الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            2771 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي، أنا محمد بن يوسف، نا محمد بن إسماعيل، أنا عبد الله بن يزيد، نا حيوة، أخبرني ربيعة بن يزيد الدمشقي، عن أبي إدريس، عن أبي ثعلبة الخشني، قال: " قلت: يا نبي الله، إنا بأرض قوم أهل الكتاب، أفنأكل في آنيتهم؟ وبأرض صيد، أصيد بقوسي وبكلبي الذي ليس بمعلم، وبكلبي المعلم، فما يصلح لي؟ قال " أما ما ذكرت من أهل الكتاب، فإن وجدتم غيرها، فلا تأكلوا منها، وإن لم تجدوا، فاغسلوها، وكلوا فيها، وما صدت بقوسك، فذكرت اسم الله، فكل، وما صدت بكلبك المعلم، فذكرت اسم الله، فكل، وما صدت بكلبك غير معلم، فأدركت ذكاته، فكل ".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مسلم، عن هناد بن السري، عن عبد الله بن المبارك، عن حيوة بن شريح.

                                                                            ورواه الوليد بن أبي مالك، عن عائذ الله، عن أبي ثعلبة، وقال: قلت: إنا أهل سفر نمر باليهود والنصارى والمجوس، فلا نجد غير آنيتهم؟، قال: "فإن لم تجدوا غيرها، فاغسلوها بالماء، ثم كلوا [ ص: 200 ] فيها واشربوا".

                                                                            وعائذ الله : هو أبو إدريس الخولاني ، وأبو ثعلبة : اسمه جرثوم ، ويقال جرهم بن ناشب ، ويقال : ابن ناشر .

                                                                            قال الإمام : الأمر بغسل إناء الكفار فيما إذا علم نجاسته يقينا .

                                                                            فقد روي عن مسلم بن مشكم ، عن أبي ثعلبة ، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : إنا نجاور أهل الكتاب وهم يطبخون في قدورهم الخنازير ، ويشربون في آنيتهم الخمر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لم تجدوا غيرها فأرحضوها بالماء " ،يعني : اغسلوها ، فأما إذا لم يتيقن نجاسته ، فالأصل طهارته ، وكذلك مياههم وثيابهم على الطهارة ، فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم " توضأ من مزادة مشركة " ، وتوضأ عمر من ماء في جرة [ ص: 201 ] نصرانية .

                                                                            وروي عن جابر ، قال : " كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنصيب من آنية المشركين وأسقيتهم ، فنستمتع بها ، ولا يعيب ذلك عليهم " .

                                                                            وقال عمر بن الخطاب : كلوا الجبن مما يصنع أهل الكتاب ، وقالت أم سلمة في الجبن : كلوا واذكروا اسم الله .

                                                                            وكان الحسن يكره طعام المجوس كله إلا الفاكهة .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية