الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (172) قوله تعالى: كلوا من طيبات : مفعول "كلوا" محذوف، أي: كلوا رزقكم. وفي "من" حينئذ وجهان، أحدهما: أن تكون لابتداء الغاية فتتعلق بـ "كلوا". والثاني: أن تكون تبعيضية فتتعلق بمحذوف إذ هي حال من ذلك المفعول المقدر، أي: كلوا رزقكم حال كونه بعض طيبات ما رزقناكم. ويجوز في رأي الأخفش أن تكون "من" زائدة في [ ص: 235 ] المفعول به، أي: كلوا طيبات ما رزقناكم. و "إن كنتم" شرط وجوابه محذوف، أي: فاشكروا له. وقول من قال من الكوفيين إنها بمعنى "إذ" ضعيف. و "إياه" مفعول مقدم ليفيد الاختصاص، أو لكون عامله رأس آية، وانفصاله واجب، ولأنه متى تأخر وجب اتصاله إلا في ضرورة كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      815 - إليك حتى بلغت إيا كا ... ... ...



                                                                                                                                                                                                                                      وفي قوله: "واشكروا لله" التفات من ضمير المتكلم إلى الغيبة، إذ لو جرى على الأسلوب الأول لقال: "واشكرونا".

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية