الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          2781 - (بخ م 4) : شهر بن حوشب الأشعري ، أبو سعيد ، [ ص: 579 ] ويقال : أبو عبد الله ، ويقال : أبو عبد الرحمن ، ويقال : أبو الجعد ، والشامي الحمصي ، ويقال : الدمشقي ، مولى أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية .

                                                                          روى عن : بلال المؤذن (س) ، وتميم الداري (ق) ، وثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (س) ، وجابر بن عبد الله الأنصاري (س ق) ، وجرير بن عبد الله البجلي (ت) ، وجندب بن عبد الله البجلي ، وأبي سعيد سعد بن مالك الخدري (ت س ق) ، وسلمان الفارسي (ق) ، وشمعون أبي ريحانة ، وأبي أمامة صدي بن عجلان الباهلي (د ت سي ق) ، وعبد الله بن عباس (بخ ت س) وقرأ عليه القرآن ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب (بخ) ، وعبد الله بن عمرو بن العاص (د) ، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري (4) ، وعبد الملك بن عمير (م) - وهو من أقرانه - وعمرو بن عبسة السلمي (ق) ، وعنبسة بن أبي سفيان ، وأبي إدريس الخولاني ، وأبي ذر الغفاري (ق) ، وأبي ظبية الكلاعي (د سي ق) ، وأبي عبيد مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - (تم) ، وأبي مالك الأشعري (ق) ، [ ص: 580 ] وأبي هريرة (4) ، ومولاته أم سلمة أسماء بنت يزيد بن السكن (بخ 4) ، وعائشة أم المؤمنين (بخ) ، وأم حبيبة بنت أبي سفيان زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - (س) ، وأم الدرداء الصغرى (بخ ت ق) ، وأم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - (د ت) ، وأم شريك الأنصارية (ق) .

                                                                          روى عنه : أبان بن صالح ، وأبان بن صمعة ، وإبراهيم بن حنان الأزدي ، وإبراهيم بن عبد الرحمن الشيباني ، وأشعث بن عبد الله بن جابر الحداني (د ت ق) ، وبديل بن ميسرة العقيلي (د ت س) ، وبريد بن أبي مريم السلولي ، وثابت البناني (د ت) ، وثعلبة بن مسلم الخثعمي ، وجعفر بن أبي وحشية (س ق) ، وحبيب بن أبي ثابت ، وحجاج الأسود ، وأبو معمر حفص بن أبي حفص التميمي ، والحكم بن أبان العدني ، والحكم بن عتيبة (د) ، وحماد بن جعفر البصري (ق) ، وخالد الأثبج ، وخالد الحذاء (س) ، وداود بن أبي هند (ت) ، وراشد أبو محمد الحماني (بخ ق) ، وزبيد اليامي (ت) ، وزيد بن أبي أنيسة (ت ) - إن كان محفوظا - وزيد العمي ، وسعيد بن عطية الليثي (ت) ، وسماك بن حرب ، وأبو ربيعة سنان بن ربيعة الباهلي (د ت ق) ، وأبو المنهال سيار بن سلامة ، وسيار أبو الحكم ، وشبيل بن عزرة الضبعي ، وشمر بن عطية (ت سي) ، وعاصم بن بهدلة (د سي ق) ، وعامر بن عبد الواحد الأحول (ت) ، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين (د ت سي ق) ، وعبد الله بن عثمان بن خثيم (بخ ت ق) ، وعبد الجليل بن عطية (بخ س) ، وعبد الحكم بن ذكوان السدوسي (ق) ، وعبد الحميد بن بهرام (بخ ت ق) ، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، وعبد العزيز بن صهيب البصري ، وعبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة بن صهيب ، وعبيد الله بن [ ص: 581 ] أبي زياد القداح (د ت ق) ، وعبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب (بخ) ، وعثمان بن نويرة ، وعطاء بن أبي رباح (س) ، - وهو من أقرانه - ، وعقبة بن عبد الله الرفاعي ، وعلي بن زيد بن جدعان ، وعوف الأعرابي (ت) ، وغيلان بن جرير ، والقاسم بن مسلم اليشكري ، وقتادة (4) ، وليث بن أبي سليم (ت ق) ، ومحمد بن ذكوان (ق) ، ومحمد بن زيد العبدي (ت ق) ، ومحمد بن شبيب الزهراني (م س) ، ومستقيم بن عبد الملك ، ومطر الوراق (س ق) ، ومعاوية بن قرة المزني - وهو من أقرانه - ، ومقاتل بن حيان (ت) ، وموسى بن المسيب الثقفي (ق) ، وميمون بن سيان البصري ، وهشام بن عروة ، وهلال بن أبي زينب (ق) ، وأبو التياح يزيد بن حميد الضبعي ، ويزيد بن عبد الله الشيباني (ت ق) ، وأبو بكر الهذلي (ق) ، وأبو حريز قاضي سجستان ، وأبو كعب صاحب الحرير (ت) ، وأبو الورد بن ثمامة بن حزن القشيري .

                                                                          قال شبابة بن سوار ، عن شعبة : ولقد لقيت شهرا فلم أعتد به ،

                                                                          وقال علي ابن المديني : حدث ابن عون حديث هلال بن أبي زينب (ق) عن شهر ، عن أبي هريرة ذكر الشهداء عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فساره شعبة فلم يذكره ابن عون .

                                                                          وقال عمرو بن علي : كان يحيى لا يحدث عن شهر بن حوشب وكان عبد الرحمن يحدث عنه

                                                                          ، قال : وسمعت معاذ بن معاذ يقول : [ ص: 582 ] سألت ابن عون عن حديث هلال بن أبي زينب عن شهر ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لا يجف دم الشهيد حتى تبتدره زوجتاه من الحور العين " ، فقال : ما نصنع بشهر ، إن شعبة نزك شهرا .

                                                                          وقال النضر بن شميل ، عن ابن عون : إن شهرا نزكوه ، قال النضر : نزكوه ، أي طعنوا فيه .

                                                                          وقال يحيى بن أبي بكير الكرماني : عن أبيه : كان شهر بن حوشب على بيت المال فأخذ خريطة فيها دراهم فقال القائل :


                                                                          لقد باع شهر دينه بخريطة فمن يأمن القراء بعدك يا شهر

                                                                          وقال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري : قال علي بن محمد : قال أبو بكر الباهلي : كان شهر بن حوشب على خزائن يزيد بن المهلب ، فرفعوا عليه أنه أخذ خريطة ، فسأله يزيد عنها ، فأتاه بها ، فدعا يزيد الذي رفع عليه فشتمه ، وقال لشهر : هي لك ، قال : لا حاجة لي فيها ، فقال القطامي الكلبي ، ويقال : سنان بن مكبل النميري :

                                                                          [ ص: 583 ]

                                                                          لقد باع شهر دينه بخريطة     فمن يأمن القراء بعدك يا شهر
                                                                          أخذت بها شيئا طفيفا وبعته     من ابن جرير إن هذا هو الغدر

                                                                          وقال مرة النخعي :

                                                                          يا ابن المهلب ما أردت إلى امرئ     لولاك كان كصالح القراء



                                                                          وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : أحاديثه لا تشبه حديث الناس : عمرو بن خارجة : كنت آخذا بزمام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم . أسماء بنت يزيد : كنت آخذة بزمام ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، كأنه مولع بزمام ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وحديثه دال عليه فلا ينبغي أن يغتر به وبروايته .

                                                                          وقال موسى بن هارون : ضعيف .

                                                                          وقال النسائي : ليس بالقوي .

                                                                          وقال يعقوب بن شيبة : سمعت علي ابن المديني ، وقيل له : ترضى حديث شهر بن حوشب ؟ فقال : أنا أحدث عنه ، قال : وكان عبد الرحمن بن مهدي يحدث عنه ، قال : وأنا لا أدع حديث الرجل إلا أن يجتمعا عليه يحيى وعبد الرحمن - يعني على تركه - قال : وسمعت علي ابن المديني يقول : كان يحيى بن سعيد لا يحدث عن شهر .

                                                                          [ ص: 584 ] وقال حرب بن إسماعيل الكرماني ، عن أحمد بن حنبل : ما أحسن حديثه ، ووثقه ، وهو شامي من أهل حمص ، وأظنه قال : هو كندي ، وروى عن أسماء بنت يزيد أحاديث حسانا .

                                                                          وقال أبو طالب ، عن أحمد بن حنبل : عبد الحميد بن بهرام أحاديثه مقاربة هي أحاديث شهر كان يحفظها كأنه يقرأ سورة من القرآن ، وإنما هي سبعون حديثا ، وهي طوال فيها حروف ينبغي أن تضبط ولكن يقطعونها .

                                                                          وقال حنبل بن إسحاق ، عن أحمد بن حنبل : ليس به بأس .

                                                                          وقال عثمان بن سعيد الدارمي : بلغني أن أحمد بن حنبل كان يثني على شهر بن حوشب .

                                                                          وقال الترمذي : قال أحمد بن حنبل : لا بأس بحديث عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب .

                                                                          وقال الترمذي أيضا ، عن البخاري : شهر حسن الحديث ، وقوى أمره ، وقال : إنما تكلم فيه ابن عون ، ثم روى عن هلال بن أبي زينب عنه .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة ، ومعاوية بن صالح عن يحيى بن معين : ثقة .

                                                                          [ ص: 585 ] وقال عبد الله بن شعيب الصابوني ، وعباس الدوري ، والمفضل بن غسان الغلابي عن يحيى بن معين : ثبت .

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله العجلي : شامي ، تابعي ، ثقة .

                                                                          وقال يعقوب بن شيبة : ثقة ، على أن بعضهم قد طعن فيه .

                                                                          وقال يعقوب بن سفيان : وشهر وإن قال ابن عون : إن شهرا نزكوه ، فهو ثقة .

                                                                          وقال الحسين بن إدريس الهروي : أخبرنا محمد بن عبد الله بن عمار وسألته عن شهر بن حوشب ، فقال : روى عنه الناس وما أعلم أحدا قال فيه غير شعبة ، قلت : يكون حديثه حجة ؟ قال : لا .

                                                                          وقال أبو زرعة : لا بأس به ، ولم يلق عمرو بن عبسة .

                                                                          وقال أبو حاتم : شهر أحب إلي من أبي هارون وبشر بن حرب وليس بدون أبي الزبير ، ولا يحتج به .

                                                                          وقال صالح بن محمد البغدادي : شهر بن حوشب شامي قدم العراق على الحجاج بن يوسف ، روى عنه الناس من أهل البصرة وأهل الكوفة وأهل الشام ، ولم يوقف منه على كذب ، وكان رجلا يتنسك إلا أنه روى أحاديث يتفرد بها لم يشركه فيها أحد مثل حديث ثابت البناني عن [ ص: 586 ] شهر بن حوشب عن أم سلمة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ (إنه عمل غير صالح) وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا ولا يبالي) وروى عنه الحكم بن عتيبة ، عن أم سلمة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن كل مسكر ومفتر ولم يذكر " مفتر " في شيء من الحديث ، وروى عنه عبد الحميد بن بهرام أحاديث طوالا عجائب ، وروى ليث بن أبي سليم عنه عن أسماء بنت يزيد ، وقالت : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " ويل أمكم قريش رحلة الشتاء والصيف " في موضع لإيلاف قريش ، فشهر يروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحاديث في القراءات لا يأتي بها غيره ، ويروي عنه من أهل البصرة معاوية بن قرة ، وروى شعبة ، عن معاوية بن قرة ، قال : حدثني من سمع ابن عباس ، قال : فقلت لمعاوية : من حدثك ؟ قال : حدثني شهر بن حوشب ، وروى عنه قتادة أحاديث ، وروى عنه أبو التياح ، وثابت ، وذكر جماعة آخرين ، قال : ورآه الأعمش بواسط .

                                                                          وقال أيوب بن أبي حسين الندبي : قرأت على ابن عمر ، وابن عباس ، وعكرمة ، وشهر بن حوشب ، فما رأيت أحدا كان أقرأ لكتاب الله من شهر بن حوشب .

                                                                          وقال حرب بن سريج ، عن زينب بنت يزيد بن واشق : سمعت [ ص: 587 ] عائشة تقول ، فذكرت عنها حديثا قالت فيه : قال رجل من نساك أهل الشام يقال له : شهر بن حوشب : ما كان خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يا أم المؤمنين ؟ قالت : القرآن يا بني ، فقال : شهر : حسبكم ومن يطيق القرآن ؟ قالت : من طوقه الله يا بني .

                                                                          وقال محمد بن أبي منصور ، عن عمر بن عبد المجيد : اعتم شهر بن حوشب وهو يريد سلطانا يأتيه ، ثم أخذ المرآة فنظر في وجهه وعمامته ، فنظر إلى لحيته فرأى شيبة ، فأخذها بيده ، ثم نبض عمامته ثم جعل يقول : السلطان بعد الشيب ؟ ! السلطان بعد الشيب ؟ ! .

                                                                          وقال ليث بن أبي سليم ، عن شهر بن حوشب : من ركب مشهورا من الدواب أو لبس مشهورا من الثياب أعرض الله عنه ، وإن كان عليه كريما .

                                                                          وقال عثمان بن نويرة : دعي شهر بن حوشب إلى وليمة وأنا معه فدخلنا فأصبنا من الطعام ، فلما سمع شهر المزمار وضع إصبعيه في أذنيه وخرج حتى لم يسمعه .

                                                                          وقال عبد الحميد بن بهرام : أتى على شهر بن حوشب ثمانون سنة ، ورأيته يعتم بعمامة سوداء طرفها بين كتفيه ، وعمامة أخرى قد أوشق بها وسطه سوداء ورأيته مخضوبا خضابة سوداء في حمرة ، وقدم على بلال بن مرداس الفزاري بحولايا فأجازه بأربعة آلاف درهم فقبضها منه .

                                                                          [ ص: 588 ] قال أبو الحسن المدائني ، والهيثم بن عدي ، وأبو عبيد القاسم بن سلام ، والمفضل بن غسان الغلابي ، وخليفة بن خياط ، والبخاري : مات سنة مائة .

                                                                          وقال خليفة بن خياط في موضع آخر : مات سنة مائة أو إحدى ومائة .

                                                                          وقال أبو زرعة الدمشقي : مات سنة مائة أو قبلها بسنة .

                                                                          وقال يحيى بن بكير : مات سنة إحدى عشرة ومائة .

                                                                          وقال الواقدي ، وكاتبه محمد بن سعد : مات سنة اثنتي عشرة ومائة .

                                                                          [ ص: 589 ] روى له البخاري في " الأدب " ، ومسلم مقرونا بغيره ، والباقون .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية