الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      وكل ما ذكرت من تنوين أو حركات ومن السكون


      والقلب للباء وما للهاء     من صلة من واو أو من ياء


      ونحو يدع الداع والتشديد     ومطة ودارة المزيد


      ونقط تأمنا وما يشم     مع الذي اختلسته فالحكم


      أن تجعل الجميع بالحمراء      ................................

      تعرض هنا إلى اثني عشر نوعا ذكرها كلها في الضبط، ولم يذكر لها فيه لونا، فنبه هنا على أن لونها يكون بالحمراء، النوع الأول: التنوين ذكره في قوله "ثمت إن أتبعتها تنوينا" البيت، الثاني: الحركات ذكرها في قوله: "ففتحة أعلاه" إلخ، وأراد بالحركات ما يشتمل جرة النقل وصلة ألف الوصل; لأن صورتهما صورة الحركات، الثالث: السكون ذكره في قوله "فدارة علامة السكون"، الرابع: القلب للباء أي: قلب التنوين، والنون الساكنة ميما عند الباء سواء صور عوضا من علامة التنوين، وهو الذي ذكره في قوله:

      وعوضن إن شئت ميما صغرى     منه لباء إذ بذاك يقرا

      أو صور عوضا من علامة سكون النون، وهو الذي ذكره في قوله: وإن تشأ صورت [ ص: 333 ] ميما صغرى من قبل باء.

      الخامس: صلة الهاء ذكرها في قوله: "أو صلة أتتك بعد الهاء" سواء كانت واوا أو ياء كما ذكره، السادس: الزائد في الساقط من الخط، وهو الذي أراد بقوله هنا ونحو: "يدع الداع"، ذكره في قوله: "في كل ما قد زدته من ياء" وهذان النوعان لا حاجة إلى ذكرهما هنا; لأن لونهما يؤخذ من قوله: "وإن تكن ساقطة في الخط" إلخ الكلام عليها، السابع: التشديد ذكره في قوله: "والتشديد" حرف الشين وفي قوله: "وبعض أهل الضبط دالا جعله"، الثامن: المد ذكره في قوله: "وفوق واو ثم ياء وألف مط" إلخ، التاسع: دارة المزيد ذكره في قوله: "فدارة تلزم ذا المزيدا"، العاشر: نقط: تأمنا ، سواء اجتمع مع النون، أو انفرد وهو الذي ذكره في قوله:

      ونون تأمنا إذا لحقته     فانقط أماما أو به عوضته

      الحادي عشر والثاني عشر: نقطة المشم ونقطة المختلس ذكرهما معا في قوله: "وكل ما اختلس أو يشم" إلخ، ولم يذكر نقطة الممال استغناء عنها بذكر نقطة المشم، ونقطة المختلس بجامع أن الكل دال على حركته ممتزجة، قال الناظم "فالحكم أن تجعل الجميع" أي: جميع هذه الأنواع: "بالحمراء" وقد تبرع بذكر هذه الأنواع هنا لأنه لم يترجم لها إلا أنه لما لم يتقدم له ذكرها ولم يبق لها محل يليق بها غير هذا حسن ذكره لها هنا وبقي مما يلحق بالحمراء ما ذكره في باب النقص من الهجاء مما لم يصرح فيه أنه بالحمراء، ولم يذكره هنا استغناء عنه بقوله في أول الباب المذكور: إن شئت أن تلحق بالحمراء إذ يقدر مع الجميع،

      التالي السابق


      الخدمات العلمية