الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          2719 - (ق) : شرحبيل بن عبد الله بن المطاع بن قطن ، من [ ص: 426 ] الغوث بن مر الغوثي ، وقيل غير ذلك في نسبه ، وهو شرحبيل ابن حسنة أخو عبد الرحمن ابن حسنة ، كنيته أبو عبد الله ، ويقال : أبو عبد الرحمن ، ، ويقال : أبو واثلة ، حليف بني زهرة ، له صحبة .

                                                                          روى عن : النبي - صلى الله عليه وسلم - (ق) ، وعن عبادة بن الصامت .

                                                                          روى عنه : ابنه ربيعة بن شرحبيل ابن حسنة والد جعفر بن ربيعة ، وشرحبيل بن شفعة الشامي وعبد الرحمن بن غنم الأشعري ، وعمر بن عبد الرحمن ، وأبو عبد الله الأشعري (ق) .

                                                                          وحسنة التي ينسب إليها هو وأخوه ، قيل : إنها أمهما ، وقيل : بل تبنتهما فنسبا إليها ، وهي مولاة لمعمر بن حبيب بن وهب الجمحي ، وهي من أهل عدول التي تنسب إليها السفن العدولية وهي من ناحية البحرين ، وكان شرحبيل من مهاجرة الحبشة ، وهو أحد أمراء الأجناد الذين بعثهم أبو بكر الصديق لفتح الشام .

                                                                          قال أحمد بن عبد الله العجلي : شرحبيل ابن حسنة مضري ، وحسنة أمه لها صحبة .

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله بن البرقي : كانت من مهاجرة الحبشة وشرحبيل أيضا من مهاجرة الحبشة ، وهو شرحبيل بن عبد الله بن المطاع أحد الغوث بن مر أخي تميم بن مر ، ويقال : إنه من كندة ، وكان واليا على الشام لعمر بن الخطاب على ربع من أرباعها ، توفي بالشام سنة ثماني عشرة وهو ابن سبع وستين فيما يقال ، له حديثان .

                                                                          [ ص: 427 ] وقال شهر بن حوشب ، عن عبد الرحمن بن غنم ، عن حديث الحارث بن عميرة قال : طعن أبو عبيدة بن الجراح ، وشرحبيل ابن حسنة وأبو مالك الأشعري جميعا في يوم واحد .

                                                                          روى له ابن ماجه حديثا واحدا ، وقد وقع لنا عاليا عنه .

                                                                          أخبرنا به أحمد بن أبي الخير ، قال : أنبأنا أبو القاسم بن يونس ، قال : أخبرنا أبو طالب بن يوسف ، قال : أخبرنا الحسن بن علي الجوهري ، قال : أخبرنا أبو حفص بن الزيات ، قال : أخبرنا جعفر بن محمد الفريابي ، قال : حدثنا صفوان بن صالح ، قال : حدثنا الوليد بن مسلم ، قال : حدثنا شيبة بن الأحنف الأوزاعي ، قال : حدثنا أبو سلام الأسود ، قال : حدثنا أبو صالح الأشعري ، عن أبي عبد الله الأشعري ، قال : صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه ثم جلس في عصابة منهم ، فدخل رجل فقام يصلي فجعل لا يركع وينقر في سجوده والنبي - صلى الله عليه وسلم - ينظر إليه ، فقال : " أترون هذا ، لو مات على هذا لمات على غير ملة محمد - صلى الله عليه وسلم - ينقر صلاته كما ينقر الغراب الدم ، مثل الذي يصلي ولا يركع وينقر في سجوده كالجائع لا يأكل إلا تمرة أو تمرتين فما يغنيان عنه ، فأسبغوا الوضوء ، ويل للأعقاب من النار ، وأتموا الركوع والسجود " .

                                                                          قال أبو صالح الأشعري : فقلت لأبي عبد الله الأشعري : من حدثك هذا الحديث ؟ قال : أمراء الأجناد : خالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص ، ويزيد بن أبي سفيان ، وشرحبيل ابن حسنة كل هؤلاء سمعوا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

                                                                          [ ص: 428 ] روى منه : " أتموا الوضوء ، ويل للأعقاب من النار " عن العباس بن عثمان المعلم ، وعثمان بن إسماعيل الهذلي ، عن الوليد بن مسلم ! فوقع لنا بدلا عاليا .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية