الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (194) قوله تعالى: الشهر الحرام بالشهر : مبتدأ خبره الجار بعده، ولا بد من حذف مضاف تقديره: انتهاك حرمة الشهر الحرام بانتهاك حرمة الشهر. والألف واللام في الشهر الأول والثاني للعهد، لأنهما معلومان عند المخاطبين، فإن الأول ذو القعدة من سنة سبع، والثاني من سنة ست.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرئ: "والحرمات" بسكون الراء، ويعزى للحسن، وقد تقدم أن جمع فعلة بشروطها يجوز فيه ثلاثة أوجه: هذان الاثنان وفتح العين، عند قوله "في ظلمات".

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 310 ] وقوله: "فمن اعتدى" يجوز في "من" وجهان، أحدهما: أن تكون شرطية وهو الظاهر فتكون الفاء جوابا. والثاني: أن تكون موصولة فتكون الفاء زائدة في الخبر، وقد تقدم لذلك نظائر.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "بمثل ما اعتدى" في الباء قولان، أحدهما: أن تكون غير زائدة، بل تكون متعلقة باعتدوا، والمعنى بعقوبة مثل جناية اعتدائه. والثاني: أنها زائدة أي: مثل اعتدائه، فتكون: إما نعتا لمصدر محذوف أي: اعتداء مماثلا لاعتدائه، وإما حالا من المصدر المحذوف كما هو مذهب سيبويه أي: فاعتدوا الاعتداء مشبها اعتداءه. و "ما" يجوز أن تكون مصدرية فلا تفتقر إلى عائد، وأن تكون موصولة فيكون العائد محذوفا، أي: مثل ما اعتدى عليكم به، وجاز حذفه لأن المضاف إلى الموصول قد جر بحرف جر به العائد واتحد المتعلقان.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية