الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 452 ] 2729 - (بخ م 4) : شريح بن هانئ بن يزيد بن نهيك ، ويقال : ابن يزيد بن الحارث بن كعب الحارثي المذحجي ، أبو المقدام الكوفي ، أصله من اليمن ، أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يره ، وكان من كبار أصحاب علي ، وشهد الحكمين بدومة الجندل .

                                                                          روى عن : بلال بن رباح ، وسعد بن أبي وقاص (م س ق) ، وعلي بن أبي طالب (م س ق) ، وعمر بن الخطاب ، وأبيه هانئ (بخ د س) ، وله صحبة ، وأبي هريرة (م س) ، وعائشة أم المؤمنين (بخ م 4) .

                                                                          [ ص: 453 ] روى عنه : حبيب بن أبي ثابت ، والحكم بن عتيبة ، وعامر الشعبي (م س) ، والعباس بن ذريح ، والقاسم بن مخيمرة (م س ق) ، وابنه محمد بن شريح بن هانئ ، ومقاتل بن بشير (د س) ، وابنه المقدام بن شريح بن هانئ (بخ م 4) ، ويونس بن أبي إسحاق السبيعي .

                                                                          ووفد أبوه هانئ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له : ما لك من الولد ؟ قال لي : شريح ، وعبد الله ، ومسلم بنو هانئ ، قال : فمن أكبرهم ؟ قال : شريح ، قال : فأنت أبو شريح ، ودعا له ولولده .

                                                                          وقال سليمان بن أبي شيخ ، وغيره : كان جاهليا إسلاميا .

                                                                          وذكره محمد بن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة ، قال : وكان من أصحاب علي وشهد معه المشاهد ، وكان ثقة ، له أحاديث ، وكان كبيرا ، وقتل بسجستان مع عبيد الله بن أبي بكرة .

                                                                          وقال أبو بكر الأثرم : قيل لأبي عبد الله أحمد بن حنبل : شريح بن هانئ صحيح الحديث ؟ فقال : نعم ، هذا متقدم جدا ، روى الناس عنه .

                                                                          وقال أبو بكر المروذي : سألت أحمد بن حنبل عن شريح بن هاني ، فقال : ثقة .

                                                                          وقال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين ، والنسائي : ثقة .

                                                                          [ ص: 454 ] وقال ابن خراش : صدوق .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " .

                                                                          وقال الحسن بن الحر ، عن القاسم بن مخيمرة : ما رأيت أفضل منه ، وأثنى عليه خيرا .

                                                                          وقال أبو حاتم السجستاني في كتاب " المعمرين " قالوا : وعاش شريح بن هانئ بن نهيك بن دريد بن سفيان بن سلمة ، وهو الضباب بن الحارث بن كعب بن مذحج عشرين ومائة سنة فيما ذكر ابن الكلبي عن أبي مخنف ، قال : أخبرنا أشياخنا من بني الحارث ، قالوا : ثم قتل في ولاية الحجاج بن يوسف مع ابن أبي بكرة ، فقال وهو يرتجز قبل أن يقتل :


                                                                          قد عشت بين المشركين أعصرا ثمت أدركت النبي المنذرا     وبعده صديقه وعمرا
                                                                          ويوم مهران ويوم تسترا     والجمع في صفينهم والنهرا
                                                                          هيهات ما أطول هذا عمرا

                                                                          قال خليفة بن خياط : قتل مع ابن أبي بكرة بسجستان سنة ثمان وسبعين .

                                                                          [ ص: 455 ] روى له البخاري في " الأدب " وفي " أفعال العباد " ، والباقون .

                                                                          ومن ولده :

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية