الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر الخبر الدال على المراد من قوله صلى الله عليه وسلم: "من دخل داره فهو آمن ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن" بعض الناس دون بعض

                                                                                                                                                                              6314 - حدثنا محمد بن إسماعيل ، قال: حدثنا الحسن بن بشر، حدثنا الحكم بن عبد الملك ، عن قتادة ، عن أنس ، قال: أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس كلهم يوم الفتح إلا أربعة: ابن خطل، ومقيس بن صبابة، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، [وأم سارة] ، فأما مقيس فإنه كان له أخ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتل خطأ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معه رجلا من بني فهر ليأخذ عقله من الأنصار فلما جمع العقل ورجع [نام] الفهري فوثب مقيس فأخذ حجرا فجلد به رأسه...." وذكر باقي الحديث .

                                                                                                                                                                              6315 - حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا الحسن يعني ابن علي ، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، حدثنا أحمد بن المفضل، حدثنا أسباط بن نصر قال: زعم السدي، عن مصعب بن سعد ، عن أبيه [ ص: 382 ] قال: لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس كلهم إلا أربعة نفر وامرأتين، وقال: "اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة": عكرمة بن أبي جهل، وعبد الله بن خطل، ومقيس بن صبابة، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، فأما عبد الله بن خطل فأدرك وهو متعلق بأستار الكعبة فاستبق إليه سعيد بن حريث، وعمار بن ياسر فسبق سعيد عمارا وكان أشب الرجلين فقتله، وأما مقيس بن صبابة فأدركه الناس في السوق فقتلوه، وأما عكرمة بن أبي جهل فركب البحر فأصابتهم عاصف فقال أصحاب السفينة لأصحاب السفينة أخلصوا، فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئا ها هنا [فقال عكرمة ]: والله لئن لم ينج في البحر إلا الإخلاص ما ينجي في البر غيره، اللهم إن لك علي عهدا إن عافيتني مما أنا فيه أني آتي محمدا حتى أضع يدي في يده فلأجدنه غفورا كريما، قال: فجاء فأسلم، وأما عبد الله بن أبي سرح فإنه اختبأ عند عثمان بن عفان ، فلما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى البيعة جاء حتى أوقفه على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله بايع عبد الله قال: فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثا كل ذلك يأبى، فبايعه بعد ثلاث ثم أقبل على أصحابه فقال: "أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حين رآني كففت عن بيعته فيقتله؟!" قالوا: ما يدرينا يا رسول الله ما في نفسك هلا أومأت إلينا بعينك قال: "إنه لا ينبغي لنبي أن يكون له خائنة الأعين" . [ ص: 383 ]

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية