الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          2564 - (م د س) : سليمان بن مسهر الفزاري الكوفي .

                                                                          روى عن : خرشة بن الحر الفزاري (م د س) .

                                                                          [ ص: 64 ] روى عنه : إبراهيم النخعي - وهو من أقرانه - وسليمان الأعمش (م د س) .

                                                                          قال النسائي : ثقة .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " .

                                                                          روى له مسلم ، وأبو داود ، والنسائي .

                                                                          أخبرنا أحمد بن أبي الخير ، قال : أخبرنا أبو الحسن الجمال إذنا ، قال : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي ، قال : حدثنا قتيبة بن سعيد .

                                                                          (ح) قال أبو نعيم : وحدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : حدثنا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق ، قال : حدثنا يوسف القطان .

                                                                          (ح) قال : وحدثنا أبو عمرو بن حمدان ، قال : حدثنا الحسن بن سفيان ، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم .

                                                                          قالوا : حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن سليمان بن مسهر ، عن خرشة بن الحر ، قال : كنت جالسا في حلقة في مسجد المدينة فجاء شيخ حسن الهيئة وهو عبد الله بن سلام فجعل يحدثهم حديثا حسنا ، فقال القوم : من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى [ ص: 65 ] هذا القائم . فقام خلف سارية فصلى ركعتين ، فقلت له : قال بعض القوم : إنك من أهل الجنة . قال : الجنة لله يدخلها من يشاء ، وإني رأيت على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - رؤيا كأن رجلا أتاني فقال : انطلق ، فانطلقت معه فسلك بي في منهج عظيم فعرضت لي طريق عن يساري ، فأردت أن أسلكها ، فقال : إنك لست من أهلها ، ثم عرضت لي طريق عن يميني فسلكتها حتى انتهيت إلى جبل زلق فأخذ بيدي فزجل بي ، فإذا أنا على شيء فلم أتقار ولم أتماسك ، فإذا عمود من حديد ، وإذا حلقة من ذهب فأخذ بيدي فزجل بي فأخذت بالعروة ، فقال : استمسك . قلت : نعم ، فضرب العمود برجله فاستمسكت بالعروة . فقصصتها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : رأيت خيرا ، أما المنهج العظيم فالمحشر ، وأما الطريق الذي رأيت عن يسارك فطريق أهل النار ولست من أهلها ، وأما الطريق التي عرضت عن يمينك ، فطريق أهل الجنة ، وأما الجبل الزلق فمنزل الشهداء ، وأما العروة التي استمسكت بها فعروة الإسلام ، فاستمسك بها حتى تموت ، وأنا أرجو أن أكون من أهل الجنة .

                                                                          لفظ يوسف القطان ، ولفظ إسحاق أتم منه وأحسن .

                                                                          رواه مسلم عن قتيبة ، وإسحاق . فوافقناه فيهما بعلو .

                                                                          وأخبرنا أبو الفرج بن قدامة ، وأبو الغنائم بن علان ، وأحمد بن شيبان ، قالوا : أخبرنا حنبل بن عبد الله ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، قال : أخبرنا أبو علي بن المذهب ، قال : أخبرنا أحمد بن [ ص: 66 ] جعفر ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة عن سليمان - يعني الأعمش - قال : سمعت سليمان بن مسهر ، عن خرشة بن الحر ، عن أبي ذر ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ، ولا ينظر إليهم ، ولا يزكيهم ، ولهم عذاب أليم : المنان بما أعطى ، والمسبل إزاره ، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب " .

                                                                          رواه مسلم ، والنسائي عن بشر بن خالد ، عن محمد بن جعفر . فوقع لنا بدلا عاليا .

                                                                          وأخرجاه ، وأبو داود أيضا من حديث يحيى بن سعيد ، عن سفيان ، عن الأعمش . فوقع لنا عاليا . وهذا جميع ماله عندهم .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية