، وأعقب بها ، وبها مات .

                                                                          [ ص: 390 ] روى عن : النبي - صلى الله عليه وسلم - (ع) ، وعن كعب الأحبار .

                                                                          روى عنه : أسامة بن عمير الهذلي ، وأسد بن وداعة ، وبشير بن كعب العدوي (خ س) ، وجبير بن نفير الحضرمي (س) ، وخالد بن معدان ، وشداد أبو عمار ، وضمرة بن حبيب (ت ق) ، وعبادة بن نسي (ق) ، وعبد الرحمن بن سابط ، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري (ق) ، وعثمان بن ربيعة بن الهدير (ت) ، وعنبسة بن أبي سفيان ، والعلاء بن زياد العدوي - مرسل - وكثير بن مرة ، وابنه محمد بن شداد بن أوس ، ومحمود بن الربيع ، ومحمود بن لبيد (ق) ، وأبو عبيد الله مسلم بن مشكم ، والمغيرة بن سعيد بن نوفل ، وابنه يعلى بن شداد بن أوس (د) ، وأبو إدريس الخولاني ، وأبو أسماء الرحبي (س) ، وأبو الأشعث الصنعاني (م 4) ، وأبو مصبح المقرائي .

                                                                          قال البخاري : وقال بعضهم : شهد بدرا ولم يصح .

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله بن البرقي : وكان أوس بن ثابت شهد بدرا واستشهد يوم أحد ، وتوفي شداد بن أوس بالشام .

                                                                          وقال أبو القاسم الطبراني : أوس بن ثابت الأنصاري عقبي وهو أخو حسان بن ثابت ، وهو أبو شداد بن أوس .

                                                                          وقال المفضل بن غسان الغلابي : زهاد الأنصار ثلاثة : أبو الدرداء ، وشداد بن أوس ، وعمير بن سعد ، وكان عمر بن الخطاب ولاه حمص .

                                                                          [ ص: 391 ] وقال الفرج بن فضالة ، عن أسد بن وداعة : كان شداد بن أوس إذا أخذ مضجعه من الليل كان كالحبة على المقلى ، فيقول : اللهم إن النار قد حالت بيني وبين النوم ، ثم يقوم فلا يزال يصلي حتى يصبح .

                                                                          وقال سعيد بن عبد العزيز : فضل شداد بن أوس الأنصاري بخصلتين تبيان إذا نطق ويكظم إذا غضب .

                                                                          وقال نصر بن المغيرة ، عن سفيان بن عيينة : قال عبادة بن الصامت : من الناس من أوتي علما ولم يؤت حلما ، ومنهم من أوتي حلما ولم يؤت علما ، ومنهم من أوتي علما وحلما ، وإن شداد بن أوس من الذين أتوا العلم والحلم .

                                                                          وقال محمد بن سعد : أخبرني من سمع ثور بن يزيد يخبر عن خالد بن معدان ، قال : لم يبق من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالشام أحد كان أوثق ولا أفقه ولا أرضى من عبادة بن الصامت وشداد بن أوس .

                                                                          وقال محمد بن مسلم بن وارة ، عن محمد بن عبد الرحمن بن شداد بن محمد بن شداد بن أوس : سمعت أبي يذكر عن أبيه ، عن جده ، عن شداد بن أوس أنه كان عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يجود بنفسه ، فقال : ما لك يا شداد ؟ قال : ضاقت بي الدنيا ، فقال : ليس عليك ، إن الشام يفتح ويفتح بيت المقدس فتكون أنت وولدك أئمة ، فيهم إن شاء الله .

                                                                          [ ص: 392 ] وقال أبو الحسن بن جوصى ، عن أبي عبد الرحمن محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عمرو بن محمد بن شداد بن أوس : حدثني أبي عن أبيه ، عن جده ، قال : كانت كنية شداد أبو يعلى ، وكان له خمسة أولاد ، أربعة بنين وبنت ، وكان أكبرهم يعلى ، ثم محمد ، وعبد الوهاب ، والمنذر ، فمات شداد وعبد الوهاب والمنذر صغيران ، ولم يعقب يعلى وأعقبوا كلهم ، وكانت البنت اسمها خزرج تزوجت في الأزد ، وتوفي شداد سنة أربع وستين - وذكر قصة طويلة .

                                                                          وقال إبراهيم بن المنذر الخرامي ، ومحمد بن سعد ، وأبو بكر بن أبي خيثمة ، وأبو حاتم الرازي ، وأبو عمر بن عبد البر ، وغير واحد ، مات بالشام سنة ثمان وخمسين ، وهو ابن خمس وسبعين .

                                                                          قال أبو عمر : ويقال : مات سنة إحدى وأربعين ، ويقال : سنة أربع وستين .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية