الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر الخبر الدال على أن نفي السبق في غير الخف والحافر والنصل إنما هو على معنى الرهان، لا على غير معنى الرهان؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد سابق عائشة على قدميه

                                                                                                                                                                              6418 - حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، قال: حدثنا معاوية بن عمرو ، حدثنا أبو إسحاق ، عن هشام بن عروة ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، قال: أخبرتني عائشة : أنها كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر وهي جارية، ثم قال لأصحابه: تقدموا، فتقدموا، ثم قال: "تعالي أسابقك" فسابقته فسبقته على رجلي، فلما كان بعد، خرجت معه أيضا في سفر، فقال لأصحابه: تقدموا، ثم قال: "تعالي أسابقك"، وقد نسيت الذي كان، وقد حملت اللحم، فقلت: وكيف أسابقك يا رسول الله وأنا على هذه الحال، فقال: "لتفعلن"، فسابقته، فسبقني، فقال: "هذه بتلك السبقة" . [ ص: 469 ]

                                                                                                                                                                              وفي حديث سلمة بن الأكوع هذا المعنى قال:

                                                                                                                                                                              6419 - حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، قال حدثنا محمد بن عبد العزيز البارودي، قال: حدثنا النضر بن محمد ، حدثنا عكرمة ، قال: حدثنا إياس بن سلمة [بن] الأكوع، عن أبيه قال: خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم، وأنا غلام حدث، وتركت أهلي ومالي إلى الله ورسوله، فكنت تبيعا لطلحة بن عبيد الله أخدمه، وآكل معه من طعامه.... وذكر الحديث، قال: وأردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه على العضباء، فلما كان بيننا وبين المدينة كالروحة، أو الغدوة سمى رجل من الأنصار: كان لا يسبق، فقال: هل من مسابق؟ ألا مسابق؟ هل من مسابق؟ مرتين أو ثلاثا، فأقبلت عليه، فقلت: أما تكرم كريما ولا تهاب شريفا؟! قال: لا، إلا رسول الله، فقلت: يا رسول الله، بأبي وأمي ائذن لي - يعني - فلأسابق الرجل، قال: "إن شئت". فثنيت رجلي فطفرت عن ظهر الناقة، ثم قلت أذهب إليك وربطت عليه شرفا، أو شرفين، ثم ترفعت حتى ألحقه، قال: فصككت بين كتفيه ثم قلت: سبقتك والله، قال: أظن، ثم قدمنا المدينة فما لبثنا بها إلا ثلاث ليال حتى خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر .... وذكر باقي الحديث . [ ص: 470 ]

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية