الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (139) قوله تعالى: أتحاجوننا : الاستفهام هنا للإنكار والتوبيخ. والجمهور: "أتحاجوننا" بنونين الأولى للرفع والثانية نون "نا" [ ص: 145 ] وقرأ زيد والحسن والأعمش بالإدغام، وأجاز بعضهم حذف النون الأولى، فأما قراءة الجمهور فواضحة، وأما قراءة الإدغام فلاجتماع مثلين، وسوغ الإدغام وجود حرف المد واللين قبله القائم مقام الحركة، وأما من حذف فبالحمل على نون الوقاية كقراءة: "فبم تبشرون" وقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      750 - تراه كالثغام يعل مسكا يسوء الفاليات إذا فليني



                                                                                                                                                                                                                                      يريد: فلينني، وهذه الآية مثل قوله: "أفغير الله تأمروني أعبد" فإنه قرئت بالأوجه الثلاثة: الفك والإدغام والحذف، ولكن في المتواتر، وهنا لم يقرأ في المشهور كما تقدم إلا بالفك. ومحل هذه الجملة النصب بالقول قبلها. والضمير في "قل" يحتمل أن يكون للنبي عليه السلام أو لكل من يصلح للخطاب، والضمير المرفوع في "أتحاجوننا" لليهود والنصارى أو لمشركي العرب. والمحاجة مفاعلة من حجه يحجه. وقوله "في الله" لا بد من حذف مضاف أي: في شأن الله أو دين الله.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "وهو ربنا" مبتدأ وخبر في محل نصب على الحال، وكذا ما عطف عليه من قوله: "ولنا أعمالنا" ولا بد من حذف مضاف أي: جزاء أعمالنا ولكم جزاء أعمالكم.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 146 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية