الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب أكل الأرنب.

                                                                            2801 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي، أنا محمد بن يوسف، نا محمد بن إسماعيل، نا سليمان بن حرب، نا شعبة، عن هشام بن زيد، عن أنس بن مالك، قال: " أنفجنا أرنبا بمر الظهران فسعى الناس، فلغبوا، فأدركتها، فأخذتها، فأتيت بها أبا طلحة، فذبحها، وبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بوركها، أو فخذيها، قال: فخذيها لا شك فيه، فقبله.

                                                                            قلت: وأكل منه؟ ثم قال بعد: قبله ".


                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مسلم، عن محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر، عن شعبة.

                                                                            قوله : أنفجنا ، أي : أثرنا ، يقال : أنفجت الأرنب من جحره ، فنفج ، أي : أثرته فثار ، وانتفجت الأرنب : وثبت : وفي حديث الفتنة : " ما الأولى في الآخرة إلا كنفجة أرنب " ، أي : كوثبته من مجثمه ، يريد في تقليل المدة . [ ص: 243 ] .

                                                                            وقوله : " فلغبوا " ، أي : أعيوا ، يقال : لغب يلغب ، ولغب بكسر الغين لغة ضعيفة ، قال الله سبحانه تعالى : ( وما مسنا من لغوب ) ، أي : إعياء .

                                                                            واختلف أهل العلم في الأرنب ، فذهب أكثرهم إلى إباحته ، وكرهه جماعة ، وقالوا : إنها تدمي .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية