باب الغلول .
وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ) ، قوله : ( قال الله سبحانه وتعالى : ( يغل ) ، أي : يخون ، يقال : غل في المغنم ، يغل غلولا ، إذا سرق من الغنيمة ومن قرأ : " يغل " بضم الياء وفتح الغين ، أي : يخان ونهى أصحابه أن يخونوه .
وقيل : معناه أن يخون ، أي : ينسب إلى الخيانة ، وسميت الخيانة غلولا ، لأن الأيدي مغلولة منها ، أي : ممنوعة منها . [ ص: 116 ] .
2728 - أخبرنا أبو الحسن الشيرزي، أنا أنا زاهر بن أحمد، أنا أبو إسحاق الهاشمي، عن أبو مصعب، عن مالك، ثور بن زيد الديلي، عن أبي الغيث مولى ابن مطيع، عن أنه قال: أبي هريرة، خيبر، فلم نغنم ذهبا، ولا فضة إلا الأموال، والثياب، والمتاع، قال: فوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم نحووادي القرى، وكان رفاعة بن زيد وهب لرسول الله صلى الله عليه وسلم عبدا أسود يقال له: مدعم، فخرجنا حتى إذا كنا بوادي القرى، فبينما مدعم يحط رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ جاءه سهم عائر، فأصابه، فقتله، فقال الناس: هنيئا له الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلا والذي نفسي بيده، إن الشملة التي أخذ يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا".
فلما سمع ذلك الناس، جاء رجل بشراك، أو بشراكين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "شراك من نار، أو شراكان من نار". خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام
هذا حديث متفق على صحته، أخرجه عن محمد، إسماعيل، وأخرجه [ ص: 117 ] عن مسلم، أبي الطاهر، عن كلاهما عن ابن وهب، مالك.
قوله : سهم عائر ، يعني : لا يدرى من رماه ، وهو الجائر عن قصده ، ومنه : عار الفرس : إذا ذهب على وجهه كأنه منفلت .
وفي الحديث عن عن النبي صلى الله عليه وسلم : ابن عمر ، يريد بالعائرة : المترددة لا تدري أيها تتبع . " مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين ، تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة " ،
والشملة : كساء يشتمل به الرجل ، ويجمع على الشمال .