الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            2880 - أخبرنا أبو الحسن الشيرزي، أنا زاهر بن أحمد، أنا أبو إسحاق الهاشمي، أنا أبو مصعب، عن مالك، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضافه ضيف كافر، فأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة، فحلبت، فشرب حلابها، ثم أمر له بأخرى، فشرب حلابها حتى شرب حلاب سبع شياه، ثم إنه أصبح، فأسلم، فأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة، فحلبت، فشرب حلابها، ثم أمر له بأخرى، فلم يستتمها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن [ ص: 319 ] المؤمن يشرب في معى واحد، والكافر يشرب في سبعة أمعاء".

                                                                            هذا حديث صحيح أخرجه مسلم عن محمد بن رافع، عن إسحاق بن عيسى، عن مالك.

                                                                            قال أبو عبيد: كان هذا خاصا لهذا الرجل، لأنك ترى من المسلمين من يكثر أكله، من الكفار من يقل ذلك منه، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم لا خلف له.

                                                                            قال أبو عبيد: نرى ذلك، والله أعلم، لتسمية المؤمن عند طعامه، فيكون فيه البركة، وقيل: هو مثل ضربه النبي صلى الله عليه وسلم للمؤمن وزهده في الدنيا، وللكافر وحرصه على الدنيا، فالمؤمن يأكل بلغة وقوتا عند الحاجة، والكافر يأكل شهوة وحرصا طلبا للذة، فهذا يشبعه القليل، وذلك لا يشبعه إلا كثير.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية