الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:

      [ ص: 86 ]

      وليس هاؤم وهاتوا منها لعدم التنبيه فاعلم من ها

      لما ذكر في البيت قبل هذا أن ألف: ها التنبيه محذوفة خشي أن يتوهم أن ها من "هاؤم"، و: "هاتوا" في قوله تعالى: هاؤم اقرءوا كتابيه و: هاتوا برهانكم للتنبيه فرفع ذلك التوهم بقوله: إن ها من "هاؤم"، و: "هاتوا" ليست من "ها" الدالة على التنبيه لعدم استفادة التنبيه من لفظة "ها" إذ هي جزء كلمة فيهما فتكون ألفها ثابتة.

      أما "هاؤم" فهاء فيه اسم فعل بمعنى خذ، قال الكسائي: والعرب تقول: هاء للرجل، وللاثنين رجلين أو امرأتين هاؤما، وللرجال هاؤم، وللمرأة هاء بهمزة مكسورة من غير ياء، وللنسوة "هاؤن". ا. ه.

      وهذه الزوائد على لفظة هاء أحرف تبين حال المخاطب، وفيه لغات أخر ليس هذا محل ذكرها.

      وأما "هاتوا" فالأصح أنه فعل أمر، وهاؤه أصلية هي فاؤه ومعناه: أحضروا.

      وقول الناظم: "هاؤم" اسم "ليس"، وهو على حذف مضاف، أي: "ها هاؤم"، وقوله: "منه" خبر "ليس"، ويكتب متصلا لدخول الجار وهو من على الضمير العائد على: ها، التي للتنبيه.

      وأما قوله: "من ها" آخر البيت فهو متعلق ب: "عدم"، ويكتب منفصلا; لأن "من" الجارة دخلت فيه على اسم ظاهر لا ضمير، وجملة "اعلم" معترضة بين الجار ومتعلقه لتصحيح الوزن.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية