الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (202) قوله تعالى: أولئك : مبتدأ و "لهم" خبر مقدم، و "نصيب" مبتدأ، وهذه الجملة خبر الأول، ويجوز أن يكون "لهم" خبر "أولئك"، و "نصيب" فاعل به لما تضمنه من معنى الفعل لاعتماده، والمشار إليه بأولئك فيه قولان، أظهرهما: أنهما الفريقان: طالب الدنيا وحدها وطالب الدنيا والآخرة. وقيل: بل للفريق الأخير فقط، أعني طالب الدنيا والآخرة.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "مما كسبوا" متعلق بمحذوف لأنه صفة لـ "نصيب"، فهو في محل رفع. وفي "من" ثلاثة أقوال، أحدها: أنها للتبعيض، أي: نصيب من جنس ما كسبوا. والثاني: أنها للسببية، أي: من أجل ما كسبوا. والثالث: أنها للبيان. و "ما" يجوز فيها وجهان، أن تكون مصدرية أي: من كسبهم، فلا تحتاج إلى عائد. والثاني: أنها بمعنى الذي، فالعائد محذوف لاستكمال الشروط، أي: من الذي كسبوه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية