الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر إباحة تأخير الإمام قسم الغنائم إذا غنم من أموال المشركين إلى أن يمكنه قسمها بعد الخروج من دار الحرب

                                                                                                                                                                              6193 - حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا محمد بن عبد الأعلى، حدثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن السميط، عن أنس، قال: افتتحنا مكة، ثم إنا غزونا حنينا، فجاء المشركون بأحسن صفوف رأيت، قال: فصف الخيل، ثم صف المقاتلة، ثم صف النساء من وراء ذلك، ثم صف الغنم، ثم صف النعم، قال: ونحن بشر كثير قد بلغنا ستة آلاف، وعلى مجنبة خيلنا خالد بن الوليد، فجعلت خيلنا، تلوذ خلف ظهورنا، فلم نلبث أن انكشفت خيلنا وفرت الأعراب، ومن تعلم من الناس، فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم، "يال المهاجرين، يال المهاجرين" ، ثم قال: "يال الأنصار، يال الأنصار" ، قال: قلنا لبيك يا رسول الله، قال: فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " فأيم الله، ما أتيناهم حتى هزمهم الله، قال: فقبضنا ذلك المال، ثم انطلقنا إلى الطائف، فحاصرناهم أربعين ليلة ثم رجعنا فنزلنا، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي الرجل المائة، ويعطي الرجل المائة.. وذكر باقي الحديث . [ ص: 208 ]

                                                                                                                                                                              6194 - أخبرنا محمد بن عبد الله، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني مالك، عن عبد ربه بن سعيد، عن عمرو بن شعيب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صدر يوم حنين وهو يريد الجعرانة، سأله الناس حتى دنت ناقته من شجرة، وتشبكت بردائه، حتى نزعت عن ظهره فقال: "ردوا علي ردائي، أتخافون أن لا أقسم بينكم ما أفاء الله عليكم، والذي نفسي بيده لو أفاء الله عليكم مثل سمر تهامة نعما، لقسمته بينكم، ثم لا تجدوني بخيلا، ولا جبانا، ولا كذابا" .

                                                                                                                                                                              6195 - وأخبرنا محمد، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن عمر بن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن جده، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو هذا .

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر: ومعنى قوله: يوم حنين يعني عام حنين إذ كان تفريقه ذلك بينهم بعد رجوعه من الطائف، ويدل على ذلك .

                                                                                                                                                                              6196 - حديث ابن وهب، عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ابن شهاب، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم عام حنين سأله الناس فأعطى من الغنم، والبقر، والإبل، حتى لم يبق من ذلك شيء .

                                                                                                                                                                              وكل ذلك يدل على أن الإمام بالخيار إن شاء قسم الغنائم بينهم قبل [أن] يرجع إلى دار الإسلام، وإن شاء أخر على قدر فراغه وشغله إلى وقت خروجه، وعلى قدر ما يرى من الصلاح فيه . [ ص: 209 ]

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية