الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      كذابا الأخير قل وعنهما أساوره أثارة قل مثل ما

      أخبر عن أبي داود بحذف ألف: "كذابا" "الأخير، وعن الشيخين بحذف ألف: "أساورة" و: "أثارة".

      أما "كذابا الأخير ففي آخر "النبأ": لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا .

      وهذا هو الآتي للناظم بالخلاف لأبي عمرو، واحترز بقوله: "الأخير" عن الأول، وهو في النبأ" أيضا: وكذبوا بآياتنا كذابا فإن ألفه ثابتة.

      وأما "أساورة" المحذوف للشيخين ففي "الزخرف": "فلولا ألقي عليه أساورة من ذهب"، وقد قرأه حفص بإسكان السين من غير ألف وخرج: "بأساورة" المختتم بالتاء الخالي منها؛ فإن ألفه ثابتة، وهو في الكهف: يحلون فيها من أساور من ذهب . ومثله في "الحج"، و: "فاطر، و: "الإنسان" كما خرج ما عدا هذا الأخير بالترجمة أيضا لتقدمه عليها.

      وأما "أثارة" ففي "الأحقاف": أو أثارة من علم ، وقد قرئ شاذا بحذف الألف مع فتح الثاء وإسكانها، وبضم الهمزة وسكون الثاء، والعمل عندنا على حذف ألف: "كذابا" الأخير في "النبأ"، وقوله: "كذابا"، عطف على المنصوبات في البيت السابق، والأخير نعته، وسكن هاء "أساوره": إجراء للوصل مجرى الوقف كما تقدم في نظائره، و: "ما" من قوله: "مثل ما" موصولة حذف صلتها للعلم بها أي: مثل [ ص: 131 ] ما تقدم.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية