الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 5 ] 2531 - (ع) : سليمان بن طرخان التيمي أبو المعتمر البصري ولم يكن من بني تيم وإنما نزل فيهم .

                                                                          [ ص: 6 ] روى عن : أسلم العجلي (د ت س) وأنس بن مالك (ع) وبركة أبي الوليد (ق) وبكر بن عبد الله المزني (خ م د ت س) وثابت البناني (م س) ، والحسن البصري (م) وأبي علي حسين بن قيس الرحبي (ت ق) والحضرمي بن لاحق (خد) وخالد الأثبج (م) ، وخداش العبدي (ت) ، والربيع بن أنس (قد) ، ورقبة بن مصقلة (م د ت س فق) وسعيد بن أبي الحسن البصري (د) ، وسعيد القيسي (بخ) ، وسليمان الأعمش (ت) - وهو من أقرانه - والسميط السدوسي (م س) ، وأبي حاجب سوادة بن عاصم العنزي (س) ، وأبي المنهال سيار بن سلامة (م س ق) ، وسيار الشامي (ت) وأبي السليل ضريب بن نقير (م س) ، وطاوس بن كيسان (م ت س) وطلق بن حبيب (س) وعبد الرحمن بن آدم (م) ، صاحب السقاية ، وغنيم بن قيس (م) ، وقتادة بن دعامة (خ م د س ق) ، وقيس بن هبار (س) وقيل : ابن همام ، ومعبد بن هلال (م) ، ونعيم بن أبي هند (م س) ، وأبي مجلز لاحق بن حميد (خ م س) ، ويحيى بن يعمر (م) ، ويزيد بن عبد الله بن الشخير (م مد ت س) ، وأبي إسحاق السبيعي (ت س) ، وأبي بكر بن أنس بن مالك (م) ، وأبي تميمة الهجيمي (خ س) ، وأبي عثمان النهدي (ع) ، وأبي عثمان (د س ق) وليس بالنهدي ، وأبي عمرو (س) ، وأبي عمران الجوني (م) ، وأبي نضرة العبدي (م ت س فق) ، وأسماء بنت يزيد القيسية البصرية (س) ، ورميثة (ق) .

                                                                          [ ص: 7 ] روى عنه : إبراهيم بن سعد (ت) ، وأسباط بن محمد (ت) ، وإسماعيل ابن علية (خ م) ، وجرير بن عبد الحميد (م س) ، وحفص بن غياث (م) ، وحماد بن سلمة (م س) ، وحيان (فق) ، وخالد بن عبد الله (س) ، وزائدة بن قدامة (خ) ، وزهير بن معاوية (خ د) ، والسري بن يحيى ، وسعير بن الخمس (ت سي) ، وسفيان الثوري (خ م د س) ، وسفيان بن حبيب (س) ، وسفيان بن عيينة (م ت) ، وسليم بن أخضر (م س) ، وسيف بن هارون (ت ق) ، وشعبة بن الحجاج (خ م) ، وأبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل ، وأبو زبيد عبثر بن القاسم (م س) ، وعبد الله بن المبارك (خ م س ق) ، وعبد الوارث بن سعيد (س ق) ، وعلي بن عاصم الواسطي (فق) ، وعمران القطان ، وعيسى بن يونس (م س) ، وأبو همام محمد بن الزبرقان الأهوازي (د) ، ومحمد بن عبد الله الأنصاري (عخ) ، ومحمد بن أبي عدي (خ م س) ، ومحمد بن فضيل ، ومروان بن معاوية الفزاري (م) ، ومعاذ بن معاذ العنبري (خ م) ، وابنه معتمر بن سليمان (ع) ، وهشيم بن بشير (م) ، وهوذة بن خليفة ، ويحيى بن سعيد القطان (خ م س) ، ويزيد بن زريع (خ م ت س) ، ويزيد بن سفيان بن عبيد الله بن رواحة البصري ، ويزيد بن هارون (م ت س ق) ، ويوسف بن يعقوب الضبعي (خ س) ، وأبو إسحاق الشيباني - وهو من أقرانه - ، وأبو بكر بن عياش ، وأبو خالد الأحمر (م) ، وأبو زيد الأنصاري النحوي ، وأبو شهاب الحناط ، وأبو مودود البصري (ت) .

                                                                          [ ص: 8 ] قال البخاري ، عن علي ابن المديني : له نحو مائتي حديث. وقال الربيع بن يحيى ، عن شعبة : ما رأيت أحدا أصدق من سليمان التيمي ، كان إذا حدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - تغير لونه .

                                                                          وقال أبو بحر البكراوي ، عن شعبة : شك ابن عون ، وسليمان التيمي يقين .

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : ثقة ، وهو في أبي عثمان أحب إلي من عاصم الأحول .

                                                                          وقال إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين ، والنسائي : ثقة .

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله العجلي : تابعي ثقة ، وكان من خيار أهل البصرة .

                                                                          وقال محمد بن سعد : كان ثقة ، كثير الحديث ، وكان من العباد المجتهدين ، وكان يصلي الليل كله بوضوء عشاء الآخرة ، وكان هو وابنه يدوران بالليل في المساجد فيصليان في هذا المسجد مرة وفي هذا [ ص: 9 ] المسجد مرة حتى يصبحا ، وكان سليمان مائلا إلى علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - .

                                                                          وقال نوفل بن مطهر ، عن ابن المبارك ، عن سفيان الثوري : حفاظ البصريين ثلاثة : سليمان التيمي ، وعاصم الأحول ، وداود بن أبي هند ، وكان عاصم أحفظهم .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن الحكم بن بشير بن سلمان : أخرج إلي النعمان بن منصور الرازي كتابه ، فقال : سألت ابن علية عن حفاظ البصرة، فذكر منهم سليمان التيمي .

                                                                          وقال علي ابن المديني ، عن يحيى بن سعيد : كان التيمي عندنا من أهل الحديث .

                                                                          وقال في موضع آخر : سمعت يحيى - وذكرنا التيمي - فقال : ما جلست إلى رجل أخوف لله منه .

                                                                          وقال في موضع آخر : سمعت يحيى يقول : قال التيمي : ذهبوا بصحيفة جابر إلى الحسن فرواها أو قال فأخذها ، وذهبوا بها إلى قتادة فأخذها ، وأتوني بها فلم أردها قال علي : قلت ليحيى : سمعت هذا من [ ص: 10 ] التيمي ، فقال برأسه : أي نعم .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سئل أبي : سليمان التيمي أحب إليك في أبي عثمان ، أو عاصم ؟ قال : سليمان أحب إلي . قال : وقال أبي : لا يبلغ التيمي منزلة أيوب . ويونس ، وابن عون هم أكبر منه .

                                                                          وقال محمد بن عبد الأعلى : قال لي المعتمر بن سليمان : لولا أنك من أهلي ما حدثتك بذا عن أبي ، مكث أبي أربعين سنة يصوم يوما ويفطر يوما ، ويصلي صلاة الفجر بوضوء عشاء الآخرة .

                                                                          وقال جرير بن عبد الحميد ، عن رقبة بن مصقلة : رأيت رب العزة في المنام ، فقال : لأكرمن مثوى سليمان التيمي ؛ صلى لي الفجر بوضوء عشاء الآخرة أربعين سنة .

                                                                          وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي ، عن معاذ بن معاذ : كنت إذا رأيت التيمي كأنه غلام حدث قد أخذ في العبادة . قال : وكانوا يرون أنه أخذ عبادته عن أبي عثمان النهدي .

                                                                          [ ص: 11 ] وقال مثنى بن معاذ بن معاذ ، عن أبيه : ما كنت أشبه عبادة سليمان التيمي إلا بعبادة الشاب أول ما يدخل في تلك الشدة والحدة .

                                                                          وقال الوليد بن صالح ، عن حماد بن سلمة : ما أتينا سليمان التيمي في ساعة يطاع الله فيها إلا وجدناه مطيعا ، وكنا نرى أنه لا يحسن يعصي الله .

                                                                          وقال محمد بن علي الوراق ، عن أحمد بن حنبل : كان يحيى بن سعيد يثني على التيمي إذا ذكره ، وكان يقدمه على عاصم الأحول .

                                                                          قال أحمد : وكان عند يحيى عن التيمي عن أنس أربعة عشر حديثا ، ولم يكن يذكر أخباره - يعني عن التيمي - في حديث أنس ، قال : ورأى أن أصل التيمي كان قد ضاع .

                                                                          وقال علي ابن المديني : سمعت يحيى يقول : كان التيمي يحدث الشريف والوضيع خمسة خمسة . قال علي : قلت ليحيى : كان يدعكم تكتبون ؟ قال : لا ، إن رد عليه إنسان حسبه عليه ، قال يحيى : وكنت أرد عليه ويحسب علي .

                                                                          وقال غسان بن المفضل ، عن خالد بن الحارث : قال سليمان التيمي : لو أخذت برخصة كل عالم أو زلة كل عالم اجتمع فيك الشر كله .

                                                                          وقال غسان أيضا ، عن إبراهيم بن إسماعيل : استعار سليمان التيمي من رجل فروة فلبسها ثم ردها . قال الرجل : فما زلت أجد فيها ريح المسك .

                                                                          [ ص: 12 ] وقال أيضا ، عن إبراهيم بن إسماعيل : كان بين سليمان التيمي وبين رجل تنازع ، فتناول الرجل سليمان فغمز بطنه فجفت يد الرجل .

                                                                          وقال سوار بن عبد الله القاضي ، عن معتمر بن سليمان : قال لي أبي عند موته : يا معتمر ، حدثني بالرخص لعلي ألقى الله وأنا حسن الظن به .

                                                                          وقال الأصمعي : كنت أمشي مع المعتمر بن سليمان ، فقال لي : مكانك . ثم قال : قال أبي : إذا كتبت فلا تكتب التيمي، ولا تكتب المري ؛ فإن أبي كان مكاتبا لبجير بن حمران ، وإن أمي كانت مولاة لبني سليم ، فإن كان أدى الكتابة فالولاء لبني مرة وهو : مرة بن عباد بن ضبيعة بن قيس، فاكتب القيسي ، فإن لم يكن أدى الكتابة ، فالولاء لبني سليم، وهم : من قيس عيلان فاكتب القيسي .

                                                                          قال محمد بن سعد : توفي بالبصرة في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين ومائة .

                                                                          وذكر أبو داود ، عن معتمر بن سليمان أنه مات وهو ابن سبع وتسعين .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية