الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (118) قوله تعالى: لولا يكلمنا الله : "لولا" و "لوما" يكونان حرفي ابتداء، وقد تقدم ذلك عند قوله "فلولا فضل الله"، و يكونان حرفي تحضيض بمنزلة: "هلا" فيختصان بالأفعال ظاهرة أو مضمرة كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      702 - تعدون عقر النيب أفضل مجدكم بني ضوطرى لولا الكمي المقنعا



                                                                                                                                                                                                                                      أي: لولا تعدون الكمي، فإن ورد ما يوهم وقوع الاسم بعد حرف التحضيض يؤول كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      703 - ونبئت ليلى أرسلت بشفاعة     إلي فهلا نفس ليلى شفيعها



                                                                                                                                                                                                                                      فـ "نفس ليلى" مرفوع بفعل محذوف يفسره "شفيعها" أي: فهلا [ ص: 92 ] شفعت نفس ليلى. وقال أبو البقاء: "إذا وقع بعدها المستقبل كانت للتحضيض وإن وقع [بعدها] الماضي كانت للتوبيخ" وهذا شيء يقوله علماء البيان، وهذه الجملة التحضيضية في محل نصب بالقول.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "كذلك قال الذين" قد تقدم الكلام على نظيره فليطلب هناك.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ أبو حيوة وابن أبي إسحاق: "تشابهت" بتشديد الشين، قال الداني: "وذلك غير جائز لأنه فعل ماض" يعني أن التاءين المزيدتين إنما تجيئان في المضارع فندغم، أما الماضي فلا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية