الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          2691 - (ت ) : شبيب بن شيبة بن عبد الله بن عمرو بن الأهتم ، واسمه سنان بن سمي بن سنان بن خالد بن منقر التميمي المنقري الأهتمي ، أبو معمر البصري الخطيب ، ابن عم خالد بن صفوان بن عبد الله بن الأهتم ، وإنما قيل له : الأهتم لأنه ضرب بقوس على فيه فهتمت أسنانه .

                                                                          روى عن : الحسن البصري (ت) ، وابن عمه خالد بن صفوان بن الأهتم ، وأبيه شيبة بن عبد الله بن الأهتم ، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين ، وعطاء بن أبي رباح ، وعلي بن زيد بن [ ص: 363 ] جدعان ، ومحمد بن سيرين ، ومحمد بن المنكدر ، ومعاوية بن قرة المزني ، وهشام بن عروة .

                                                                          روى عنه : إسحاق بن زياد الشامي ، وبهلول بن حسان الأنباري ، وجبارة بن مغلس ، وأبو سفيان سعيد بن يحيى بن مهدي الحميري ، وأبو بدر شجاع بن الوليد بن قيس السكوني ، وعبد الله بن صالح العجلي ، وابناه : عبد الرحيم بن شبيب بن شيبة ، وعبد الصمد بن شبيب بن شيبة ، وعبد الملك بن قريب الأصمعي ، وعيسى بن يونس ، وأبو معاوية محمد بن حازم الضرير (ت) ، ومحمد بن سعيد بن أبان القرشي الأموي ، ومحمد بن عبد الله الخزاعي ، ومسلم بن إبراهيم ، ومعلى بن منصور الرازي ، وأبو سلمة منصور بن سلمة الخزاعي ، وأبو سلمة موسى بن إسماعيل وأبو النضر هاشم بن القاسم ، وهشام بن عبيد الله الرازي ، ووكيع بن الجراح ، ويحيى بن يحيى النيسابوري ، وأبو بلال الأشعري .

                                                                          قال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : ليس بثقة .

                                                                          وقال أبو زرعة ، وأبو حاتم : ليس بالقوي .

                                                                          وقال أبو داود : ليس بشيء .

                                                                          [ ص: 364 ] وقال النسائي : والدارقطني ، والبرقاني : ضعيف .

                                                                          وقال صالح بن محمد البغدادي : صالح الحديث .

                                                                          وقال زكريا بن يحيى الساجي : صدوق يهم .

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي ، عن محمد بن خلف بن المرزبان ، عن عبد الله بن محمد الكوفي ، عن عبد الله بن نصر الكوفي : قيل لعبد الله بن المبارك : نأخذ عن شبيب بن شيبة وهو يدخل على الأمراء ؟ فقال : خذوا عنه فإنه أشرف من أن يكذب .

                                                                          قال ابن عدي : وشبيب بن شيبة إنما قيل له : الخطيب ، لفصاحته ، وكان ينادم خلفاء بني أمية ، وله أحاديث غير ما ذكرت ، وحدثنا أحمد بن إسحاق بن بهلول قال : أخبرني أبي مناولة ، عن أبيه ، عن شبيب بن شيبة ، عن خالد بن صفوان بن الأهتم بأخبار صالحة من أخبار بني أمية ، وخالد بن صفوان هذا من فصحاء الناس وشبيب يحكيها عنه في دخوله على بني أمية وعظته إياهم ، وأرجو مع هذا أن شبيبا لا يتعمد الكذب ، بل لعله يهم في بعض الشيء .

                                                                          [ ص: 365 ] وقال الحافظ أبو بكر الخطيب ، فيما أخبرنا يوسف بن يعقوب الشيباني عن زيد بن الحسن الكندي ، عن عبد الرحمن بن محمد الشيباني ، عنه : كان له لسن وفصاحة ، وقدم بغداد في أيام المنصور واتصل به وبالمهدي من بعده ، وكان كريما عليهما أثيرا عندهما .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا الجوهري ، قال : أخبرنا محمد بن عمران بن موسى ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى المكي ، قال : حدثنا محمد بن القاسم بن خلاد ، عن موسى بن إبراهيم صاحب حماد بن سلمة ، قال : كان شبيب بن شيبة يصلي بنا في المسجد الشارع في مربعة أبي عبيد الله ، فصلى بنا يوما الصبح فقرأ بالسجدة ، وهل أتى على الإنسان ، فلما قضى الصلاة قام رجل فقال : لا جزاك الله عني خيرا فإني كنت غدوت لحاجة ، فلما أقيمت الصلاة دخلت أصلي فأطلت حتى فاتتني حاجتي ، قال : وما حاجتك ؟ قال : قدمت من الثغر في شيء من مصلحته ، وكنت وعدت البكور إلى دار الخليفة : لا ينجز ذلك ! قال : فأنا أركب معك ، فركب معه ودخل على المهدي فأخبره الخبر وقص عليه القصة ، قال : فيريد ماذا ؟ قال : قضاء حاجته ، فقضى حاجته وأمر له بثلاثين ألف درهم ، فدفعها إلى الرجل ودفع إليه شبيب أربعة آلاف درهم ، وقال له : لم تضرك السورتان .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا الأزهري ، قال : أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، [ ص: 366 ] قال : حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري ، قال : حدثنا أبو يعلى زكريا بن يحيى المنقري ، قال : حدثنا الأصمعي ، قال : كان شبيب بن شيبة رجلا شريفا يفزع إليه أهل البصرة في حوائجهم ، فكان يغدو في كل يوم ويركب ، فإذا أراد أن يغدو أكل من الطعام شيئا قد عرفه ، فنال منه ، ثم ركب ، فقيل له : إنك تباكر الغداء ، فقال : أجل أطفئ به فورة جوعي ، وأقطع به خلوف فمي ، وأبلغ به في قضاء حوائجي ، فإني وجدت خلاء الجوف وشهوة الطعام يقطعان الحكيم عن بلوغه في حاجته ويحمله ذلك على التقصير فيما به إليه الحاجة ، وإني رأيت النهم لا مروءة له ، ورأيت الجوع داء من الداء ، فخذ من الطعام ما يذهب عنك النهم ، وتداوي به من داء الجوع .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد المصري إملاء ، قال : حدثني عبد الرحمن بن حاتم المرادي ، قال : حدثنا سعيد بن عفير ، قال : كان شبيب بن شيبة يقول : اطلبوا العلم بالأدب فإنه دليل على المروءة ، وزيادة في العقل ، وصاحب في الغربة .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا التنوخي ، قال : حدثنا محمد بن العباس الخراز قال : حدثنا أبي ، العباس بن محمد ، قال سمعت أبا العباس المبرد يقول : قال شبيب بن شيبة : من سمع كلمة يكرهها فسكت انقطع عنه ما يكره ، وإن أجاب سمع أكثر مما يكره .

                                                                          [ ص: 367 ] وبه ، قال : أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، قال : حدثني أبي قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثني هارون بن سفيان المستملي قال : حدثني عبد الله بن صالح بن مسلم ، قال : حدثني شبيب بن شيبة ، قال : قال لي أبو جعفر - يعني المنصور - وكنت في سماره : يا شبيب عظني وأوجز ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، إن الله لم يرض من نفسه أن جعل فوقك أحدا من خلقه ، فلا ترض له من نفسك بأن يكون عبد أشكر منك ، قال : والله لقد أوجزت وقصرت ، قال : قلت : والله لئن كنت قصرت فما بلغت كنه النعمة فيك .

                                                                          وقال أبو بكر أحمد بن مروان الدينوري المالكي في كتاب " المجالسة " : حدثنا إبراهيم بن علي الأشناني ، قال : سمعت المازني يقول : لما مات شبيب بن شيبة أتاهم صالح المري للتعزية فقال : رحمة الله على أديب الملوك ، وجليس الفقراء ، وحياة المساكين ، قال المازني : وكان شبيب بن شيبة أبصر الناس بمعنى الكلام مع بلاغة حتى صار في كل موقف يبلغ بقليل الكلام ما لا يبلغه الخطباء بكثرة .

                                                                          روى له الترمذي حديثا واحدا ، وقد وقع لنا عاليا عنه .

                                                                          أخبرنا به أبو الحسن ابن البخاري ، وأبو إسحاق ابن الدرجي ، وإسماعيل بن العسقلاني ، قالوا : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني ، قال ابن البخاري : وأنبأنا أيضا أبو عبد الله محمد بن أبي زيد الكراني .

                                                                          قالا : أخبرنا محمود بن إسماعيل الصيرفي ، قال : أخبرنا [ ص: 368 ] أبو بكر بن شاذان الأعرج قال : أخبرنا أبو بكر بن فورك القباب ، قال : أخبرنا أبو بكر بن أبي عاصم ، قال : حدثنا أحمد بن منيع ، قال : حدثنا أبو معاوية ، قال : حدثنا شبيب بن شيبة ، عن الحسن ، عن عمران بن حصين ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي ، حصين : " أما إنك إن أسلمت علمتك كلمتين ينفعانك " فلما أسلم ، قال : يا رسول الله علمني الكلمتين ، قال : " قل : اللهم ألهمني رشدي ، وأعوذ بك من شر نفسي " .

                                                                          رواه عن أحمد بن منيع أتم من هذا ، فوافقناه فيه بعلو ، وقال : حسن غريب .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية