الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 92 ] 2571 - (مق 4) : سليمان بن موسى القرشي الأموي ، [ ص: 93 ] أبو أيوب ، ويقال : أبو الربيع ، ويقال : أبو هشام ، الدمشقي الأشدق ، مولى آل أبي سفيان بن حرب ، فقيه أهل الشام في زمانه .

                                                                          روى عن : جابر بن عبد الله (د س ق) مرسلا ، وأبي أمامة صدي بن عجلان ، وطاوس بن كيسان (مق د) ، وعبد الله بن أبي زكريا ، وعبد الرحمن بن أبي حسين ، وعبيد بن جريج ، وعجلان بن سهيل الباهلي ، وعطاء بن أبي رباح (س) ، وعمرو بن شعيب (4) ، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، وكثير بن مرة (سي) ، وكريب مولى ابن عباس (ق) ، ومالك بن يخامر السكسكي (ت س ق) مرسل ، ومحمد بن أبي سفيان (س) - إن كان محفوظا - ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري (د ت ق) ، ومكحول الشامي (ت س ق) ، ونافع بن جبير بن مطعم ، ونافع مولى ابن عمر (4) ، ونصير مولى معاوية (مد) ، وواثلة بن الأسقع (ق) ، ووقاص بن ربيعة ، وأبي الأشعث الصنعاني ، وأبي الزبير المكي ، وأبي سيارة المتعي (ق) مرسل .

                                                                          روى عنه : أسامة بن زيد الليثي ، وبرد بن سنان (مد س) ، وتمام بن نجيح ، وثور بن يزيد (د) ، وأبو معيد حفص بن غيلان (س ق) ، ورجاء بن أبي سلمة (ق) ، وزيد بن واقد (سي) ، وسعيد بن عبد العزيز (مق د س ق) ، وسليمان بن سليم ، وأبو كامل صفوان بن رستم ، والضحاك المعافري (ق) ، وعبد الله بن لهيعة ، وعبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة (ت س ق) ، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، وعبد الملك بن جريج (4) ، [ ص: 94 ] وأبو وهب عبيد الله بن عبيد الكلاعي ، وعتبة بن أبي حكيم الهمداني ، وعثمان بن مسلم ، والعلاء بن الحارث ، ومحمد بن راشد المكحولي (ع) ، ومحمد بن سعيد الشامي المصلوب ، ومحمد بن الوليد الزبيدي ، ومسرة بن معبد (مد) ، والمطعم بن المقدام ، ومعاوية بن صالح الحمصي ، ومعاوية بن يحيى الصدفي (ق) ، والنعمان بن المنذر ، وهشام بن الغاز ، وهمام بن يحيى .

                                                                          قال سعيد بن عبد العزيز : كان سليمان بن موسى أعلم أهل الشام بعد مكحول .

                                                                          وقال سعيد أيضا : لو قيل لي : من أفضل الناس ؟ لأخذت بيد سليمان بن موسى .

                                                                          وقال أيضا : كان عطاء بن أبي رباح إذا جاء سليمان بن موسى يقول : كفوا عن المسألة ، فقد جاءكم من يكفيكم المسألة .

                                                                          وقال أبو مسهر : قال لي سعيد بن عبد العزيز : ما رأيت أحسن مسألة منك بعد سليمان بن موسى . قال سعيد : وقال سليمان بن موسى : حسن المسألة نصف العلم .

                                                                          وقال سفيان بن عيينة : لا نعلم مكحولا خلف بالشام مثل يزيد بن يزيد إلا ما ذكره ابن جريج من سليمان بن موسى .

                                                                          وقال المطعم بن المقدام : سمعت عطاء بن أبي رباح يقول : سيد [ ص: 95 ] شباب أهل الحجاز عبد الملك بن جريج ، وسيد شباب أهل العراق الحجاج بن أرطاة ، وسيد شباب أهل الشام سليمان بن موسى .

                                                                          وقال شعيب بن أبي حمزة : قال لي الزهري : إن مكحولا يأتينا ، وسليمان بن موسى ، وايم الله ، إن سليمان بن موسى لأحفظ الرجلين .

                                                                          وقال مروان بن محمد : سمعت ابن لهيعة وذكر سليمان بن موسى ، فقال : ما لقيت مثله . قال مروان : فقلت له : يا أبا عبد الله ولا الأعرج ، ولا أبو يونس وقد سمعا من أبي هريرة ؟ قال : ولا الأعرج ولا أبو يونس ، ما رأيت مثل سليمان بن موسى .

                                                                          وقال زيد بن واقد : عاش سليمان بن موسى بعد مكحول سنتين ، وكنا نجلس إليه بعد مكحول ، وكان يأخذ كل يوم في باب من العلم فلا يقطعه حتى يفرغ منه ، ثم يأخذ في باب غيره . قال : فقلت له يوما : يا أبا الربيع جزاك الله عنا خيرا فإنك تحدثنا بما نريد وما لا نعقله ، وفي رواية : بما نعلم وبما لا نعلم . قال زيد بن واقد : ولو قد بقي لنا سليمان بن موسى كفانا الناس .

                                                                          وقال أبو مسهر : كان أعلى أصحاب مكحول سليمان بن موسى ومعه يزيد بن يزيد بن جابر .

                                                                          وقال عثمان بن سعيد الدارمي ، عن دحيم : وسليمان بن موسى ثقة .

                                                                          [ ص: 96 ] وقال غيره ، عن دحيم : أوثق أصحاب مكحول سليمان بن موسى .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة : سئل يحيى بن معين عن سليمان بن موسى عن مالك بن يخامر ، فقال : مرسل . قال : وسئل يحيى عن سليمان بن موسى عن جابر ، فقال : مرسل .

                                                                          وقال الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي ، عن أبيه : قال أبو مسهر : لم يدرك سليمان بن موسى كثير بن مرة ، ولا عبد الرحمن بن غنم . قال أبي : ولم يلق سليمان بن موسى أبا سيارة ، والحديث مرسل ، وأبو سيارة مدني ، حدثني الواقدي ، قال : أخبرنا هشام بن سعد ، قال : حدثني أبو سيارة قال : كتب عمر بن عبد العزيز في خلافته إلى أبي بكر بن عمرو بن حزم : إنه من قبلك الذين ينقلون العرة إذا صليت الظهر أن لا يعالجوا منها شيئا حتى يمسوا .

                                                                          وقال عثمان بن سعيد الدارمي : قلت ليحيى بن معين : سليمان بن موسى ما حاله في الزهري ؟ فقال : ثقة .

                                                                          وقال أبو حاتم : محله الصدق ، وفي حديثه بعض الاضطراب ، ولا أعلم أحدا من أصحاب مكحول أفقه منه ولا أثبت منه .

                                                                          وقال أيضا : أختار من أهل الشام بعد الزهري ، ومكحول [ ص: 97 ] للفقه سليمان بن موسى .

                                                                          وقال البخاري : عنده مناكير .

                                                                          وقال النسائي : أحد الفقهاء ، وليس بالقوي في الحديث .

                                                                          وقال في موضع آخر : في حديثه شيء .

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي : وسليمان بن موسى فقيه راو . حدث عنه الثقات من الناس ، وهو أحد علماء أهل الشام ، وقد روى أحاديث ينفرد بها يرويها ، لا يرويها غيره ، وهو عندي ثبت صدوق .

                                                                          قال دحيم : مات سنة خمس عشرة ومائة .

                                                                          وقال أبو عبيد القاسم بن سلام ، وخليفة بن خياط ، ومحمد بن سعد ، والبخاري ، وغير واحد : مات سنة تسع عشرة ومائة .

                                                                          [ ص: 98 ] روى له مسلم في " مقدمة " كتابه ، والأربعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية