الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          2620 - (د س) : سهل بن محمد بن عثمان ، أبو حاتم السجستاني النحوي المقرئ البصري .

                                                                          [ ص: 202 ] روى عن : أبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري النحوي ، وعباد بن صهيب ، وعبد الله بن رجاء الغداني ، وأبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ ، وأبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي ، وعبد الملك بن قريب الأصمعي ، وعبيد بن عقيل الهلالي المقرئ ، وأبي جابر محمد بن عبد الملك المكي ، ومحمد بن عبد الله العتبي الأخباري ، وأبي عبيدة معمر بن المثنى ، والهذيل بن إبراهيم الجماني ، ووهب بن جرير بن حازم ، ويحيى بن إسحاق الحضرمي المقرئ .

                                                                          روى عنه : أبو داود قوله في " تفسير أسنان الإبل " ، والنسائي ، وإبراهيم بن حميد الكلابزي النحوي ، وإبراهيم بن أبي طالب النيسابوري ، وإبراهيم بن مهدي بن عبد الرحمن الأبلي ، وأحمد بن [ ص: 203 ] علي بن الجارود الجارودي الأصبهاني ، وأبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار ، وأبو روق أحمد بن محمد بن بكر الهزاني ، وأحمد بن محمد بن الجهم السمري ، وبكر بن أحمد بن الفرج الزهري ، وحرب بن إسماعيل الكرماني الحنظلي ، والحسن بن عليل العنزي ، والحسين بن تميم الأصبهاني نزيل الري ، وأبو عروبة الحسين بن محمد بن مودود الحراني ، وأبو بكر عبد الله بن أبي داود ، وعبد الرحمن بن خلاد والد القاضي أبي محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي ، وأبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي ، وأبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ، وأبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي اللغوي ، ومحمد بن الحسين بن مكرم ، ومحمد بن هارون الروياني ، ومحمد بن يحيى بن عيسى بن سليمان السلمي البصري ، وأبو العباس محمد بن يزيد المبرد ، ويحيى بن محمد بن صاعد ، وأبو بكر يموت بن المزرع بن يموت بن المزرع بن موسى بن حكيم العبدي الأخباري ابن أخت الجاحظ .

                                                                          قال أبو عبيد الآجري : سمعت أبا داود يقول : قال لي أبو طليق التمار : أخذ مني أبو حاتم كتاب شباب في الحروف ، قال أبو داود : كتاب شباب في الحروف لم يسمعه منه أبو حاتم والذي وضعه ليس بمسموع .

                                                                          وقال : سمعت أبا داود يقول : جئته أنا وإبراهيم - يعني [ ص: 204 ] الأصبهاني - في كتاب وهب بن جرير فأخرجه إلينا فإذا فيه : حدثنا وهب ، حدثنا جرير بن حازم ، هكذا كله ، فتركناه ولم نكتبه .

                                                                          وقال في موضع آخر : سمعت أبا داود يقول : كان أعلم الناس بالأصمعي أبو حاتم ، قال : وكان أبو داود لا يحدث عنه بشيء .

                                                                          قال أبو عبيد : وسألته عن حديث من حديثه فأبى أن يحدثني به .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " ، قال : وهو الذي صنف القراءات ، وكان فيه دعابة ، غير أني اعتبرت حديثه فرأيته مستقيم الحديث ، وإن كان فيه ما لا يتعرى عنه أهل الأدب .

                                                                          وقال أبو سعيد السيرافي : كان كثير الرواية عن أبي زيد ، وأبي عبيدة ، والأصمعي ، عالما باللغة والشعر .

                                                                          قال أبو العباس : وسمعته يقول : قرأت " كتاب " سيبويه على الأخفش مرتين ، وكان حسن العلم بالعروض وإخراج المعمى ، ويقول الشعر الجيد ، ويصيب المعنى ، ولم يكن بالحاذق في النحو .

                                                                          قال أبو العباس : ولو قدم بغداد لم يقم له منهم أحد ، وله كتاب في النحو .

                                                                          [ ص: 205 ] قال أبو العباس : وكان إذا التقى هو والمازني في دار عيسى بن جعفر الهاشمي تشاغل أو بادر خوفا من أن يسأله المازني عن النحو .

                                                                          وكان جماعة للكتب يتجر فيها ، وكان كثير تأليف الكتب في اللغة .

                                                                          قال أبو العباس : أتيت السجستاني وأنا حدث فرأيت منه بعض ما ينبغي أن تهجر حلقته له ، فتركته مدة ، ثم صرت إليه وعميت له بيتا لهارون الرشيد ، وكان يجيد استخراج المعمى ، فأجابني :


                                                                          أيا حسن الوجه قد جئتنا بداهية عجب في رجب     فعميت بيتا وأخفيته
                                                                          فلم يخف بل لاح مثل الشهب     فأظهر مكنونه الطيطوى
                                                                          وهتك عنه الحمام الحجب     فذلل ما كان مستصعبا
                                                                          لنا فتناولته من كثب     أيا من إذا ما دنونا له
                                                                          نأى وإذا ما نأينا اقترب     عذرناك إذ كنت مستحسنا
                                                                          وبيتك ذو الطير بيت عجب     سلام على النازح المغترب
                                                                          تحية صب به مكتئب

                                                                          ومن شعره أيضا أنشدناه أبو بكر بن السراج ، قال : أنشدنا أبو العباس لأبي حاتم :

                                                                          [ ص: 206 ]

                                                                          كبد الحسود تقطعي     قد بات من أهوى معي
                                                                          نفسي فداؤك يا عبيد     الله حل بك اعتصامي
                                                                          فارحم أخاك فإنه     نزر الكرى بادي السقام
                                                                          وأنله ما دون الحرام     فليس يقصد للحرام

                                                                          قال أبو سعيد : وعليه يعتمد في اللغة أبو بكر بن دريد وخبرني أنه مات سنة خمس وخمسين ومائتين ، إلى هنا عن أبي سعيد السيرافي .

                                                                          وقال غيره : مات سنة خمسين ، ويقال : آخر سنة خمس وخمسين ومائتين .

                                                                          أخبرنا أبو العز عبد العزيز بن الصيقل بمصر ، قال : أخبرنا أبو علي بن الخريف ببغداد ، قال : أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن فارس الشيرازي الوراق ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن علي الرشيقي ، قال : أخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي ، قال : حدثني بكر بن أحمد بن الفرج الزهري ، عن أبي حاتم سهل بن محمد [ ص: 207 ] السجستاني ، قال : ولي رجل من أهل الكوفة من بني هاشم أعمال البصرة فدخلت عليه مسلما ، فقال : من علماؤكم بالبصرة ؟ قلت : المازني من أعلمهم بالنحو ، والرياشي من أعلمهم بعلم الأصمعي ، والزيادي من أعلمهم بعلم أبي زيد ، وهلال الرأي من أعلمهم بالرأي ، وابن الشاذكوني من أرواهم للحديث ، وابن الكلبي من أكتبهم للشروط ، وأنا - أصلحك الله - أنسب إلى العلم بالقرآن ، فقال لكاتبه : اجمعهم عندي ، فجمعنا عنده ، فقال : أيكم أبو عثمان المازني ؟ قال : ها أنا ذا ، قال : ما تقول في كفارة الظهار ، أيجوز فيه عتق غلام أعور ؟ قال : وما علمي بهذا ، علمه عند هلال ، فالتفت إلى هلال ، فقال : يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم علام ما انتصب ؟ قال : وما علمي بهذا ، علمه عند الرياشي ، فالتفت إلى الرياشي ، فقال : كم حديثا روى ابن عون عن الحسن ؟ قال : وما علمي بهذا ، علمه عند ابن الشاذكوني ، فالتفت إلى ابن الشاذكوني ، فقال : ما العنجد في كلام العرب ؟ قال : وما علمي بهذا ، علمه عند ابن الزيادي ، فالتفت إلى الزيادي ، فقال : كيف تكتب وثيقة بين رجل وامرأة أرادت الخلع بترك صداقها ؟ قال : وما علمي بذا ، علمه عند ابن الكلبي ، فالتفت إلى ابن الكلبي ، فقال : ألا إنهم تثنوني صدورهم من قرابة ، قال : وما علمي بذا ، علمه عند ابن السجستاني ، فالتفت إلي فقال : كيف تكتب كتابا إلى أمير المؤمنين تذكر فيه خصاصة أهل البصرة وما نالهم من الضياع في نخلهم ؟ قلت : أصلحك الله لست صاحب بلاغة ولا أحسن إنشاء الكتب إلى السلطان ، فقال : ما مثلكم إلا مثل الحمار ، يسعى الرجل في الفن الواحد خمسين سنة ثم يزعم أنه عالم ، لكن عالمنا بالكوفة لو سئل عن هذا كله لأجاب ، قيل : إنه أراد الكسائي والله أعلم .

                                                                          [ ص: 208 ]

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية