ومن الأوهام :

* - سهيل بن خليفة بن عبدة ، أبو سوية الفقيمي البصري .

روى عن : nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وعبد الرحمن بن حجيرة ، وقيس بن عاصم المنقري .

روى عنه : ابنه عبد الملك ، وعمرو بن الحارث .

روى له أبو داود .

[ ص: 220 ] هكذا ذكر هذه الترجمة وفيها عدة أوهام : منها : قوله : روى له أبو داود ، فإنه لم يرو له شيئا ولا غيره من الجماعة ، ومنها : قوله : روى عن ابن حجيرة وروى عنه عمرو بن الحارث ، وإنما يروي عن قيس بن عاصم ، ويروي عنه ابنه عبد الملك بن أبي سوية كما ذكر أبو حاتم ، ومسلم ، وغير واحد ، وأما الذي يروى عن ابن حجيرة ويروي عنه عمرو بن الحارث ، فهو الذي روى له أبو داود ، وهو أبو سوية واسمه عبيد بن سوية بن أبي سوية الأنصاري مولاهم لا سهيل بن خليفة وهو مصري لا بصري ، ذكرهما أبو نصر بن ماكولا وغيره وسيأتي في موضعه على الصواب إن شاء الله تعالى .

ومنها : أنه أعاده في الكنى المجردة وإن كان ذلك صوابا لكنه لم ينبه على أنه تقدم في الأسماء فأوهم أنهما اثنان ، وأن أبا داود قد روى لكل واحد منهما وليس كذلك ، وإنما روى أبو داود للذي ذكره في الكنى لا لهذا .

ومنها : قوله : روى عن عبد الله بن عمر بن الخطاب وإنما يروى عن ابن حجيرة ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص كما ذكره في الكنى .

[ ص: 221 ] وقد وهم في هذه الترجمة غير واحد من المتقدمين أيضا : منهم أبو حاتم الرازي فإنه قال فيه : روى عنه ابنه عبد الملك ، وعبد السلام بن حرب ، وذكره عبد السلام بن حرب فيمن يروي عنه وهم ، فإنه لم يدركه ولا أحدا من أهل طبقته ، والأشبه أنه يروي عن ابنه عبد الملك عنه ، ومنهم : أبو عمر بن عبد البر فإنه ذكره في الكنى نحوا مما ذكره أبو حاتم ، ثم قال : هو جد العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سوية ، والعلاء بن الفضل منقري لا فقيمي إلا أن يكون وقع في نسبه اختلاف أو يكون منقري الآباء ، فقيمي الأخوال ، والله أعلم .

وَمِنَ الْأَوْهَامِ :

* - سُهَيْلُ بْنُ خَلِيفَةَ بْنِ عَبْدَةَ ، أَبُو سَوِيَّةَ الْفُقَيْمِيُّ الْبَصْرِيُّ .

رَوَى عَنْ : nindex.php?page=showalam&ids=12عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُجَيْرَةَ ، وَقَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ الْمِنْقَرِيِّ .

رَوَى عَنْهُ : ابْنُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ .

رَوَى لَهُ أَبُو دَاوُدَ .

[ ص: 220 ] هَكَذَا ذَكَرَ هَذِهِ التَّرْجَمَةَ وَفِيهَا عِدَّةُ أَوْهَامٍ : مِنْهَا : قَوْلُهُ : رَوَى لَهُ أَبُو دَاوُدَ ، فَإِنَّهُ لَمْ يَرْوِ لَهُ شَيْئًا وَلَا غَيْرُهُ مِنَ الْجَمَاعَةِ ، وَمِنْهَا : قَوْلُهُ : رَوَى عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ وَرَوَى عَنْهُ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، وَإِنَّمَا يَرْوِي عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ ، وَيَرْوِي عَنْهُ ابْنُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سَوِيَّةَ كَمَا ذَكَرَ أَبُو حَاتِمٍ ، وَمُسْلِمٌ ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ ، وَأَمَّا الَّذِي يُرْوَى عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ وَيَرْوِي عَنْهُ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، فَهُوَ الَّذِي رَوَى لَهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَهُوَ أَبُو سَوِيَّةَ وَاسْمُهُ عُبَيْدُ بْنُ سَوِيَّةَ بْنِ أَبِي سَوِيَّةَ الْأَنْصَارِيُّ مَوْلَاهُمْ لَا سُهَيْلُ بْنُ خَلِيفَةَ وَهُوَ مِصْرِيٌّ لَا بَصْرِيٌّ ، ذَكَرَهُمَا أَبُو نَصْرِ بْنُ مَاكُولَا وَغَيْرُهُ وَسَيَأْتِي فِي مَوْضِعِهِ عَلَى الصَّوَابِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى .

وَمِنْهَا : أَنَّهُ أَعَادَهُ فِي الْكُنَى الْمُجَرَّدَةِ وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ صَوَابًا لَكِنَّهُ لَمْ يُنَبِّهْ عَلَى أَنَّهُ تَقَدَّمَ فِي الْأَسْمَاءِ فَأَوْهَمَ أَنَّهُمَا اثْنَانِ ، وَأَنَّ أَبَا دَاوُدَ قَدْ رَوَى لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا وَلَيْسَ كَذَلِكَ ، وَإِنَّمَا رَوَى أَبُو دَاوُدَ لِلَّذِي ذَكَرَهُ فِي الْكُنَى لَا لِهَذَا .

وَمِنْهَا : قَوْلُهُ : رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَإِنَّمَا يُرْوَى عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ كَمَا ذَكَرَهُ فِي الْكُنَى .

[ ص: 221 ] وَقَدْ وَهِمَ فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْمُتَقَدِّمِينَ أَيْضًا : مِنْهُمْ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ فَإِنَّهُ قَالَ فِيهِ : رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ ، وَعَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ ، وَذِكْرُهُ عَبْدَ السَّلَامِ بْنَ حَرْبٍ فِيمَنْ يَرْوِي عَنْهُ وَهْمٌ ، فَإِنَّهُ لَمْ يُدْرِكْهُ وَلَا أَحَدًا مِنْ أَهْلِ طَبَقَتِهِ ، وَالْأَشْبَهُ أَنَّهُ يَرْوِي عَنِ ابْنِهِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْهُ ، وَمِنْهُمْ : أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فَإِنَّهُ ذَكَرَهُ فِي الْكُنَى نَحْوًا مِمَّا ذَكَرَهُ أَبُو حَاتِمٍ ، ثُمَّ قَالَ : هُوَ جَدُّ الْعَلَاءِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سَوِيَّةَ ، وَالْعَلَاءُ بْنُ الْفَضْلِ مِنْقَرِيٌّ لَا فُقَيْمِيٌّ إِلَّا أَنْ يَكُونَ وَقَعَ فِي نَسَبِهِ اخْتِلَافٌ أَوْ يَكُونُ مِنْقَرِيَّ الْآبَاءِ ، فُقَيْمِيَّ الْأَخْوَالِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .