الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر الخبر الدال على إباحة إطلاق الأسارى والمن عليهم من غير أخذ مال

                                                                                                                                                                              قال الله: ( فإما منا بعد وإما فداء ) .

                                                                                                                                                                              6208 - حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن شهاب، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسارى بدر: "لو كان المطعم بن عدي حيا فكلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له" .

                                                                                                                                                                              6209 - حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أحمد بن محمد، حدثنا [ ص: 223 ] إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه عباد، عن عائشة، زوج النبي عليه السلام قالت: لما بعث أهل مكة في فداء أسرائهم، بعثت زينب ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء أبي العاص بن الربيع بمال، وبعثت فيه بقلادة لها، كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها، قالت: فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة، وقال: "إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها، وتردوا عليها الذي لها، فافعلوا" ، فقالوا: نعم يا رسول الله، فأطلقوه، وردوا عليها الذي لها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ عليه، أو وعده رسول الله ذلك أن يخلي سبيل زينب إليه، أو كان فيما اشترط عليه في إطلاقه، ولم يظهر ذلك منه، ولا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعلم ما هو، إلا إنه لما خرج أبو العاص إلى مكة، وخلي سبيله، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة ورجلا من الأنصار مكانه، فقال: "كونا ببطن يأجج، حتى تمر بكما زينب فتصحبانها، حتى تأتياني بها" ، فخرجا مكانهما، وذلك بعد بدر بشهر، أو شيعه، فلما قدم أبو العاص مكة أمرها باللحوق بأبيها، فجعلت تجهز .

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية