الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر ما يجوز من الشروط بين الإمام وبين العدو وما روي في هذا الباب من الأخبار

                                                                                                                                                                              6294 - حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، حدثني موسى بن مسعود، قال: حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: صالح النبي صلى الله عليه وسلم، المشركين يوم الحديبية على ثلاثة أشياء: من أتاهم من المسلمين لم يردوه، وعلى أن يدخلوها من قابل، فيقيمون بها ثلاثة أيام، لا يدخلها [ ص: 360 ] إلا بجلبان السلاح، والقوس، والسيف، ونحوه، فجاء أبو جندل يحجل في قيوده، فرده إليهم .

                                                                                                                                                                              6295 - حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا سعيد بن سليمان، قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا زكريا، عن الشعبي، وعن أبي إسحاق، عن البراء، قال: لما حصر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيت، صالحوا أهل مكة، على أن يدخلها فيقيم بها ثلاثا، ولا يمنع أحدا أن يمكث بها ممن كان معه، فقال لعلي: "اكتب الشرط بيننا "، فكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله، فقال المشركون: لو نعلم أنك رسول الله تابعناك، ولكن اكتب: محمد بن عبد الله، فأمر عليا أن يمحاها، فقال علي: والله لا أمحاها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرني مكانها "، فأراه، فمحاها، وكتب "ابن عبد الله"، فأقام بها ثلاثة أيام، فلما كان اليوم الثالث، قالوا لعلي: إن هذا آخر يوم من شرط صاحبك، فأمره أن يخرج، فحدثه بذلك، فقال: نعم، فخرج .

                                                                                                                                                                              6296 - حدثنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد، حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، قال: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة، فأبى أهل مكة أن يدعوه..، وذكر بعض الحديث، قال: فكتب: "هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله أهل مكة، أن لا يدخل مكة بسلاح، إلا السيف في القراب، وأن لا يخرج من [ ص: 361 ] أهلها أحدا أراد أن يتبعه، ولا يمنع أحدا من أصحابه أراد أن يقيم بها، فلما دخلها ومضى الأجل أتوا عليا، فقالوا: قل لصاحبك، فليخرج عنا فقد مضى الأجل، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية