الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر الأخبار الدالة على الفرق بين مال الفيء ومال الغنيمة وعلى أن لجميع الناس في الفيء حقا إلا الرقيق أو بعض الرقيق

                                                                                                                                                                              6349 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن مالك بن أوس بن الحدثان قال: قرأ عمر بن الخطاب ( إنما الصدقات للفقراء ) حتى بلغ ( والله عليم حكيم ) ثم قال: هذه لهؤلاء ثم قرأ: ( واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه ) حتى بلغ ( وابن السبيل ) ثم قال: هذه لهؤلاء ثم قرأ: ( ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى ) حتى بلغ ( والذين جاؤوا من بعدهم ) ثم قال: هذه استوعبت المسلمين عامة، ولئن عشت ليأتين الراعي وهو بسرو حمير نصيبه منها لم يعرق فيها جبينه .

                                                                                                                                                                              6350 - وكتب إلى محمد بن علي : أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن مالك بن أوس بن الحدثان أنه سمع عمر بن الخطاب يقول: ما على الأرض من مسلم إلا له في هذا المال حق إلا ما ملكت أيمانكم . [ ص: 421 ]

                                                                                                                                                                              6351 - حدثنا موسى بن هارون ، حدثنا يحيى بن عبد الحميد ، حدثنا وكيع ، عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه قال: قال عمر : اجتمعوا لهذا الفيء حتى ينظر فيه، وإني قرأت آيات من كتاب الله فاستعنت بها: ( ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى ) إلى قوله ( شديد العقاب ) والله ما هو لهؤلاء وحدهم ثم قرأ: ( للفقراء المهاجرين ) إلى قوله: ( أولئك هم الصادقون ) ثم قال: والله ما هو لهؤلاء وحدهم ثم قرأ: ( والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم ) إلى قوله: ( فأولئك هم المفلحون ) .

                                                                                                                                                                              6352 - حدثنا علي بن عبد العزيز ، عن أبي عبيد ، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، حدثنا أيوب ، عن عكرمة بن خالد ، عن مالك بن أوس بن الحدثان، وبعض الحديث عن أيوب ، عن الزهري في حديثه حين دخل عليه العباس وعلي يختصمان، فذكر عمر الأموال ثم قرأ هذه الآية ( ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ) . ( للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم والذين جاؤوا من بعدهم ) قال: فاستوعبت هذه الآية الناس فلم يبق أحد من المسلمين إلا له فيها حق - أو قال: حظ - إلا بعض من تملكون من أرقائكم، وإن عشت - إن شاء الله (ليأتين) كل مسلم حقه - أو قال: حظه - حتى يأتي الراعي بسرو حمير لم يعرق فيه جبينه . [ ص: 422 ]

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية