الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          2551 - (سي ق) : سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي ، أبو أيوب ، وقيل : أبو محمد ، المدني ، [ ص: 45 ] ويقال : البصري . أخو إسماعيل ، وداود ، وصالح ، وعبد الله ، وعبد الصمد ، وعيسى ، ومحمد ؛ بني علي . وعم أبي العباس السفاح ، وأبي جعفر المنصور . وأمه وأم أخيه صالح أم ولد فارسية اسمها لبنى ، وقيل : سعدى .

                                                                          روى عن : عكرمة مولى ابن عباس ، وأبيه علي بن عبد الله بن عباس (ق) ، وأبي بردة بن أبي موسى الأشعري (سي) .

                                                                          روى عنه : ابنه جعفر بن سليمان بن علي الهاشمي ، والحجاج بن الحارث الشقري ، والحكم بن عبدة ، وخالد بن يزيد بن خالد بن عبد الله القسري ، وخالد بن يزيد بن أبي مالك ، وزيد بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب (ق) ، وسلام بن أبي خبزة ، وصالح الناجي ، وعافية بن يزيد الأودي (سي) ، وابن أخيه عبد الملك . ويقال : عبد الله بن صالح بن علي ، وعبد الملك بن قريب الأصمعي ، والقاسم بن موسى ، والمحبر بن قحذم والد داود بن المحبر ، ومحمد بن راشد المكحولي ، وابنه محمد بن سليمان بن علي الهاشمي ، ومعمر بن خاقان الأهتمي ، والمغيرة بن جميل الكندي ، وابنته زينب بنت سليمان بن علي .

                                                                          ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " .

                                                                          [ ص: 46 ] وذكره أبو زرعة الدمشقي في كتاب " الإخوة والأخوات من أهل الشام " .

                                                                          وكان كريما جوادا ممدحا . قيل : إنه كان يعتق في كل موسم عشية عرفة مائة نسمة ، وبلغت صلاته في الموسم وقريش والأنصار وغيرهم خمسة آلاف ألف . وكان ولي الموسم في خلافة السفاح ، وولي البصرة وغيرها للمنصور .

                                                                          وقال سليمان بن أبي شيخ ، عن يحيى بن سعيد الأموي : أوصى علي بن عبد الله إلى ابنه سليمان ، وإن في ولد محمد من هو أسن من سليمان . قال يحيى : وكان سليمان من خيارهم . قال : وقال بعض البصريين : قال علي بن عبد الله : لا أدنس محمدا بالوصايا .

                                                                          وقال الأصمعي ، عن جعفر بن سليمان بن علي : خضب أبي لحيته بالسواد من كثرة الشيب وله عشرون سنة .

                                                                          وقال أبو القاسم : بلغني أن سليمان كان مقدما عند أبي العباس ، وأبي جعفر ، وولي البصرة وكور دجلة الأهواز والبحرين ، وكان كريما جوادا مر برجل يسأل قد تحمل عشر ديات فأمر له بها كلها ، وسمع وهو في سطح له نسوة كن يغزلن فقلن : ليت الأمير اطلع علينا فأغنانا ، فقام فجعل يدور في قصره فجمع حليا من ذهب وفضة وجوهر ، وصير ذلك في منديل ثم أمر فألقي إليهن فماتت إحداهن فرحا .

                                                                          قال محمد بن سعد في الطبقة الرابعة من أهل المدينة : توفي بالبصرة سنة اثنتين وأربعين ومائة وهو ابن تسع وخمسين سنة .

                                                                          [ ص: 47 ] وقال يعقوب بن سفيان ، ومحمد بن جرير الطبري : توفي ليلة السبت لسبع بقين من جمادى الآخرة سنة اثنتين وأربعين ومائة . وصلى عليه عبد الصمد بن علي .

                                                                          قال يعقوب : وقد شارف الستين .

                                                                          وقال الطبري : وهو ابن تسع وخمسين .

                                                                          وقيل : إنه بلغ ثلاثا وستين سنة .

                                                                          روى له النسائي في " اليوم والليلة " حديثا ، وابن ماجه آخر .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية