الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر خبر استدل به من قال إن الرهن يحرم في غير الخف والنصل والحافر للتحريم الذي وقع فيه

                                                                                                                                                                              6425 - حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا معاوية بن عمرو ، قال: حدثنا أبو إسحاق الفزاري ، عن سفيان ، عن حبيب بن أبي عمرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال: كان [المشركون] يحبون أن تظهر فارس على الروم، لأنهم أهل أوثان، [وكان المسلمون يحبون أن يظهر الروم على فارس، لأنهم أهل كتاب] ، وذكر ذلك المسلمون لأبي بكر ، فذكر ذلك أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: اجعل بيننا وبينك أجلا، فإن ظهروا كان لك كذا وكذا، وإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا، فجعلوا بينهم أجلا خمس سنين، فلم يظهروا، فذكر ذلك أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ألا جعلته - أراه - دون العشر" قال: قال سعيد : البضع: ما دون العشر .

                                                                                                                                                                              قال: فظهرت الروم بعد ذلك، وذلك قوله: ( الم ) (1) ( غلبت الروم ) (2) ( في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون ) (3) ( في بضع سنين ) قال: فغلبت الروم، ثم غلبت بعد. قال الله ( لله الأمر من قبل ومن بعد ) إلى قوله: ( بنصر الله ) قال سفيان : سمعت أنهم ظهروا يوم بدر .
                                                                                                                                                                              [ ص: 477 ]

                                                                                                                                                                              6426 - ومن حديث معن بن عيسى ، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الجمحي، عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس قال: لما نزلت: ( الم ) (1) ( غلبت الروم ) (2) ( في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون ) (3) ( في بضع سنين ) فناحب أبو بكر قريشا، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني قد ناحبتهم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "فهلا احتطت، فإن البضع ما بين الثلاث إلى التسع". قال الجمحي: المناحبة: المراهنة، وذلك قبل أن يحرم ذلك .

                                                                                                                                                                              كتب إلي بعض إخواني يذكر أن محمد بن يحيى حدثهم عن علي بن عبد الله ، عن معن بن عيسى .

                                                                                                                                                                              6427 - وقد روينا عن ابن عباس : أنه قال: كانت قريش تظاهر فارس ويكاتبونهم على النبي صلى الله عليه وسلم، وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يظاهرون الروم على فارس ويكاتبونهم، فلما نزلت: ( الم ) (1) ( غلبت الروم ) (2) ( في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون ) وقت القرآن. فتقامروا بمثل هذه القصة خمس قلائص إلى خمس قلائص، وجعلوا الأجل بينهم إلى سنة، فلما مضى حول نزل: ( في بضع سنين ) ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين: "إنكم استعجلتم تأويل القرآن"، وجاء المشركون يطلبون قمارهم، فقال [ ص: 478 ] المؤمنون: يا نبي الله، ما تأمرنا فيما يطلب هؤلاء أنؤدي القمار أم لا؟ فقال: "إنكم عجزتم في الأجل، كان حقكم ألا تجعلوها أقل من عشر سنين"، وأمرهم أن يؤدوا إليهم قمارهم، ولم يكن القمار يومئذ حرم، ثم لم يلبثوا بعد ذلك عشر سنين، حتى أظهر الروم على فارس، ووافق ذلك فتح الحديبية على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولا أراه إلا وافق فتح بدر، وقد قيل ذلك، وزعموا أن الذي ولي القمار من المؤمنين: أبو بكر ، ومن الكفار أبي بن خلف .

                                                                                                                                                                              حدثنيه علي بن المبارك، حدثنا زيد ، قال: حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج قال: أخبرني عمر بن عطاء ، عن ابن عباس .

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية