الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      وأن تداركه في عبادي ثم له عبادنا بصادي

      أخبر عن الشيخين بحذف ألف: "أن تداركه" وفي: "عبادي"، وعن أبي داود بحذف ألف: "عبدنا" في سورة: "ص".

      أما "أن تداركه"، ففي: "ن": لولا أن تداركه نعمة من ربه لا غير، فليست أن قيدا بل إيضاح.

      وأما "في عبادي" ففي "الفجر": فادخلي في عبادي ، وقد قرئ شاذا: "عبدي" بالإفراد، واحترز بقيد في عن الخالي منها نحو: "يا عبادي لا خوف عليكم اليوم" فإن ألفه ثابتة.

      وأما "عبادنا" في: "ص" المحذوف لأبي داود فهو: واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب وقد قرأه المكي: "عبدنا" بالإفراد، واحترز بقيد السورة عن الواقع في غيرها، فإن ألفه ثابتة نحو: نهدي به من نشاء من عبادنا لا يقال: هذا خارج بقيد حركة الحكاية؛ وهي فتحة الدال; لأنا نقول: لم يعهد من الناظم اعتماد قيد الفتحة إلا منضمة للتنوين، والعمل عندنا على حذف ألف "عبادنا" في "ص"، وقوله: "وأن تداركه في عبادي"، عطف على "أساورة"، في البيت السابق بحذف العاطف من الثاني، والضمير في قوله: "له"، يعود على أبي داود ; لأنه لما امتنع رجوعه للشيخين معا للاختلاف بالإفراد والتثنية تعين عوده إلى ابن نجاح المتقدم ذكره صدر الترجمة، والباء في بصاد بمعنى: "في".

      التالي السابق


      الخدمات العلمية