الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب المكر في الحرب والكذب والخديعة.

                                                                            2690 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي، أنا محمد بن يوسف، نا محمد بن إسماعيل، نا صدقة بن الفضل، أنا ابن عيينة، عن عمرو، سمع جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحرب خدعة".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مسلم، عن علي بن حجر، [ ص: 41 ] عن سفيان.

                                                                            ويروى هذا الحرف من ثلاثة أوجه ، أصوبها : خدعة بفتح الخاء ، وسكون الدال ، قال أبو العباس أحمد بن يحيى : بلغنا أنها لغة النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                            قال الخطابي : معنى الخدعة : أنها مرة واحدة ، أي : إذا خدع المقاتل مرة ، لم يكن لها إقالة ، ويقال : أي : ينقضي أمرها بخدعة واحدة ، ويروى " خدعة " بضم الخاء ، وسكون الدال ، وهي الاسم من الخداع ، كما يقال : هذه لعبة ، ويقال : خدعة ، بضم الخاء ، وفتح الدال ، معناها ، أنها تخدع الرجال ، وتمنيهم ، ثم لا تفي لهم ، كما يقال : لعبة : إذا كان كثير التلعب بالأشياء .

                                                                            وفي الحديث : إباحة الخداع في الحرب ، وإن كان محظورا في غيرها من الأمور ، وروي عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، عن أبيه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، " كان إذا أراد غزوة ورى بغيرها " ، وكان يقول : " الحرب خدعة " .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية