الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر الأخبار التي احتج بها من قال إن مكة لم تفتح عنوة وأن الأمان سبق لهم من النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يدخلها

                                                                                                                                                                              6312 - حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، حدثنا الحسن بن بشر قال: حدثنا الحكم بن عبد الملك ، عن قتادة ، عن أنس قال: لما كنا بسرف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أبا سفيان قريب منكم فافترقوا له" فأخذوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبا سفيان تسلم" قال: يا رسول الله قومي قومي. قال: "فإن قومك من أغلق بابه [فهو آمن]" قال: اجعل لي شيئا. قال: ومن دخل دارك فهو آمن .

                                                                                                                                                                              6313 - حدثنا نصر بن زكريا ، قال: حدثنا شيبان ، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة ، حدثنا ثابت ، عن عبد الله بن رباح، عن أبي هريرة أنه ذكر فتح مكة قال: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قدم مكة فبعث الزبير على إحدى المجنبتين، وبعث خالد بن الوليد على المجنبة الأخرى، وبعث أبا عبيدة على الحسر، فأخذوا بطن الوادي، ورسول الله في كتيبة فنظر فرآني فقال: " أبو هريرة !" قلت: لبيك يا رسول الله، قال: فندب الأنصار وقال: "لا يأتيني إلا أنصاري". قال: فأطافوا به قال: وقد أوبشت قريش أوباشا لها وأتباعا فقالوا: نقدم هؤلاء فإن كان شيء [ ص: 380 ] كنا معهم وإن أصيبوا أعطينا الذي سئلنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ترون إلى أوباش قريش وأتباعهم"، ثم قال بيده إحديهما على الأخرى ثم قال: "حتى توافوني بالصفا". قال: فانطلقنا فما شاء أحد أن يقتل أحدا إلا قتلنا وما أحد يوجه إلينا شيئا .

                                                                                                                                                                              قال: فجاء أبو سفيان فقال يا رسول الله، أبيحت خضراء قريش ثم قال: "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن". فقالت الأنصار: أما الرجل فأدركته رغبة في قريته ورأفة بعشيرته.

                                                                                                                                                                              قال أبو هريرة : وجاء الوحي فلما قضي الوحي. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الأنصار"، قالوا: لبيك يا رسول الله، قال: "قلتم: أما الرجل فقد أدركته رغبة في قريته"، قالوا: قد كان ذاك، قال: "كلا إني عبد الله ورسوله، هاجرت إلى الله وإليكم والمحيا محياكم والممات مماتكم"، قال: فأقبلوا إليه يبكون ويقولون: والله ما قلنا الذي قلنا إلا الضن بالله وبرسوله. قال: "فإن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم" .

                                                                                                                                                                              قال: فأقبل الناس إلى دار أبي سفيان وأغلق الناس أبوابهم، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبل إلى الحجر فاستلمه ثم طاف بالبيت قال: فأتى على صنم إلى جنب البيت كانوا يعبدونه، قالوا: وفي يد رسول الله قوس فهو آخذ بسية القوس، فلما أتى على الصنم جعل يطعن في عينه، ويقول: "جاء الحق وزهق [ ص: 381 ] الباطل"، فلما فرغ من طوافه أتى الصفا فعلى عليه حتى نظر إلى البيت ورفع يديه فجعل يحمد الله ويدعو بما شاء الله أن يدعو
                                                                                                                                                                              .

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية