ذكر إعطاء الأمان بأي لغة تفهم أعطوا بها الأمان 
 6267  - حدثنا  علي بن الحسن،  قال: حدثنا عبد الله بن الوليد،  عن سفيان،  حدثني  الأعمش،  عن أبي وائل،  قال: كتب إلي  عمر بن الخطاب،  ونحن محاصروا قصر، فقال: " إذا حاصرتم قصرا، فلا تقولوا لهم: انزلوا على حكم الله وحكمنا، فإنكم لا تدرون ما حكم الله، ولكن أنزلوا على حكمكم، ثم احكموا فيهم ما شئتم، وإذا لقي الرجل الرجل، فقال: مترس، فقد أمنه، وإذا قال: لا تخف، فقد أمنه، وإذا قال: لا تدهل، فقد أمنه،  إن [الله] يعلم الألسنة "  .  [ ص: 281 ] 
 6268  - حدثنا محمد بن علي،  حدثنا  سعيد بن منصور،  حدثنا ( هشيم   ) ، قال: أخبرنا  حميد الطويل،  عن  أنس بن مالك،  قال: لما فتح أبو موسى  تستر،  وأتى بالهرمزان  أسيرا، فقدمت به على  عمر بن الخطاب،  فقال له: ما لك؟ تكلم، فقال الهرمزان: بلسان ميت أتكلم أم بلسان حي؟ فقال: تكلم فلا بأس، فقال الهرمزان: إنا وإياكم معاشر العرب كنا ما خلى الله بيننا وبينكم، لم يكن لكم بنا يدان، فلما كان الله معكم، لم يكن لنا بكم يدان، فأمر بقتله، فقال  أنس بن مالك   : ليس إلى ذلك سبيل قد أمنته، قال: كلا، ولكنك ارتشيت منه، وفعلت، وفعلت، فقلت: يا أمير المؤمنين: ليس إلى قتله سبيل، فقال: ويحك أستحييه بعد قتله البراء بن مالك، ومجزأة بن ثور! ثم قال: هات البينة على ما تقول، فقال  الزبير بن العوام:  قد قلت له تكلم، فلا بأس، فدرأ عنه عمر القتل، وأسلم، (ففرض) له في العطاء على ألف أو ألفين، شك ( هشيم   ) "  . 
قال  أبو بكر:  وذكر  مالك  قصة الهرمزان مختصرا، وقيل  [ ص: 282 ]  لأحمد بن حنبل   : سئل - أظنه  الثوري   - عن الرجل يدرك العلج، فيقول له: قم، أو ألق سلاحك فيفعل،  قال: يرفع عنه القتل، أو يلقى في المقسم. قال أحمد:  ما أحسن ما قال، كأنه قد أمنه بهذا القول. قال  إسحاق  كما قال. وقال أحمد:  كل شيء يرى العلج أنه أمان، فهو أمان . 
وقال  الأوزاعي   : إذا قال: قف، أو قم، أو ألق سلاحك، ونحو هذا بلسانه، أو بالعربية، فوقف  فلا قتل عليه، ويباع إلا أن يدعي أمانا ويقول: إنما رجعت أو وقفت لنداك، فهو آمن، وقال في رجل قال لعلج، وهو في حصنه: اخرج، فخرج،  قال: لا يعرض له، وقال أصحاب الرأي في رجل من المسلمين قال لبعض أهل الحرب: أنت آمن، أو قال: قد أمنتك، أو قال: لا بأس عليك، أو قال له بالفارسية: مترس;  أو قد أمنت، فهو آمن في ذلك كله . 
				
						
						
